منع الجيش هجومًا على مناطق تحيط بسلاح المدرعات جنوب الخرطوم، حيث شن الدعم السريع عمليات عسكرية متخذًا من أحياء الصحافة والعشرة وجبرة محطات للعمليات الحربية.
وذكر مواطنون من حي الصحافة غرب لـ"الترا سودان" أنهم سمعوا دوي إطلاق للقذائف اليوم الأحد، مع تحليق للطيران الحربي في المنطقة التي تحولت إلى "منطقة حرب" على خلفية تخطيط قوات الدعم السريع الاستيلاء على المدرعات منذ شهر ونصف.
شاهد عيان لـ"الترا سودان": مربعات بأكملها في الصحافة والعشرة خالية من السكان تمامًا بسبب قربها من المناطق العسكرية والمعارك
وجراء المعارك العسكرية وسط أحياء الصحافة والعشرة وجبرة غادر مواطنون منازلهم إلى خارج العاصمة، وقال شاهد عيان إن مربعات بأكملها في الصحافة والعشرة خالية من السكان تمامًا بسبب قربها من المناطق العسكرية والمعارك.
وقال حماد الذي ما يزال يمكث في منزله بحي الصحافة في الخرطوم، لـ"الترا سودان"، إن من بين مئات المنازل تجد منزلًا أو اثنين يقطن فيهم السكان، والغالبية غادروا إلى خارج الخرطوم لسوء الأوضاع الإنسانية واشتداد المعارك العسكرية.
وقال إن المواطنون ينتظرون مياه الشرب لتعبئتها بعد منتصف الليل، وهناك بعض النقاط الصغيرة التي تبيع الخضروات والخبز في أسواق صغيرة بالأحياء.
وتقع أحياء الصحافات والعشرة وجبرة من الناحية الشرقية والجنوبية لسلاح المدرعات بالخرطوم، ومنذ شهر ونصف وصلت قوات من الدعم السريع إلى هذه الأحياء. وقال شهود إن بعض العناصر استولت على سيارات مواطنين والممتلكات الثمينة.
وقالت ربة منزل ومهندسة تقيم في حي الصحافة لـ"الترا سودان" إنها نزحت إلى ولاية نهر النيل عقب استيلاء قوات من الدعم السريع على سيارتها من المنزل، وأضافت: "شعرت بالرعب وقررت الخروج من العاصمة رفقة أطفالي".
وتحولت هذه الأحياء إلى ما يشبه "مدن الأشباح" بعد أكثر من ثلاثة أشهر من القتال بين الجيش والدعم السريع، وشوهدت المحلات التجارية والعديد من المنازل وهي منهوبة بالكامل - تقول هذه السيدة.
وقبل أسبوعين كانت وحدات من الجيش نشرت مقاطع فيديو أعلنت عبرها سيطرتها على بعض الشوارع الرئيسية في هذه الأحياء.
وأجبرت الحرب نحو أربعة ملايين شخص على النزوح هربًا من القتال وأعمال العنف والنهب المسلح، وقتل أكثر من ثلاثة آلاف من المدنيين علاوة على إصابة حوالي ستة آلاف آخرين.