ما إن انتشرت الأنباء عن اقتحام طائرة عسكرية إثيوبية للمجال الجوي السوداني، والحشد العسكري من الجانبين وإرهاصات الحرب على الحدود الشرقية للبلاد، حتى وانهمرت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للتصعيد والرد على العدوان الإثيوبي على السيادة الوطنية وتصريحات المسؤولين الإثيوبيين المستفزة، ورافض للتصعيد يرى أن المسألة يمكن حلها عبر الطرق الدبلوماسية، وأن الوضع في البلاد لا يدعم حربًا جديدة مع دولة مجاورة، وأن الحرب إنما تصب في مصلحة العسكريين.
طبول للحرب ودعوات للسلام على مواقع التواصل الاجتماعي في التفاعل مع التصعيد الأخير على الحدود مع إثيوبيا
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد نشرت على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بيانًا أدانت فيه، تعدي الطائرة الحربية الإثيوبية على المجال الجوي السوداني، ووصفت الحادثة في بيانها بـ"التصعيد الخطير وغير المبرر"، وقالت إن الأمر يمكن أن تكون له عواقب خطيرة ويتسبب في المزيد من التوتر في المنطقة الحدودية.
اقرأ/ي أيضًا: انتقادات واسعة ودعوات لإقالة مديرة جامعة الخرطوم
كما طالبت الوزارة من الجانب الإثيوبي بأن لا تتكرر مثل هذه الأعمال العدائية مستقبلًا، نظرًا لانعكاساتها الخطيرة على مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
تزامن دخول الطائرة مع زيارة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، للقوات المرابطة في الحدود الشرقية، حيث قال خلال زيارته لولاية القضارف برفقة نائب رئيس هيئة الأركان إمداد، الفريق الركن مجدي إبراهيم، في مخاطبته القوات المسلحة المنتشرة داخل الحدود السودانية، إن القوات المسلحة ستظل سندًا وعضدًا للشعب وداعمًا لتحقيق آماله وطموحاته نحو الاستقرار والسلام والتنمية.
فيما أكدت القوات المسلحة المرابطة داخل الحدود السودانية التزامها بالدفاع عن أرض البلاد ومكتسبات شعبها.
اقرأ/ي أيضًا: معركة المناهج.. خذلان حمدوك وانتصار الفلول
وأعلن البعض إطلاق وسم "لا للحرب" في إشارة لرفضهم أي اتجاه للتصعيد، محتجين بأن الحرب إنما تخدم المكون العسكري المتربص بالسلطة في الحكومة الانتقالية، وأن أسباب التصعيد داخلية، والغرض منه كسب التفاف الناس حول القيادة العسكرية، إلى جانب تحقيق أطماع المحاور، على حد قول "ريل معاز" التي نشرت على فيسبوك تحت الوسم قائلة:
من جانبه أشار "مصعب آدم" أن هنالك ألف طريقة للحل مع الجارة إثيوبيا، ومضى قائلًا: "لجنة البشير الأمنية التي قتلت الشعب السوداني والمعتصمين واغتصبت الحرائر أمام بواباتها ليست حريصة على حماية حدودنا هي حريصة فقط على إفشال الفترة الانتقالية ورغبات دول الشر".
وأشارت "آلاء علي" في تغريدتها تحت نفس الوسم، للتكلفة العالية للحرب، وأوضحت أن هنالك الكثير من الحلول غيرها لحل النزاع الحدودي مع إثيوبيا.
أما الكاتب الروائي الكبير، عبدالعزيز بركة ساكن، فأعلن عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يقف ضد الحرب، قائلًا إن الدعوات لها تبدأ برومانسية، لكنها -أي الحرب- إذا بدأت فإنها لا تنتهي.
على الجانب الآخر، يرى المؤيدون للتصعيد ضد إثيوبيا، أن السيادة الوطنية على الأراضي السودانية دونها الغالي والنفيس، وأن الاعتداءات الإثيوبية فاقت حد الصبر، فكتبت "هنادي عبدالرحمن" تحت وسم "طرد السفير الإثيوبي"، قائلة إن إثيوبيا "من أجل أمنها الغذائي احتلت ملايين الفدادين الخصبة من أراضي السودانيين في حدودنا الشرقية"، مطالبة بإرجاعها للسيادة الوطنية.
أما "محمد عثمان"، فاستنكر تصريحات السفير الإثيوبي في الخرطوم، واصفًا تصريحاته بالتطاول على سيادة وكرامة السودانيين، وطالب في منشوره على فيسبوك، بطرد السفير الإثيوبي من البلاد.
من جانبه توقع "نبيل شكور" استجابة واسعة من قوات الاحتياط، حال استدعاء وزارة الدفاع لقوات الاحتياط (الخدمة الوطنية) لتأمين حدود السودان الشرقية مع إثيوبيا، حتى آخر شبر" على حد قوله.
أما "هشام الشواني"، فرأى في إثيوبيا عدوًا إستراتيجيًا للسودان، وكتب منشورًا مطولًا على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في تفصيل ذلك، ثم مضى قائلًا: "رغم كل ما يصيب بلادنا من اضطرابات فإن الكلمة العليا هي للسودان والسودانيين ضد الأحباش، وإذا جنحوا للسلم فنحن له بعد استرداد أراضينا، وإذا أرادوا الحرب فهم في طريقهم نحو الجحيم".
ومع زيارة البرهان للحدود الشرقية وتوجيهاته للقوات بالحفاظ على مواقعها وحماية التراب السوداني، والتصعيد من الجانب الإثيوبي والتعديات على الحدود السودانية، وفي ظل الظروف التي يمر بها البلدين، فمن الصعب التنبؤ بمستقبل هذه التوترات الحدودية، ولكن من الواضح أن طبول الحرب قد دقت بين السودان وإثيوبيا، ولكن هل ستقود لصراع مباشر قد يهدد أمن كل القرن الأفريقي وبقية دول العالم بموجات النزوح والانحيازات ولعبة المحاور؟ هذا ما ستكشف عنه مقبل الأيام.
اقرأ/ي أيضًا
السودانيون يتفاعلون مع إزالة البلاد رسميًا من قائمة الإرهاب
الحرب الإثيوبية تصل أسمرة وجبهة التغراي تكشف عن اتجاه لتدخل إماراتي