السودان يستأنف دوري كرة القدم ويخفض أجواء الحرب 

على ملعب مُشيد منذ سنوات، ابتدر دوري النخبة السوداني لكرة القدم في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال العاصمة الخرطوم، على بعد حوالي 300 كيلو متر،  في خطوة قد تخفض أجواء الحرب التي يعيشها السودانيون منذ أكثر من عامين.

استهل الهلال العاصمي مباراته ضد الميرغني كسلا، الجمعة 4 تموز/يوليو 2025، بهدفين نظيفين في مباراة شهدت حضورًا جماهيريًا عاليًا، بعد غياب استمر لأشهر طويلة بسبب الحرب التي تستمر منذ 25 شهرًا.

أثناء أنشطة كرة القدم، تعمل سيدات في بيع الأطعمة على الأرصفة، وانتعشت مبيعاتهن بشكل ملحوظ قبل ساعات قليلة من مباراة الهلال، بسبب التدافع الجماهيري إلى مدينة عطبرة.

الأجور المالية المتدنية لحكام مباريات دوري النخبة تُثير الجدل 

ويقول عماد من مدينة عطبرة لـ"الترا سودان"، إن استضافة استاد عطبرة مباراة الهلال العاصمي والميرغني كسلا، أنعشت الأسواق الخاصة بالأطعمة في محيط الملعب الرياضي، كما أن حركة الحافلات كانت ملحوظة في ذلك اليوم وهي تنقل الجماهير من المدن المجاورة.

وأضاف: "الناس يشعرون مع عودة النشاط الرياضي أن أجواء الحرب قد انخفضت".

وحل الهلال العاصمي المشبع بالنجوم ضيفًا على استاد عطبرة ضمن مباريات دوري النخبة الذي ينظمه اتحاد كرة القدم السوداني، وهو يفقد ملعبه في أم درمان للعام الثالث على التوالي "الجوهرة الزرقاء" بسبب الحرب.

ورغم استعادة القوات المسلحة للعاصمة الخرطوم منذ 20 أيار/مايو 2025، إلا أن الحياة العامة، بما في ذلك الأنشطة الرياضية، لا تزال متوقفة بسبب الدمار الذي طال البنية التحتية.

انطلق دوري النخبة في جميع أنحاء البلاد عدا المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، والتي تقع أغلبها في إقليم كردفان وأجزاء من جنوب كردفان، الجمعة 4 تموز/يوليو 2025.

بالتزامن تدشين النشاط الرياضي رسميًا برز إلى السطح أزمة حول أجور حكام المباريات وذكرت وسائل إعلام محلية متخصصة في الشأن الرياضي أن لجنة التحكيم حددت 300 ألف جنيه سوداني لنفقات الحكام في المباراة الواحدة وينال الحكم الواحد 75 ألف جنيه ما يعادل أقل من 30 دولارًا أميركيًا.

ويبرر بعض الحكام الذين انتقدوا تدني الأجور أنهم يضطرون للسفر من ولاية إلى أخرى، لإدارة المباراة على النفقة الخاصة، فيما يواصل دوري النخبة الذي يأتي بمشاركة الهلال والمريخ قطبي الكرة السودانية، لأول مرة منذ اندلاع الحرب في السودان تبرز تحديات أخرى حول مقار استضافة بعثات الأندية.

وتداولت الشبكات الإجتماعية قبل يومين من المباراة صورًا للاعبي بعثة الميرغني كسلا، وهم يفترشون الأرض قرب منزل في أحد أحياء مدينة عطبرة، وقابل السودانيون انعدام المباني الخاصة باستضافة البعثات الرياضية بانتقادات واسعة.