"بعد سبعة أشهر من اختفائه علمنا عن طريق الصدفة بوفاته. مات متأثرًا بالمرض ونتيجة للجوع والتعذيب، حالة الحزن التي أصابتنا تسببت في وفاة أمي بعد أسبوعين فقط من تأكد موته، أما أبي فتحطم تمامًا وأصبح زاهدًا في الحياة يتمنى في كل لحظة أن يلحق بابنه وزوجته الراحلين". تحكي المواطنة "ن.ع" قصة اختفاء شقيقها التاج في شهر شباط/فبراير الماضي، بعد خروجه ذات يوم من منزلهم بمنطقة جنوب الحزام في الخرطوم بهدف شراء مواد غذائية لأهل بيته.
يمثل سجن سوبا جنوب شرق العاصمة الخرطوم نموذجًا بشعًا لحالات الإخفاء القسري والأسر المخالف للقوانين الدولية التي وقعت أثناء حرب السودان
تقول لـ"الترا سودان" "منذ لحظة اختفائه وإلى أن تأكدنا من وفاته لم نتوقف قط عن السؤال عنه. بلغنا سلطات الدعم السريع الموجودة في المنطقة، أرسلنا اسمه وتفاصيل سيرته إلى كل الجهات الخيرية المختصة بقضايا المفقودين، لكنا لم نعرف في أي مكان اختفى إلا بعد أن توفي، حين أفصح شاهد على موته عن مزاملته له في سجن سوبا ضمن آخرين لفترة قصيرة قبل رحليه".
يمثل سجن سوبا جنوب شرق العاصمة الخرطوم نموذجًا بشعًا لحالات الإخفاء القسري والأسر المخالف للقوانين الدولية التي وقعت أثناء حرب السودان.
ومنذ اليوم الأول لاندلاع الحرب في الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 سيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من مدينة الخرطوم، التي يقع في نطاقها سجن سوبا سيء السمعة، وبعد أن عمدت هذه القوات على إفراغه من نزلاء ما قبل الحرب حولته إلى معتقل رئيسي لكل معارضيها أو من تشكك في انتمائهم إلى قوات الجيش. وبحسب إفادات ناجين فإن سجن سوبا يضم نحو ثلاثة آلاف معتقل، بعضهم وجهت له تهم التعاون مع استخبارات الجيش وآخرون أسروا بجريرة انتمائهم للقوات النظامية المختلفة، والجزء الأكبر اعتقلوا خلال حملات تفتيش عشوائية تمارسها هذه القوات بين الحين والآخر في مناطق سيطرتها، من بينهم الشاب التاج، الذي مات في ظروف لا تزال ملابساتها غامضة بالنسبة لأسرته مثل آخرين كثر، من بينهم شقيق الصحفية مزدلفة عثمان وابنه اللذين سمعت أسرتهم فقط بخبر موتهما بعد فترة اعتقال امتدت أيضا لأشهر.
مقتلة الهلالية
مثّل الموت داخل سجن سوبا سيء السمعة، حالات فردية في مجملها توفيت نتيجة للجوع والتعذيب أو مضاعفات المرض. أما في مدينة الهلالية التي تقع في شرق ولاية الجزيرة، فإن الموت داخل "المحبس" حدث بشكل جماعي مأساوي داخل أطهر الأمكنة.
والهلالية هي إحدى المدن الصغيرة في المنطقة التي شنت عليها قوات الدعم السريع ما عرف بـ"الحملات الانتقامية" بجريرة انتماء القائد المنشق أبو عاقلة كيكل إليها. توفي في مدينة الهلالية خلال أيام في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي أكثر من ستمائة شخص ما بين القتل برصاص الدعم السريع، أو الجوع والتسمم بين أسوار مساجد المدينة القليلة بعد أن جمعتهم هذه القوات وسجنتهم داخل أروقتها.
تضاربت الأنباء حول أسباب الموت الجماعي الذي طال مواطني الهلالية، لكن المؤكد أن قوات الدعم السريع تقف وراء ذلك
تضاربت الأنباء حول أسباب الموت الجماعي الذي طال مواطني الهلالية، لكن المؤكد أن قوات الدعم السريع تقف وراء ذلك، بحرمانهم من الطعام، والتنقل والحركة، وإجبارهم على تناول ماء وطعام مشكوك في صلاحيتهما للآدميين.
الحملات الانتقامية لقوات الدعم في مناطق شرق الجزيرة أجبرت آلاف المواطنين إلى الفرار من قراهم والنزوح شرقًا في ظروف بالغة القسوة، قاطعين آلاف الأميال سيرًا على الأقدام ما أدى إلى وفاة الكثيرين وفقدان آخرين، بخلاف من قتلوا رميًا برصاص الدعم السريع أثناء محاولات الهروب.
انتهاكات متعددة
في الجانب الآخر من العاصمة الخرطوم، وتحديدًا في مدينة أمدرمان، يكشف أحد أعضاء لجان مقاومة كرري – فضّل عدم ذكر اسمه – عن الانتهاكات الجسيمة التي مارستها قوات الجيش والقوات الخاصة التابعة لجهاز الأمن ضد المدنيين الأبرياء.
وأشار إلى حوادث اعتقال عديدة، شملت بعض أعضاء لجان المقاومة، كان أبرزها اعتقال شقيقين على يد أحد عناصر القوات الخاصة، الذي هدد بقتلهما ما لم يسلم شقيقهما الثالث له شخصيا وليس لأي جهة نظامية أخرى.
ويضيف عضو لجان المقاومة في حديثه لـ"ألترا سودان" أن "العديد من سكان أمدرمان والمارة تعرضوا لفترات اعتقال طويلة في سجون منطقة كرري العسكرية، لمجرد الاشتباه بميولهم لقوات الدعم السريع، استنادًا إلى حجج واهية، كصور الهواتف المحمولة أو السمات الشكلية أو اللغة التي يتحدثون بها".
طريق الخروج
بعد اندلاع الحرب أصبح سبيل الخروج من مدينتي الخرطوم وأمدرمان يمر عبر طريق واحد فقط يشق جبرًا المنطقة العسكرية للجيش السوداني في كرري. وهنا، بحسب إفادة الشاب "وقاص حسين" الذي اعتقل لمدة عشرة أيام قبل أن يطلق سراحه، يمكن أن يتم إنزالك من الحافلة وحرمانك من السفر ومن ثم الزج بك في الزنازين الضيقة فقط لأن بطاقة هويتك تقول إنك من مواليد مدينة نيالا، أو أن تفاصيل مهنتك تشير إلى ارتباطك بالعمل الإعلامي أيًا كان طبيعته.
استهداف الصحفيين
قبل يومين من نهاية العام أطلق سراح الصحفي أحمد يوسف التاي، وهو رئيس تحرير سابق لعدد من الصحف السودانية، بعد أن اعتقلته السلطات العسكرية في مدينة الدندر إثر كتابته مقالًا انتقد فيه مظاهر استقبال مقاتلين عائدين من صفوف الدعم السريع يتهمهم مواطنو المنطقة بارتكاب جرائم حين كانوا ينتمون لقوات حميدتي.
وتمثل حالة التاي صورة مخففة عن الظروف السيئة التي واجهها الصحفيون السودانيون خلال العام 2024 ومن طرفي الحرب، سواء بالاعتقال والتعذيب أو القتل المتعمد.
نقابة الصحفيين السودانيين: واجه (30) صحفيًا وصحفية بينهم (10) صحفيات، إطلاق نار وقصفًا، مما أسفر عن وفاة (15) من ذويهم وإلحاق أضرار جسيمة بمنازلهم
وأوردت نقابة الصحفيين السودانيين في أحدث بياناتها عن أوضاع الصحفيين في السودان "مقتل (13) صحفيًا وصحفية، بينهم صحفيتان. وتعرّض (11) صحفياً بينهم (3) صحفيات، لاعتداءات جسدية وإصابات، بالإضافة إلى حالة اعتداء جنسي واحدة".
وبحسب البيان، الصادر بمناسبة اليوم العالمي الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين "واجه (30) صحفيًا وصحفية بينهم (10) صحفيات، إطلاق نار وقصفًا، مما أسفر عن وفاة (15) من ذويهم وإلحاق أضرار جسيمة بمنازلهم".
كما وثق البيان "(60) حالة اختطاف واحتجاز قسري بينهم (9) صحفيات، و(6) بلاغات تعسفية تعيق عمل الصحفيين وتقيد حركتهم. وسُجلت (58) حالة تهديد شخصي منها (26) ضد صحفيات، إضافة إلى (27) حالة اعتداء جسدي ونهب ممتلكات بينها (3) ضد صحفيات".
قانون الوجوه الغريبة
اعتقل طالب الثانوي "عمر أحمد عبدالهادي" في مدينة دنقلا بشمال السودان، ووجهت محكمة المدينة إليه تهمًا تتعلق بتقويض النظام الدستوري قبل أن تحكم عليه بالسجن خمس سنوات.
وبحسب أسرة الطالب فإن ابنهم اعتقل بتهمة الانتماء لقوات الدعم السريع فقط لأنه قادم من المناطق التي توصف بـ"حواضن الدعم السريع". ووفقًا للمحامي خالد نوح فإن الطالب عمر حوكم في نطاق ما يعرف بـ"قانون الوجوه الغريبة"، فهو قادم من غرب السودان، كردفان، من مدينة صغيرة تسمى الخوي، وفيها من ينتمي بالفعل وبحكم الواقع لقوات الدعم السريع، لكن لا يعني ذلك التعميم. فعمر وصل إلى دنقلا لهدف واحد وهو الاستعداد لامتحانات الشهادة السودانية التي حرمت منها منطقته بسبب وقوعها في نطاق سيطرة الدعم السريع.
محامي: لا يوجد نص قانوني بهذا المسمى داخل الولايات الشمالية "إلا أنه مستخدم شرطيًا وبواسطة المستنفرين، ويستهدف به كل شخص غريب يصل إلى المكان"
وحول قانون "الوجوه الغريبة" يؤكد خالد لـ"الترا سودان" عدم وجود نص قانوني بهذا المسمى داخل الولايات الشمالية، لكنه يضيف مستدركًا "إلا أنه مستخدم شرطيًا وبواسطة المستنفرين، ويستهدف به كل شخص غريب يصل إلى المكان".
وتضم الولايات الشمالية، التي تعرف أيضا بالولايات الآمنة، الآلاف من النازحين القادمين من مختلف مناطق السودان، لاسيما تلك المشتعلة بالمواجهات العسكرية في الخرطوم والجزيرة وإقليمي دارفور وكردفان.
ووفقًا لكيانات حقوقية، مثل "هيئة محامي دارفور"، يتعرض الكثير من النازحين والعابرين لإجراءات اعتقال ومحاكمات تعسفية في أغلبها ذات صبغة جهوية وعنصرية، مثلما حدث للمواطنة "س" التي اعتقلت هي وأم زوجها – توفيت في السجن – وشقيقتها بتهم التعاون مع الدعم السريع بسبب صورة ضبطت في هاتفها.
صحارى دارفور
في مقطع فيديو انتشر في أواسط شهر كانون الأول/ديسمبر، تحدثت امرأة من قرية تسمى "أحمد نمر" تقع جنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، عن تعرض قريتها لهجوم بشع من قوات الدعم السريع.
وصفت تلك السيدة طبيعة الهجوم بدقة بداية من عدد السيارات وانتهاء بأشكال العنف والتقتيل الذي مورس على سكان القرية من الأطفال والنساء والمسنين.
وقالت إن من لم يمت في ذلك الهجوم بالرصاص مات احتراقًا داخل المنازل بعد أن أشعل فيها المهاجمون النار.
بداية من أيلول/سبتمبر الماضي انتقلت المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني والقوة المشتركة ضد قوات الدعم السريع إلى صحارى إقليم دارفور، وشهدت قرى وبلدات تلك النواحي أبشع أشكال العنف والتقتيل، إذ هاجمت الدعم السريع في الفترة من 5 إلى 7 تشرين الأول/أكتوبر 17 قرية في صحارى شمال دارفور وأحرقتها بالكامل وقتلت أكثر من 40 شخصًا وفقًا لشبكة حقوق الإنسان والمناصرة لأجل الديمقراطية (هاند)، التي أكدت في بيان أصدرته وقتها أن "عملية تدمير المنازل المتعمدة وتشريد المجتمعات الضعيفة تركت العديد من العائلات تعيش في العراء دون مأوى أو طعام أو مياه نظيفة أو مساعدة طبية، مما يزيد من تعرضهم للعنف والجوع والأمراض بشكل كبير".
شبكة حقوق الإنسان والمناصرة لأجل الديمقراطية: تواجه النساء والأطفال على وجه الخصوص مخاطر متزايدة من العنف الجنسي والاختطاف وأشكال أخرى من الانتهاكات
وأردفت: "تواجه النساء والأطفال على وجه الخصوص مخاطر متزايدة من العنف الجنسي والاختطاف وأشكال أخرى من الانتهاكات، إذ تشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة تعيد تجميع نفسها لشن هجمات إضافية على ما تبقى من القرى".
وفي هذا الصدد يقول الباحث في شؤون دارفور ضرار آدم ضرار لـ"ألترا سودان"، إن هجمات الدعم السريع على قرى شمال دارفور، وبالتحديد مناطق شمال مدينة كتم بدأت في أواخر شهر أيلول/سبتمبر، وهي مستمرة حتى الآن.
ويرى ضرار إن هذه الهجمات مختلفة عن هجمات الدعم السريع في المناطق الأخرى لأنها في نطاق واسع، ومنظمة، وموجهة ضد مجموعة إثنية محددة. مرجعًا ذلك لاعتقاد الدعم السريع إن هذه الإثنية هي التي تساند القوات المشتركة، أو هي المكون الرئيسي لهذه القوات. ولهذا يرون إن الهجوم على قرى ومزارع ومناطق هذه الإثنية أمر مشروع، مشبهًا ذلك بما حدث في حرب دارفور الأولى 2003.
وبحسب ضرار فإن عدد القتلى في قرى شمال دارفور منذ بداية الهجمات وحتى الآن بلغ نحو 500 قتيل بالإضافة إلى حرق أكثر من 50 قرية وحالات اغتصاب جماعي وفردي، أشهرها حادثة الاغتصاب التي وقعت في قرية بير مزة، إذ اغتصبت في ليلة واحدة أكثر من 25 امرأة. وهذه طبيعة هجمات الدعم السريع، كما يقول ضرار.
في الجانب الآخر من صحارى من دارفور في الشمال، هاجمت القوات المشتركة في شهر كانون الأول/ديسمبر منطقة الزرق، التي يتم تعريفها بأنها منطقة عسكرية تتبع لقوات الدعم السريع، شرع حميدتي قائد الدعم في تشييدها في العام 2017 ومن حينها أخذ يوليها أهمية خاصة، ويعيش فيها أقرباؤه بمن فيهم والده حمدان دقلو.
بعد الهجوم على منطقة الزرق وإعلان المشتركة السيطرة عليها اتهم الناطق الرسمي لقوات الدعم السريع هذه القوات بممارسة جرائم حرب، بقتل سكانها واغتصاب النساء والفتيات، وحرق المساكن والمباني بما فيها المستشفى.
ولا تزال المواجهات متصاعدة في محور الصحراء، وكل من الطرفين يحشد قواته ويستعد لمعارك أكبر، بلا شك سيكون ضحيتها المدنيون الأبرياء.
اغتصاب النساء
في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2024 كشفت لجان مقاومة ودمدني بولاية الجزيرة، عن تعرض سيدة في حي المزاد بمدينة مدني لعملية اغتصاب جماعي بواسطة ستة أفراد يتبعون لقوات الدعم السريع.
وأضافت اللجان في بيان أن المجموعة اعتدت أولًا على زوج السيدة بالضرب ثم قيدته بالحبال وهددته بذبح طفلته ثم أجبرته على مشاهدتهم وهم يغتصبون زوجته تناوبًا منذ الواحدة صباحًا وحتى بروز الفجر.
وفي آخر تقاريرها الأخيرة عن الوضع الحقوقي في السودان، وجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اتهامات لقوات الدعم السريع والقبائل المتحالفة معها بارتكاب انتهاكات جنسية واسعة ضد النساء في السودان.
وقال التقرير الذي نشر في شهر كانون الأول/ديسمبر إن قوات الدعم السريع مارست العنف الجنسي والاستعباد الجنسي ضد عدد كبير من النساء السودانيات في ولاية جنوب كردفان.
وأضاف أن من تعرضن لعمليات الاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي تتراوح أعمارهن ما بين السابعة والخمسين عامًا.
المديرة الإقليمية لشبكة نساء القرن الأفريقي: 90% من حالات الانتهاك الجنسي المرتبط بالنزاع في السودان كانت اغتصاب جماعي
ووفقًا للمديرة الإقليمية لشبكة نساء القرن الأفريقي "صيحة"، فإن 90% من حالات الانتهاك الجنسي المرتبط بالنزاع في السودان كانت اغتصاب جماعي.
وقالت هالة الكارب على حساب المنظمة بمنصة "اكس" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إن "السودان أصبح عاصمة العنف الجنسي في أفريقيا".
واتهمت شبكة صيحة في تقرير أصدرته في آب/أغسطس الماضي قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم عنف جنسي ممنهجة ضد النساء في كافة المناطق التي تسيطر عليها أو تقتحمها.
تتسع دائرة الحرب في السودان مع وصولها إلى الشهر الواحد والعشرين، ومع تمدد المعارك في كل يوم إلى مساحات جديدة تزداد أرقام ضحايا هذه الحرب، إذ تشير بعض التقارير المستقلة إلى أكثر من 160 ألف قتيل وملايين النازحين واللاجئين داخليًا وخارجيًا، وانتشار مفزع للجوع والأمراض القاتلة.
يختتم السودانيون عام 2024 بمزيج من خيبة الأمل والقلق، إذ شهد العام إخفاقات متكررة في الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب المستعرة في البلاد، واتساع الفجوة بين الأطراف المتنازعة، وتآكل الثقة المتبادلة. ومع ذلك، يبقى الأمل معلقًا على العام الجديد، عله يحمل في طياته اختراقًا حقيقيًا يضع حدًا لهذا الصراع ويفتح آفاقًا للسلام والاستقرار.