10-يناير-2025
شخص يكتب

(تعبيرية)

في باكورة أنشطتها في النشر للعام 2024، وبالتعاون مع "دار المصورات للنشر" تصدر "منظمة مندي لثقافة السلام وإدارة التنوع" كتاب (بالكتابة نتعافى.. ناجيات من حرب السودان)، بإشراف وتنسيق من مؤسسة ومنسقة مشاريع مندي الدكتورة إشراقة مصطفى حامد.

الكتاب ضم تجارب وثّقت حتى لا يتم تهميشها في السرديات الرسمية

 

وسبق لمنظمة مندي في إطار مشروعها التوثيقي المتعلق بقضايا النساء عامة، وفي السودان بشكل أخص أن أصدرت كتابين تحت شعار (ليس سوانا يكتب سيرتنا)، بمشاركة تجارب لكاتبات لاجئات أو مهاجرات من السودان، وإرتريا، وسوريا، ولبنان، والعراق، واليمن وليبيا ومصر.

في مؤلف (بالكتابة نتعافى.. ناجيات من حرب السودان)، توثق مندي لمجموعة نساء ناجيات من الحرب الدائرة في السودان منذ العام 2023، ووجدن ملاذهن لاجئات في دولتي مصر وأوغندا.

وتقول د. إشراقة مصطفى مقدمة الورشة ومنسقة الكتاب، إن المشاركات "بدأن الكتابة، تعافيًا وتوثيقًا، ما يعكس قيمة التوثيق الذي آمنت به مندي لثقافة السلام وإدارة التنوع فعلًا شاهدًا على هذه اللحظات التاريخية الحرجة.

 وتضيف د. إشراقة إن التوثيق والأرشفة ليس فقط عملية تقنية لحفظ المعلومات، بل فعل سياسي يتمثل في تسجيل وحفظ تجارب النساء اللاجئات وبالتالي وسيلة لهن للمطالبة بحقوقهن وتوثيق معاناتهن وتجاربهن الإنسانية المريرة هروبًا من نيران الحرب، من الاغتصابات والتعنيف الجنسي.

وتردف إن الكتاب يقدم أيضًا تجارب "لمن كنّ لحظة انفجار الحرب وبدايات الخراب خارج السودان، كن على أرصفة الخوف والترقب، وليالي السهد الطويلة في انتظار أن تعود شبكة الاتصالات التي دمّرت كل البنية التحتية، أن تطمئن قلوبهن الجزعة".

وتتابع إن الكتاب ضم تجارب وثّقت حتى لا يتم تهميشها في السرديات الرسمية. مؤكدة إن الأرشفة وسيلة مقاومة فيما يتعلق بحقوقهن ويعطيهن مساحة لتوثيق تجاربهن وعذاباتهن لحظة الفرار من جحيم الحرب.

وتشير إلى تعلقهن بـ"البيوت، الصور، الرسائل، الكتب، القصاصات، روائح الطعام والقهوة وخطوات القادمين نحو الأبواب المشرعة، الأبواب التي ظلت شاهقة بذاكرة النساء الجماعية في ليل النزوح الجماعي".

وتكتب إشراقة مصطفى في تقديمها للكتاب: "إنّها المرة الأولى طيلة تقديمي وتنسيقي لورش الكتابة الإبداعية للنساء، أجد نفسي بين الأنقاض محاولة النهوض مثل فينيقيات هذا الكتاب، الناهضات من ركامات الحرب، نساء ملكن الإرادة ليكتبن وجراحات النزوح مازالت طازجة أحبارهن على درب التعافي والنجاة".

أربعة عشر امرأة ناجيات من حرب السودان شاركن تجاربهن ضمن نصوص الكتاب، مختلفات من حيث أعمارهن، ومستوياتهن التعليمية، وارتباطهن بمهن أو كن ربات بيوت، لكن مأساة الحرب وحدتهن.

عن اثنتين من المشاركات في الكتاب تقول إشراقة "أسرني جدًا مشاركة صبيتين في عمر النضار، لم يبلغن العشرين بعد ولكنهن كبرن بالحكمة، بمناهضة الواقع، بالألم الذي جعلن منه مشرعًا للخلاص والتعافي".