مع اقتراب دخول الحرب الدائرة في السودان عامها الثاني، تصاعدت حدة الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين، بواسطة أطراف الحرب، في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
أصبحت تهمة التعاون مع أحد أطراف الحرب، هي التهمة الأكثر شيوعًا وتبريرًا لعمليات القتل خارج نطاق القانون
وبحسب كيانات حقوقية، أصبحت تهمة التعاون مع أحد أطراف الحرب، هي التهمة الأكثر شيوعًا وتبريرًا لعمليات القتل خارج نطاق القانون، مثلما جرى مؤخرًا، بعد تمكن الجيش من استعادة مدينة ودمدني في الحادي عشر من الشهر الجاري، كانون الثاني/يناير 2025.
تصفية روائي ومعلمة
اغتالت قوات الدعم السريع، في منطقة السقاي بمدينة الخرطوم بحري، المعلمة نادية بلال محمد صديق، خلال اليومين الفائتين، بتهمة التعاون مع استخبارات الجيش السوداني، مثلما صرح أحد أقربائها.
ووفقًا لبيان أصدرته لجنة المعلمين السودانيين، الأحد 19 كانون الثاني/يناير 2025، فإن قوة من الدعم السريع اعتدت بالضرب على المعلمة نادية بلال، ومن ثم قتلتها شنقًا، بعد مطالبتها بإطلاق سراح ابنها "الباشمهندس زرياب"، المعتقل - حتى الآن - لدى الدعم السريع، في منطقة السقاي شمال مدينة الخرطوم بحري.
وقالت لجنة المعلمين: "هذه جريمة أخرى تضاف لسجل الجرائم التي تنوء بها صفحات الدعم السريع، حيث تلطخت أيادي أفراد هذه القوات بدماء أبناء وبنات الشعب السوداني، وشواهد التاريخ وسنن الله تخبرنا أن هذه الجرائم لن تمر مرور الكرام، مهما تطاول الأمد".
وفي بيان لـ"هيئة محامي دارفور"، أصدرته أمس الإثنين، كشفت عن مقتل الروائي والإعلامي، الدكتور يحيى فضل الله حماد، جراء التعذيب الشديد بواسطة منتسبين للقوات المسلحة السودانية، قبل نقله إلى مستشفى النو في أم درمان، حيث توفي هناك.
وقال بيان "هيئة محامي دارفور"، إن الروائي يحيى فضل الله حماد، "تم اتهامه بهتانًا بالتعاون مع الدعم السريع، وحرم وهو يعاني من آثار التعذيب ومرض السكري من تلقي العلاج، وذلك بحسب إفادات قريبين منه".
وأشار البيان إلى أن الفقيد ظل بمنزله في الدروشاب ببحري رافضًا مغادرته، وهو يعاني من شظف العيش، ومتاعب الحياة، والمرض وإطلاق الاتهامات الجائرة بحقه.
يذكر أن من أشهر أعمال الروائي الراحل رواية (زواج زقندي)، كما أسهم في تقديم العديد من الأغنيات شعرًا ولحنًا برفقة الفنان المعروف عمر إحساس، إضافة إلى كونه شغل عدة مناصب قيادية في الهيئة العامة للإذاعة والتفلزيون.
فداحة الحرب
وقالت "منظمة هيومن رايتس ووتش"، في تقرير حديث نشرته السبت 18 كانون الثاني/يناير الجاري، إنها حللت مقاطع فيديو نُشرت بين آب/أغسطس 2023 وتموز/يوليو 2024 لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة معهما، وهي تعدم سجناء وتعذبهم وتسيء معاملتهم.
وبحسب "هيومن رايتس ووتش" اعتبرت بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة إن الإفلات من العقاب أحد الأسباب الرئيسية لارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، وتقدمت بتوصيات لأجل تعزيز المحاسبة، بما في ذلك توسيع اختصاص المحكمة الجنائية الدولية لتغطي جميع أنحاء السودان.