12-سبتمبر-2024
متحف السودان القومي

كشفت مديرة الهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان، د. غالية جار النبي، عن حقائق صادمة بشأن سرقة وتهريب الآثار السودانية خلال الفترة الماضية، بعد اندلاع الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتحدثت غالية في حوار مع "الترا سودان" عن التحديات والصعوبات التي تواجههم، كاشفة في الوقت ذاته عن العوامل التي أدت إلى تدمير بعض الآثار، بالإضافة إلى جهودهم لمنع تهريب الآثار والعمل على استعادة القطع المسروقة.

مديرة الهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان، د غالية جار النبي لـ"الترا سودان": كل القطع المعروضة حاليًا على وسائل التواصل الاجتماعي لا تمت بصلة لآثار متاحفنا

وكانت قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور والعروض التجارية لقطع أثرية وتماثيل فرعونية يقول أصحاب المنشورات أنها قد نُهبت من متحف السودان القومي الذي يقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع التي تُتهم بنهب وتهريب آثار السودان لبيعها في السوق السوداء العالمية، الأمر الذي أثار الجدل على مواقع التواصل.

في حوارها مع "الترا سودان"، أجابت مديرة الهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان، د. غالية جار النبي عن التساؤلات فيما يتعلق بنهب وتهريب الآثار السودانية، وكشفت حقائق صادمة عن أوضاع التحف السودانية.


  • كيف تقيّمون الوضع الحالي للآثار والمتاحف في السودان بعد اندلاع الحرب؟

- منذ اندلاع الحرب في السودان، أصبحت كل المتاحف والمواقع الأثرية في خطر. فالمتاحف والمواقع الأثرية في ولاية الخرطوم وولايات دارفور والجزيرة وغيرها من مناطق الصراع تعرضت للتدمير والسرقة. تم تدمير وسرقة متحف نيالا، متحف الجنينة، متحف بيت الخليفة، متحف السودان القومي، متحف القصر الجمهوري، والمتحف الإثنوغرافي.

  • ما هي أبرز التحديات التي تواجه الهيئة في الحفاظ على التراث الثقافي السوداني؟

- أبرز التحديات التي تواجه الهيئة هي عدم القدرة على الوصول إلى الأماكن المستهدفة لتقييم الوضع.

  • كيف تعمل الهيئة على نشر الوعي بأهمية التراث بين المواطنين، خاصة في المناطق النائية؟

- تعمل الهيئة على نشر الوعي بأهمية الآثار والمحافظة عليها من خلال تنظيم المحاضرات والمعارض في المدارس والجامعات، بالإضافة إلى إشراك أفراد المجتمع في برامج حماية الآثار.

  • هل هناك خطط لتطوير المتاحف السودانية لتواكب المعايير العالمية؟

- نعم، هناك مشروع كبير لتطوير المتاحف لتواكب المتاحف العالمية، من خلال مشروع "متاحف الغرب المجتمعية" بتمويل من المعهد البريطاني ومعهد ماكدونالد. شمل المشروع تأهيل متحف بيت الخليفة، ومتحف نيالا، ومتحف شيكان في الأبيض، وتم افتتاحها في كانون الثاني/يناير 2023، قبل الحرب بثلاثة أشهر. للأسف، هذا الجهد تحطم بسبب المعارك. كما شهد متحف السودان القومي بداية تأهيل على مستوى عالمي في 2022 بتمويل من الوكالة الإيطالية، لكن الحرب دمرت كل تلك الجهود.

  • منذ اندلاع الحرب في السودان، ما مدى الأضرار التي لحقت بالآثار؟

- تعرضت المتاحف للسرقات، بما في ذلك مخازن الآثار في الولاية الشمالية ونهر النيل. كما استغل بعض ضعاف النفوس غياب السلطة وقاموا بالتنقيب عن الذهب في المواقع الأثرية، مما تسبب في أضرار كبيرة.

  • هناك تقارير تتحدث عن عمليات سرقة واسعة للآثار منذ بداية الحرب، هل يمكنكم توضيح حجم المشكلة؟

- ليس لدينا معلومات مؤكدة عن مكان وجود الآثار المسروقة، ولكن تشير بعض المعلومات إلى أن آثار متحف السودان القومي قد وصلت إلى منطقة الحدود مع دولة جنوب السودان. أما الآثار المسروقة من متاحف دارفور، فمن المحتمل أن تكون في تشاد أو ليبيا أو غيرها من دول الجوار الغربي.

  • ما هي الإجراءات التي تتخذونها حاليًا لمنع تهريب الآثار السودانية إلى الخارج؟

- لدينا اتصالات مع المنظمات العالمية مثل اليونسكو والمنظمات التي تعمل في حماية واستعادة الآثار المسروقة، بالإضافة إلى الإنتربول.

  • هل تلقيتم أي دعم دولي لمكافحة سرقة وتهريب الآثار؟ وكيف يؤثر هذا الدعم في جهودكم؟

- نحن نعمل حاليًا على تأمين الآثار في المتاحف التي تقع في ولايات لم تصل إليها الحرب، وذلك من خلال إخلاء المتاحف حتى لا تتعرض للنهب كما حدث في ولايات أخرى.

  • هل لديكم علم بمكان وجود الآثار التي سُرقت؟ وكم عددها؟

- ليس لدينا معلومات دقيقة حول مكان وجود الآثار المسروقة أو عددها.

  • كيف تخططون لاستعادة الآثار التي تم تهريبها خلال الفترات السابقة؟ وهل هناك مفاوضات جارية مع دول أو جهات خارجية؟

- نواجه تحديات متشعبة، بما في ذلك ضعف الإمكانيات وقلة الكادر العلمي في الهيئة. هذه التحديات متعددة، خاصة في هذا الوقت، فإلى جانب ما دمرته الحرب، جاءت الأمطار والسيول لتدمير ما لم تدمره الحرب. كذلك نواجه نشاط المنقبين عن الذهب وتحديات المشاريع الزراعية وغيرها.

مديرة الهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان لـ"الترا سودان": كل المتاحف التي تعرضت للسرقة سواء في ولاية الخرطوم أو دارفور تقع في مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع

  • هل الآثار المتداولة على أنها مسروقة من المتحف، مثل الجبة والتماثيل الصغيرة، فعلاً تتبع لآثار المتحف؟

- كل القطع المعروضة حاليًا على وسائل التواصل الاجتماعي لا تمت بصلة لآثار متاحفنا. كلها إما نسخ أو قطع غير سودانية.

  • إلى من توجهون الاتهامات بسرقة المتاحف في الخرطوم والشمالية؟

- لا نستطيع توجيه الاتهام في الوقت الحالي إلى جهة معينة، لكن كل المتاحف التي تعرضت للسرقة سواء في ولاية الخرطوم أو دارفور تقع في مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع.