عامان قرب البنادق.. كاتب سوداني ينجو من ويلات الحرب

بعد اختفاء امتد لنحو عامين، ظهر الكاتب والناقد السوداني المعروف عزالدين ميرغني، وطمأن أصدقاءه من الكتاب والقراء داخل السودان وخارجه، بأنه في حال جيدة، ولا يزال في منزله بحي أركويت في مدينة الخرطوم.

أثار اختفاء وغياب الناقد والكاتب عز الدين ميرغني حالة كبيرة من القلق وسط الكتاب السودانيين، إذ ما فتئوا يسألون عنه منذ اندلاع الحرب، وإلى أن بعث بمقطع فيديو قصير أمس الأربعاء 2 نيسان/أبريل 2025، يخاطب فيه الجميع مطمئنًا، بعد استعادة القوات المسلحة لمدينة الخرطوم.

قال إنهم تعاملوا معه كـ"زول أفندي ساكت بتاع كتب وقراءة" لذا لم يعتقلوه إلا أنه رغم ذلك تعرض لمضايقات كثيرة من قبلهم

وقال عز الدين ميرغني في مقطع الفيديو، إنه صبر لعامين على هذه الحرب اللعينة، وأنه فضل حراسة "مكتبته" خوفًا من تعرضها للتخريب، مشيرًا إلى أن البيت تعرض إلى النهب بواسطة المسلحين أكثر من مرة.

وعن تعامل أفراد قوات الدعم السريع معه، ذكر ميرغني، إنهم تعاملوا معه كـ"زول أفندي ساكت بتاع كتب وقراءة"، لذا لم يعتقلوه، إلا أنه رغم ذلك تعرض لمضايقات كثيرة من قبلهم.

ويقطن الكاتب عزالدين ميرغني في حي أركويت بمدينة الخرطوم، وهو من المناطق التي وقعت تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل العام قبل الماضي، وواجهوا سكان الحي الكثير من المشاق في ظل انعدام الخدمات وشح الغذاء وسيطرة الجماعات المسلحة على المكان.

ويعد الكاتب عزالدين ميرغني من أهم النقاد السودانيين خلال السنوات الأخيرة، إذ تميز بكثافة نشاطه في الكتابة والرصد النقدي، وبمتابعته الدقيقة لكافة الفعاليات الثقافية المتعلقة بالأدب في ولاية الخرطوم، إضافة إلى اهتمامه الكبير بالأصوات الجديدة وتشجيعها ومنحها فرصة الإشهار عن طريق تسليط الضوء على إنتاجه من خلال تناولها نقديًا.

وأصدر ميرغني عددًا من الكتب النقدية المهمة، إضافة إلى كتابات في القصة القصيرة والرواية، كما نال عددًا من الجوائز الأدبية، إضافة إلى مشاركاته الفعالة في تحكيم المسابقات الأدبية.

ورغمًا عن تأثر صحته البدنية البائن جراء الأوضاع القاسية الفترة الماضية، قال عز الدين ميرغني إنه بخير ولا يعاني من شيء، مطمئنًا الجميع على حاله. مشيرًا إلى أنه استثمر العامين السابقين في كتابة روايتين مجموعة قصصية.

وأكد الكاتب عز الدين ميرغني، إنهم الآن في الخرطوم يحسون بالأمن والطمأنينة، منوهًا إلى أنه سيعود قريبًا للكتابة النقدية والمشاركة الأدبية، متمنيًا عودة الأنشطة الثقافية إلى طبيعتها في ولاية الخرطوم.