لاجئون سودانيون في ليبيا: الفرار من الحرب ليس كافيًا
5 أكتوبر 2025
يعيش الطاهر مع عائلته في منزل صغير بمدينة مصراتة الليبية، ويضطر للبقاء بالبيت طوال فترات اليوم لتجنب الحملات التي تنفذها الشرطة ضد المهاجرين الذين لم يحصلوا على أوراق قانونية.
وصل الطاهر حسب إفادته لـ"الترا سودان" إلى مصراتة عن طريق البر من شمال السودان عبر المثلث على الحدود مع ليبيا للنجاة من جحيم المعارك في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف العام 2024.
يواجه آلاف اللاجئين السودانيين في مدن الغرب الليبية حملات أمنية بسبب الاحتجاجات الشعبية ضد المهاجرين
كان الطاهر يعتقد أنه يمكن البقاء في مصراتة لبعض الوقت وإتاحة الفرصة لأطفاله للذهاب إلى المدرسة، ولم يكن يدري أن مغادرة المنزل ستكون أمنية يومًا ما بسبب الحملات الأمنية في مدن غرب ليبيا.
تصدرت شبكات التواصل الاجتماعي في ليبيا دعوات لطرد المهاجرين نهاية أيلول/سبتمبر 2025، وتسببت هذه الحملات في شن الشرطة حملات بحق الأجانب وشملت اللاجئيين السودانيين.
يقول مدافعون حقوقيون وناشطون سياسيون إن مئات اللاجئين السودانيين يقبعون في أقسام الشرطة في مدن طرابلس ومصراته والزاوية وصرمان، اقتيدوا من الشوارع والمنازل خلال المداهمات الأمنية التي تزامنت مع الاحتجاجات الشعبية ضد المهاجرين.
ارتفعت دعوات إبعاد المهاجرين واللاجئين في ليبيا في الأراضي الواقعة تحت سيطرة حكومة عبد الحميد الدبيبة غربي ليبيا، ورفع المتظاهرون شعارات مثل "ليبيا لليبيين" و"المهاجرون إلى بلدانهم". وأدت هذه الاحتجاجات إلى تضييق مساحات الحركة والتنقل بالنسبة للاجئين السودانيين في هذه المدن وفق الطاهر اللاجئ السوداني.
وتعيش المدن الليبية أزمة اقتصادية بسبب تدهور سعر صرف العملة الوطنية. ويقول مدافعون حقوقيون إن هناك جهات تحاول رمي الفشل على اللاجئين من خلال تبني دعوات الطرد على الشبكات الاجتماعية.
وتقول الناشطة وسط مجتمعات اللاجئين السودانيين في ليبيا إسراء محمد حسن لـ"الترا سودان" إن المدن الليبية تعيش حالة أزمة اقتصادية، وتبنى الليبيون شعارات تدعو إلى طرد المهاجرين ويحملونهم مسؤولية تدهور الوضع المعيشي وشح فرص العمل.
وتضيف: "الأدهى والأمر أن بعض المدن في الغرب أصدرت قرارات بمنع عمالة المهاجرين رسميًا، وهذا الإجراء ينعكس على حياة اللاجئين وعائلاتهم في ليبيا يعتمدون على العمل اليومي في قطاعات الإنشاء والتجارة والنقل".
وتوضح إسراء حسن أن السلطات الليبية في مدن مصراتة وصرمان وطرابلس والزاوية التي شهدت احتجاجات شعبية ضد المهاجرين ألقت القبض على مئات اللاجئين السودانيين، ولا ندري هل تنوي إبعادهم أم تتمكن الأمم المتحدة من توفيق أوضاعهم؟
وتابعت الناشطة وسط مجتمعات اللاجئين السودانيين في ليبيا إسراء محمد حسن: "منطقة المثلث على الحدود بين السودان وليبيا مغلقة أمام حركة السفريات البرية لأنها منطقة ملتهبة جدًا، كما إن إعادة اللاجئين الفارين من جحيم الحرب خلال هذه الفترة وكأن المجتمع الدولي يتنصل عن مسؤولية حمايتهم".
وللحصول على وسائل حماية من الإجراءات الأمنية في مدن غرب ليبيا تواصل لاجئون سودانيون في ليبيا مع مكتب مفوضية شؤون اللاجئين التابعة إلى الأمم المتحدة، وأبلغ بعض الموظفين اللاجئين السودانيين الذين استنجدوا بالأمم المتحدة بعدم وجود حلول تتخذها المنظمة الدولية في الوقت الراهن.
وقال لاجئ سوداني في ليبيا مشترطًا حجب اسمه لـ"الترا سودان": "مفوضية شؤون اللاجئين لا تقدم أي خدمات تذكر للاجئين سواء كانت الحماية أو الدعم المالي".
بالمقابل نوهت الحكومة الليبية التي يقودها عبد الحميد الدبيبة إلى أنها قد تضطر إلى ترحيل المهاجرين الذين لم يحصلوا على أوراق قانونية داعية في بيانات صدرت خلال نهاية أيلول/سبتمبر 2025 إلى توفيق أوضاع المهاجرين أو مواجهة تبعات الترحيل.
الكلمات المفتاحية

أم روابة بين الهدوء والقلق.. بداية موسم الحصاد
في ظل تصاعد النزاعات في شمال كردفان وسيطرة قوات الدعم السريع على محليتي بارا وأم دم حاج أحمد في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يعيش سكان أم روابة حالة من الهدوء الحذر. المدينة، التي لم تشهد عمليات عسكرية مباشرة، ما زالت توازن بين استمرار الحياة اليومية من الأسواق والمزارع، وبين الخوف من تمدد النزاع نحو مناطقها الزراعية الحيوية.

نازحو الفاشر في الدبة.. مأساة الفقد والتشريد
"زار رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مراكز إيواء منطقة الدبة شمالي السودان، حيث يقيم نازحو مدينة الفاشر الفارون من الاشتباكات المسلحة. وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أمس السبت هذا اللقاء أثناء الاطلاع على أوضاع النازحين.

صمد لـ 30 شهرًا.. طبيب سوداني يُضيء الظلام بالحصول على جائزة دولية
بعد 30 شهرًا، توّجت منظمة أورورا الدولية الطبيب السوداني جمال الطيب بطلًا للقطاع الطبي والصحي والإنساني، من بين 900 شخصية حول العالم نافسوا على الجائزة التي أُعلن عنها الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.

السودان.. النزوح ترفُ الناجين من المذابح في بارا والفاشر
أدّت هجمات قوات الدعم السريع خلال نهاية تشرين الأول/أكتوبر ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2025 إلى نزوح قرابة 100 ألف شخص من مدينتَي بارا والفاشر في كردفان ودارفور، إضافةً إلى القرى والبلدات الصغيرة التي تشعر بالتوتر من تهديد هذه القوات في شمال كردفان.

مرصد حقوقي: أكثر من 11 ألف قتيل و32 ألف جريح في هجمات الدعم السريع على الفاشر
أعلن مرصد مشاد لحقوق الإنسان أنه وثّق مقتل أكثر من 11,700 مدني وإصابة نحو 32,000 آخرين خلال ما وصفها بـ"المجازر الواسعة" التي شهدتها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

الخرطوم وكسلا تعلنان فتح المعسكرات لمساندة الجيش في المعارك
أعلنت ولايتا الخرطوم وكسلا تجهيز معسكرات التجنيد لدعم الجيش السوداني في الحرب ضد قوات الدعم السريع، في المعارك الجارية غربي البلاد.

أردوغان: نواصل الجهود لوقف الصراع السوداني ولن نكتفي بالمتابعة
قال أردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول: "سنواصل جهودنا الدبلوماسية لضمان السلام والأمن في السودان ولا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري هناك".

غرفة طوارئ: مدينة بابنوسة خالية من السكان تمامًا
قالت غرفة طوارئ بابنوسة بولاية غرب كردفان إن المدينة خالية من السكان بنسبة 100% بعد نزوح قرابة 177 ألف شخص جراء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ كانون الثاني/يناير 2024.
