"ماضغو الرصاص" لأيمن هاشم.. نصوص تمزج بين الأسطورة وذاكرة السودان

أعلنت دار الريّس للنشر والتوزيع والترجمة عن صدور المجموعة القصصية الجديدة للكاتب السوداني أيمن هاشم بعنوان "ماضغو الرصاص"، الحائزة على منحة المورد الثقافي للعام 2025، والتي وُصفت بأنها "عمل أدبي يتجاوز حدود السرد التقليدي نحو بناء ملحمي يمزج بين التاريخ والأسطورة والكوابيس الجماعية"، وفق ما أعلنت الدار.

وفي تصريح لـ"الترا سودان"، قال الكاتب أيمن هاشم إن النصوص التي أكمل العمل عليها منذ عام 2018، هي متأثرة بحكايات والدته التي ورثتها عن الجدات "الحبوبات" الحكاءات، مؤكّدًا أنها امتداد لتجربة طفولته بين بورتسودان وقُرى شمال السودان، حيث يتلاشى الفاصل بين الواقع والخيال.

يحكي أيمن لـ"الترا سودان": "كنت أتوق للزيارات الصيفية لقرية مقاشي وأعود محمّلًا بسحر يظل يلازمني، ثم اندلع ما يشبه التساب فخرجت الحكايات بتجربة الكتابة في جيل جديد، التي يعود الفضل فيها للرفاق وللأثر الذي تحدثه المجايلة".

أيمن هاشم لـ"الترا سودان": قبيل الثورة، كنت مفتونًا بإدواردو غاليانو وبورخيس وخوان رولفو، فتتبعت الخيوط الخفية لذلك السحر

قبيل الثورة السودانية، كان أيمن مفتونًا بإدواردو غاليانو، وبورخيس، وخوان رولفو، فتتبع الخيوط الخفية لذلك السحر. ويقول في حديثه لـ"الترا سودان": "خُيّل لي وقتها أنه من الممكن أن تنطلق الموجة الثانية من الواقعية السحرية من السودان، لأن الحياة برمتها في السودان تتلاشى فيها الحدود بين السحر والواقع. القصص تربطها خيوط خفية متقطعة، فتجد تسميات لنصوص تتشابه في ثيمة ما (الثقوب – الأمراض السحرية – الرغبة في الالتهام – البيوت التي تتحدث – الأحلام)".

يحتفي الكاتب السوداني أيمن هاشم في مجموعته بواقع الحكي المحلي والمكان في السودان، بأجوائه الثقافية المتنوعة، لإبرازها كهويات، محاولًا تصدير التراث المحكي الشفاهي السوداني بطريقة أكثر حداثة وجاذبية، مع الحفاظ على سحر العالم.

وتقول دار الريّس إن المجموعة، التي ستصدر قريبًا، تستحضر لحظات مأساوية من تاريخ السودان، بدءًا من حروب المهدية والاستعمار والمجاعات، مرورًا بالانقلابات والمعتقلات ومجزرة عنبر جودة، وصولًا إلى انتفاضات الشارع الحديث. لكن الكاتب لا يقدمها ببرود المؤرخ، بل يعيد صياغتها ككابوس جماعي مليء بالدم والصرخات والظلال، حيث تتحول الشخصيات إلى أشباح وأرواح محطّمة تمضغها الأرض كما يمضغ الرصاص اللحم.

بحسب الدار، تسير نصوص المجموعة على الحد الفاصل بين الواقعية السحرية والتاريخ الدموي للسودان، لتقدّم تجربة قرائية صادمة وعنيفة، لكنها مشحونة بجماليات شعرية. وتكشف كيف يتكرر التاريخ السوداني كسلسلة من المآسي: جوع، وحرب، واستبداد، ومحو، مع بقاء أثر المقاومة في أصوات الأمهات، والشعراء، والمسحوقين.

وفاز القاص والروائي المهتم بالتراث وتدوين المحكيات الشعبية السودانية، أيمن هاشم، بمنحة المورد الثقافي العربي للعام 2025، ضمن قائمة تضم 33 فائزًا من أصل 450 متنافسًا على مستوى الوطن العربي.