23-أغسطس-2024
سوق في السودان

(تعبيرية)

قفزت أسعار السلع الاستهلاكية بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان بشكل جنوني، حيث وصل سعر جوال السكر إلى (240) ألف جنيه من (110) ألف جنيه في الشهر الماضي. تأثرت السلع بالوضع العسكري وانحسار القوافل التجارية

شهدت الأسواق موجة جديدة من الارتفاع في الأسعار، ويباع جوال البصل بقيمة (240) ألف جنيه، فيما قفز سعر "جركانة" زيت الطعام إلى (83) ألف جنيه.

الطرق المحاصرة من الدعم السريع من أسباب الغلاء الجنوني

تعاني مدينة الأبيض من إغلاق الطرق بواسطة قوات الدعم السريع التي تتمركز في أطراف الولاية وعلى الطريق الرابط بين ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض.

قال عبد الرحمن من الأبيض لـ"الترا سودان" إن التجار يبررون الزيادات الهائلة في الأسعار بدفع الشاحنات للرسوم التي تفرضها قوات الدعم السريع على السائقين في الطرقات، بشكل أقرب للحصار.

فاقم ارتفاع الأسعار من معاناة المواطنين، خاصة في الحبوب والبقوليات، حيث بلغ سعر جوال العدس (90) ألف جنيه، وفقًا لعبد الرحمن. وقلص غالبية المواطنين شراء العدس والأرز لارتفاع السعر.

وأضاف: "الأرز والعدس من السلع التي اعتمد عليها المواطنون طوال فترة الحرب مع انعدام القمح في بعض الأوقات، لكن نسبة لارتفاع السعر قلص المواطنون الشراء".

تعاني مدينة الأبيض، إلى جانب ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية، من انقطاع الكهرباء منذ أربعة أشهر. ويعمل فريق هندسي من أبناء الولاية على صيانة الخط الناقل منذ أسبوعين.

كما يعمق القصف المدفعي لقوات الدعم السريع على مدينة الأبيض والهجوم على قرى الولاية من معاناة المدنيين. في مطلع هذا الشهر، أدت قذائف أطلقتها هذه القوات إلى مقتل (20) مواطنًا، بينهم طالبات مدرسة وسط المدينة التي شهدت سقوط قذائف.

أشار عبد الرحمن إلى أن أسواق الأبيض فقدت الحيوية والنشاط بسبب ارتفاع الأسعار. ومع هذا الارتفاع، لا يمكن للناس أن يمارسوا النشاط الاقتصادي، خاصة مع شكاوى التجار من شح الوقود، حيث يباع سعر الجالون بـ(60) ألف جنيه، مما يزيد تكلفة النقل ويؤدي إلى تفاقم أسعار السلع.

تسيطر القوات المسلحة على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، منذ بداية القتال ضد قوات الدعم السريع، التي فشلت في التوغل إليها أمام ترسانة عسكرية تعرف بـ"الهجانة"، وهي دلالة على قوة وصمود المقاتلين في الحامية العسكرية التابعة للجيش.

تقول نادين من الأبيض إن استمرار الوضع المعيشي على هذا النحو يعني الحكم بالإعدام جوعًا على آلاف المواطنين في الأبيض، خاصة مع توقف النشاط التجاري والزراعي بسبب الحرب وعدم استقرار الوضع الأمني.

قالت نادين لـ"الترا سودان" إن الأمل يتلاشى يوميًا بسبب ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وعدم وجود نهاية لهذه المأساة. وأضافت أن القصف المدفعي الذي أودى بحياة عشرين مواطنًا مر مرور الكرام، وكأن الضحايا مجرد أرقام، ولم توجه إدانات كافية للدعم السريع.

وأوضحت نادين أن غالبية المواطنين في الأبيض يعتمدون على وجبة واحدة في منتصف اليوم أو في الفترة المسائية، لأن الوضع الاقتصادي وصل بالناس إلى حد الحصار المحكم.

مواطنة: يستحق الناس هنا وصول الشاحنات المحملة بالإغاثة، لأن أسعار السلع فوق طاقتهم

وأردفت: "يستحق الناس هنا وصول الشاحنات المحملة بالإغاثة، لأن أسعار السلع فوق طاقتهم، ولا يمكن لشخص لم يحصل على راتبه لعام كامل أن يحلم بشراء كيلوجرام واحد من السكر".

تقع مدينة الأبيض بالكامل تحت حصار قوات الدعم السريع، خاصة الطرق الرئيسية التي تصل عبرها الشاحنات التجارية. ومنذ سيطرة هذه القوات على مناطق في ولايتي سنار والجزيرة، تضاعفت المعاناة بسبب انقطاع الطرق. تفضل الشاحنات تجنب الطرق الواقعة تحت سيطرة هذه القوات، ويقولون إن الضمانات غير متوفرة من الاعتداء المسلح على السائقين.