21-فبراير-2022

(الوفد)

(الاهتمام والمحبة والخوف البنلقاهم في المواكب دي ما بتلقاها إلّا عند أمك والله)، تلك العبارة "المُلفتة" كانت إحدى الشعارات المرفوعة في خروج المواكب مؤخرًا، ظاهرها نص كُتب للضحك والفكاهة، إلا أنها  تعبير عن واقع حقيقي، وهو أن المواكب لم تعد تقتصر فقط على  التعبير عن حالة الرفض للسلطة الحاكمة، وإنما اجتماع لشمل أُناس مختلفين غُرباء لكنهم أحباب، خرجوا لاستعادة أرض المحبة، وللتعبير عن غضبهم بصوت ٍ واحد، ما يجمع هؤلاء علاقة محبة فريدة، فقد جاءوا من مختلف البيئات والخلفيات الثقافية المتعددة، التي يتميز بها السودان العريض، يحملون هم وطن مسجون لدى القوات العسكرية.

المواكب لم تعد تقتصر فقط على  التعبير عن حالة الرفض للسلطة الحاكمة، وإنما اجتماع للمحبة ولأهداف مشتركة

لقد باتت المواكب مجتمع محبة وسلام دون معرفة من تكون، ومن أين جئت، فيكون التعامل في المقام الأول كأخ أو أخت، هذا بالإضافة إلى إحساس العائلة والشمل الواحد بين أفراد الموكب، كشعور الخوف على بعضهم البعض، من قمع وعنف السلطة عبر أجهزتها الأمنية.

 هذا فضلاً عن فوائد اخرى تكون في المواكب، من التعامل الإنساني الذي يحظى به كل من كان في الموكب، بغض النظر عن خلفيته، من أخيه وابن بلده وشريكه في البحث عن الحق والوطن والعدل.

يقول الشيخ يحيى "طالب" أنه التقى بصديقه الذي لم يره منذ (7) سنوات في إحدى مواكب الخرطوم، حيث كان بالقرب من مستشفي الجودة بالخرطوم حينما سمع أحدهم ينادي عليه باسمه قائلًا : ( يا ود أمك حق الفطور لسه ما دفعتو )، يقول يحيى عندما اقترب من الصوت تذكرته، وبدأنا بالضحك لأنه كان موقفًا مررنا به في السابق، وبعدها عادت علاقتنا قوية بعد انقطاع دام سنوات.

أما زليخة يعقوب فقد حكت أنها اتفقت مع صديقها ان يلتقيا في موكب نسبةً لظروف عملهما الذي تجبرهما علي عدم التواصل اليومي، لذلك قررا الاتفاق على اللقاء في المواكب التي باتت تجمعهما بشكل ثابت أفضل من الأيام العادية.

أما الثنائي مازن وتسنيم، اللذان تعرفا على بعضهما في بداية ثورة ديسمبر المجيدة فكانوا أبطالاً لقصة رائعة، كما حكى مازن أنه أول مره رأى فيها تسنيم كانت في موكب في أمدرمان العباسية، وذلك عندما اشتد عليهم الحصار من قبل جهاز الأمن وقتها، مما اضطرهما إلى الاختباء في إحدى البيوت هناك، ومن ثم تبادلا أرقام الهواتف وبدات العلاقة، ثم تحولت إلى خطوبة.

أمّا الحاجة زكية التي تقدم السندوتشات ومياه الشرب للثوار بالقرب من حديقة القرشي؛ فإنها تقول أن هذا أبسط شيء يمكن أن تقدمه لأبنائها الثوار وهم يحملون هم الوطن في تحقيق حكم مدني بعيدًا عن العساكر.

 مضيفةً أنها تبدأ الاستعداد في عمل السندوتشات عند الحادية عشر صباحًا، حيث تستقطع من مصروفها الذي يرسله لها ابنها بالخارج، مبينةً أن جارتها أماني تساعدها في العمل، مع ابنها محمد ذي الثماني سنوات في تقديم الوجبات للثوار عد نهاية الموكب.

اقرأ/ي أيضًا

إحالة 39 معتقلًا من سجن سوبا إلى أقسام الشرطة وتوقعات بالإفراج

 رصاصة في الصدر تقتل مريضًا بمستشفى الخرطوم بحري