مجتمع

نازحون في مدن السودان: الأماكن التي تركناها أصبحنا غرباء فيها

5 أكتوبر 2025
النزوح في السودان
النزوح في السودان
محمد حلفاوي
محمد حلفاويصحفي سوداني

لم تكن مدينة كسلا شرق السودان ضمن خيارات جابر للمكوث فيها قرابة العامين، لولا أن الحرب التي نشبت بين الجيش وقوات الدعم السريع دفعته إلى النزوح من الخرطوم إلى شرق البلاد.

حصل جابر على أغطية للبرد ومواد للإيواء للإقامة في مخيم للنازحين بمدينة كسلا من المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة، واضطر للعمل في الأسواق في قطاع تفريغ الشاحنات والنقل وبعض الأعمال التي تعتمد على الأجور اليومية.

تعكس أزمة النزوح في كسلا تعرض المجتمعات إلى إفقار شديد وخسارة الأعمال اليومية التي كانت تشكل حياتهم قبل اندلاع الحرب، سواء بالعمل في القطاعات المهنية أو العمالية.

يفاقم تدهور الوضع الاقتصادي من عدم قدرة النازحين على العودة إلى منازلهم في المدن التي استعادها الجيش خلال هذا العام

قال جابر لـ"الترا سودان": "بعد قرابة العامين لا أدري ما يتعين فعله عندما أفكر بالعودة إلى الخرطوم، هناك أسئلة تراودني: كيف يمكن سداد قيمة الإيجار الشهري للمنزل الذي كنت أقيم فيه؟ وهل ستبقى القيمة كما هي؟ أعتقد لا".

يقول محمد دفع الله، العامل في منظمة إنسانية شرق السودان، لـ"الترا سودان" إن الحرب غيرت الأنماط الحياتية للسكان رأسًا على عقب، "إذ قرر مئات الآلاف من النازحين العودة إلى منازلهم، لكنهم يلاحقون السؤال: كيف نستعيد حياتنا التي كانت قبل الحرب؟".

في كسلا، تنقل الحافلات النازحين إلى قراهم ومدنهم عقب سيطرة الجيش على العاصمة الخرطوم والنيل الأبيض والجزيرة وسنار وأجزاء من شمال كردفان، وهي عمليات مستمرة، بينما يقاوم النازحون هذه "الإغراءات" — كما يسميها محمد دفع الله — بعدم اتخاذ قرار "الذهاب إلى المجهول"، على حد تعبيره.

يقول جابر، النازح في مدينة كسلا، مُظهرًا الكثير من الحسرة على حياته قبل الحرب: "كنت أكسب المال الذي يساعدني على شراء الطعام ودفع نفقات الإيجار في منزل يقع بأطراف العاصمة الخرطوم، إذا قررت العودة سنشعر بأننا غرباء في ذلك المكان".

كسلا مدينة صغيرة شرق البلاد، يعتمد اقتصادها على القليل من التجارة والزراعة قرب نهر القاش الموسمي، والتجارة العابرة للحدود بين إثيوبيا وإريتريا وموانئ بورتسودان، إلى جانب العمل في القطاعات الحكومية.

تؤوي ولاية كسلا في المدن والقرى في الوقت الراهن قرابة 100 ألف شخص، أغلبهم لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بسبب فقدان الممتلكات أو وسائل الدخل المالي، وغياب الأمن وعدم استعادة الخدمات الأساسية.

يقول مسؤول في منظمة دولية إنسانية، مشترطًا عدم نشر اسمه، لـ"الترا سودان" إن استمرار الحرب وتدهور الوضع الاقتصادي لا يشجعان النازحين على العودة إلى منازلهم، كما أنهم يشعرون بفقدان الأمل في استعادة وضعهم المالي قبل الحرب.

تقول الحكومة القائمة في بورتسودان إنها تعمل على استعادة الحياة العامة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين

وأردف: "من الأسئلة التي تتردد على مسامعنا: كيف سنعيش؟ من أين سنحصل على المال؟ نريد وسائل كسب العيش، وهي أسئلة منطقية، ويجب على الحكومة والمجتمع الدولي أن يساعدا السودانيين على استعادة حياتهم".

وتقول الحكومة القائمة في بورتسودان إنها تعمل على استعادة الحياة العامة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، مطالبةً المواطنين بالعودة إلى منازلهم واستئناف نشاطهم الاجتماعي والاقتصادي.

وقال رئيس الوزراء كامل إدريس إن "حكومة الأمل" ستنتقل رسميًا إلى العاصمة الخرطوم خلال تشرين الثاني/نوفمبر هذا العام للعمل على تحقيق المشاريع التي تساعد المواطنين على العودة إلى مسار حياتهم.

الكلمات المفتاحية

نساء سودانيات

أم روابة بين الهدوء والقلق.. بداية موسم الحصاد

في ظل تصاعد النزاعات في شمال كردفان وسيطرة قوات الدعم السريع على محليتي بارا وأم دم حاج أحمد في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يعيش سكان أم روابة حالة من الهدوء الحذر. المدينة، التي لم تشهد عمليات عسكرية مباشرة، ما زالت توازن بين استمرار الحياة اليومية من الأسواق والمزارع، وبين الخوف من تمدد النزاع نحو مناطقها الزراعية الحيوية.


نازحو الفاشر

نازحو الفاشر في الدبة.. مأساة الفقد والتشريد

"زار رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، مراكز إيواء منطقة الدبة شمالي السودان، حيث يقيم نازحو مدينة الفاشر الفارون من الاشتباكات المسلحة. وأظهرت صور انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أمس السبت هذا اللقاء أثناء الاطلاع على أوضاع النازحين.


الطبيب السوداني جمال الطيب

صمد لـ 30 شهرًا.. طبيب سوداني يُضيء الظلام بالحصول على جائزة دولية

بعد 30 شهرًا، توّجت منظمة أورورا الدولية الطبيب السوداني جمال الطيب بطلًا للقطاع الطبي والصحي والإنساني، من بين 900 شخصية حول العالم نافسوا على الجائزة التي أُعلن عنها الخميس 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.


النازحون في طويلة

السودان.. النزوح ترفُ الناجين من المذابح في بارا والفاشر

أدّت هجمات قوات الدعم السريع خلال نهاية تشرين الأول/أكتوبر ومطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2025 إلى نزوح قرابة 100 ألف شخص من مدينتَي بارا والفاشر في كردفان ودارفور، إضافةً إلى القرى والبلدات الصغيرة التي تشعر بالتوتر من تهديد هذه القوات في شمال كردفان.

الفاشر أقمار صناعية.jpeg
أخبار

مرصد حقوقي: أكثر من 11 ألف قتيل و32 ألف جريح في هجمات الدعم السريع على الفاشر

أعلن مرصد مشاد لحقوق الإنسان أنه وثّق مقتل أكثر من 11,700 مدني وإصابة نحو 32,000 آخرين خلال ما وصفها بـ"المجازر الواسعة" التي شهدتها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في تشرين الأول/ أكتوبر 2025.

والي الخرطوم ووزير الصحة
أخبار

الخرطوم وكسلا تعلنان فتح المعسكرات لمساندة الجيش في المعارك

أعلنت ولايتا الخرطوم وكسلا تجهيز معسكرات التجنيد لدعم الجيش السوداني في الحرب ضد قوات الدعم السريع، في المعارك الجارية غربي البلاد.


Recep Tayyip Erdoğan
أخبار

أردوغان: نواصل الجهود لوقف الصراع السوداني ولن نكتفي بالمتابعة

قال أردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول: "سنواصل جهودنا الدبلوماسية لضمان السلام والأمن في السودان ولا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري هناك".

بابنوسة
أخبار

غرفة طوارئ: مدينة بابنوسة خالية من السكان تمامًا

قالت غرفة طوارئ بابنوسة بولاية غرب كردفان إن المدينة خالية من السكان بنسبة 100% بعد نزوح قرابة 177 ألف شخص جراء الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ كانون الثاني/يناير 2024.

الأكثر قراءة

1
مجتمع

أم روابة بين الهدوء والقلق.. بداية موسم الحصاد


2
مجتمع

نازحو الفاشر في الدبة.. مأساة الفقد والتشريد


3
أخبار

الجيش يصد هجومًا عنيفًا على الفرقة 22 بابنوسة


4
أخبار

شبكة أطباء السودان: الدعم السريع أقدمت على حرق الجثث في الفاشر


5
أخبار

رحلة محفوفة بالمخاطر.. والي شمال دارفور يصل إلى بورتسودان