وزير الخارجية المصري في بورتسودان.. مبعوث الرباعية إلى البرهان

عقب لقاء مع قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن بلاده تعمل على وقف الحرب في السودان.

وصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بورتسودان مساء الأربعاء الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2025 يرافقه سفير السودان في مصر عماد عدوي، وعدد من الدبلوماسيين من البلدين وعقد لقاءً مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي.

يقول محلل سياسي إن الولايات المتحدة تحاول التأثير على الجيش السوداني من خلال القاهرة للوصول إلى وقف إطلاق النار

 

الاجتماع المصري مع الجانب السوداني في بورتسودان أظهر وجود رسالة حملها وزير الخارجية المصري إلى عبد الفتاح البرهان، خاصة وأن الزيارة جاءت بعد اجتماع دول الرباعية في نيويورك نهاية أيلول/سبتمبر 2025، وشددت على تسريع الوصول إلى مرحلة وقف إطلاق النار في السودان.

الوزير المصري صرح للصحفيين عقب لقاء قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إن القاهرة مهتمة بوقف الحرب في السودان.

تنخرط مصر ضمن دول الرباعية التي تشمل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتعرضت إلى ضغوط من واشنطن للعمل ضمن مبادرة إحلال السلام في السودان ووقف الحرب.

ويقول الباحث في الشؤون الدبلوماسية والعلاقات الدولية عمر عبد الرحمن لـ"الترا سودان" إن زيارة وزير الخارجية المصري السفير بدر عبد العاطي إلى بورتسودان تتعلق بإيصال مقترحات من دول الرباعية إلى قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي.

ويرى عبد الرحمن أن هذه الرسائل هدفها تقريب المسافات بين الجيش وقوات الدعم السريع للوصول إلى اتفاق على النقاط الخلافية الكبرى قبل مرحلة التفاوض المباشر.

وكان كبير مستشاري البيت الأبيض للشؤون الأفريقية مسعد بولس قال للصحفيين في نيويورك عقب اجتماع دول الرباعية إن الولايات المتحدة الأميركية تجري تواصلًا مع الجيش وقوات الدعم السريع عبر قنوات دبلوماسية للاتفاق على القضايا الرئيسية تمهيدًا لوقف إطلاق النار وفق مبادرة جدة، مشيرًا إلى أن الاتفاق على النقاط الرئيسية قد يمهد الوصول إلى وقف إطلاق النار بين القوات السودانية وقوات الدعم السريع.

وكان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قال في لقاء مع مجموعة من السودانيين إبان زيارته إلى العاصمة القطرية منتصف أيلول/سبتمبر 2025، إن السودان يرحب بالجهود الساعية إلى وقف الحرب مع ضمان سيادة البلاد وصيانة المؤسسات الشرعية.

منذ اندلاع الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023 التي أودت بحياة 160 ألف شخص وفق تقارير مستقلة غير رسمية ونزوح 14.5 مليون شخص، وتضرر البنية التحتية سيما في العاصمة الخرطوم ودارفور والجزيرة وكردفان، تتركز الخلافات بين الجيش والدعم السريع على "نقطة الشرعية".

ويتمسك الجيش بالشرعية التي تتيح عدم التفاوض مع قوات الدعم السريع بمساواة الجانبين على طاولة المحادثات، ويشدد على أن هذه القوات "تمردت على الدولة" ويجب تجميعها في معسكرات رئيسية وتسريح المقاتلين ومحاكمة مرتكبي الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين.

وهذه القوات شبه العسكرية أسسها الرئيس المخلوع عمر البشير خلال قتال السلطة المركزية الحركات المسلحة في دارفور وجبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وتطور تشكيلها العسكري على مراحل حتى سميت بقوات الدعم السريع وحصلت على تشريعات من البرلمان خلال عهد البشير حيث هيمن الحزب الحاكم على غالبية المقاعد.

ويقول الباحث السياسي مصعب عبد الله لـ"الترا سودان" إن مصر سلمت رسالة دول الرباعية إلى عبد الفتاح البرهان في بورتسودان خلال زيارة وزير الخارجية السفير بدر عبد العاطي، مشيرًا إلى أن اللقاء بينهما سار بطريقة ودية، وتأمل واشنطن في "تليين موقف" الجيش السوداني من خلال التأثير عبر القاهرة.

ويرى مصعب عبد الله أن زيارة وزير الخارجية المصري إلى بورتسودان الساعات الماضية ذات دلالات قوية على أن دول الرباعية خاصة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية قررت دفع التحرك الدولي لوقف الحرب في السودان خلال الأشهر القادمة.

ويضيف عبد الله: "البيان الصادر عن دول الرباعية في 12 أيلول/سبتمبر 2025 عقب اجتماعها على مستوى وزراء الخارجية بمثابة خارطة طريق لوقف الحرب في السودان".

وأردف: "في اعتقادي تشعر دول الرباعية أن وقت تنفيذ خطوات جدية لوقف الحرب في السودان قد حان، ويجب أن لا يحدث أي تأخير وأي طرف يعرقل هذه المساعي سيواجه بعزلة إقليمية ودولية تجعله غير قادرًا على الاستمرار في المعادلة".