حذر الباحث الاقتصادي أحمد بن عمر، من أن الأوضاع الاقتصادية في السودان في طريقها إلى "الإنهيار الكامل"، بسبب تمدد الحرب إلى الولايات منذ الشهر الماضي، مشرًا إلى أن هذه المرحلة تسبق معاناة كبيرة قد تواجه ملايين السودانيين.
وقبيل اندلاع الحرب منتصف نيسان/أبريل الماضي، بقي سعر الصرف الدولار الأمريكي في السوق الموازي في حدود 560 جنيهًا، وبعد مرور تسعة أشهر من القتال قفز سعر الدولار في السوق الموازي إلى 1.118 جنيه، ما أدى إلى مضاعفة أسعار السلع الأساسية والوقود.
وتقول الأمم المتحدة، إن عوامل اقتصادية تعجل بوصول ملايين السودانيين، إلى مرحلة انعدام الغذاء والحياة الكريمة، خاصة مع استمرار القتال بين القوات المسلحة والدعم السريع.
قال الباحث الاقتصادي لـ"الترا سودان" إن طرفي القتال في السودان في انشغال دائم، بالبحث عن مصادر تمويل الحرب، في ظل أزمة اقتصادية خانقة
وأضاف الباحث الاقتصادي أحمد بن عمر في حديث لـ"الترا سودان": "في ولايتي الشمالية ونهر النيل من الولايات المنتجة للذهب، إذا امتدت رقعة الحرب، إليهما فإن الوضع بالتأكيد سينهار حتى في بورتسودان العاصمة المؤقتة للحكومة".
وقال بن عمر، إن استيراد السلع الأساسية قبل الحرب، كان يعتمد على محفظة السلع الاستراتيجية التي أسست قبل عامين، ومن بين أبرز المساهمين فيها شركة الجنيد المملوكة للدعم السريع، وبعد الحرب توقف الاستيراد عبرها.
وتابع بن عمر: "السودانيون اليوم على أعتاب الشهر التاسع دون الحصول على الأجور المالية، وتوقفت الزراعة بعد سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة، التي تضم أكبر مشروع زراعي، وهذا يعني الموت البطيء الذي ينتظر نحو 25 مليون شخص في السودان".
ويعاني السودان من نقص مريع، في احتياطات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، الذي سمح منذ العام الماضي للبنوك التجارية والحكومية بملاحقة السوق الموازي لتحديد سعر الصرف بشكل يومي حسب حركة تداول النقد الأجنبي.
ويرى الباحث الاقتصادي أحمد بن عمر، أن الحرب أدت إلى فقدان نحو 400 منشأة صناعية، أغلبها في الخرطوم والجزيرة، والحكومة لن تتمكن من الحصول على الإيرادات من هذه المصانع، وبالتالي فقدان جزء كبير من موارد الموازنة المالية.
وقال بن عمر، إن الاجتماعات التي عقدها وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم في موسكو الأسبوع الماضي، مرتبطة بالبحث عن موارد وسلع أساسية مثل القمح، حيث تُعدّ روسيا من أكبر الدول المنتجة لهذه المادة الغذائية، لكن لا توجد ضمانات على أن موسكو ستوافق على إقراض السودان شحنات قمح.
وأردف: "هناك نقص حاد في الدواء داخل السودان في المدن الواقعة خارج نطاق الحرب، وارتفعت أسعارها بنسبة 400%، وهذا يعني عدم وجود علاج للمرضى وفقدان الأمل ما لم تتوقف الحرب".
وختم بن عمر حديثه لـ"الترا سودان"، بالقول: إن طرفي القتال سيضطرون للبحث عن مصادر تمويل الحرب، ولذلك لا يمكن هنا في ظل ارتفاع أصوات الرصاص الحديث عن وضع إنساني أو اقتصادي يخص المواطنين.