15-أكتوبر-2024
نازحون في شوارع الخرطوم في طريقهم إلى ولايات مجاورة تجنبًا للاشتباكات

تشتمل الإحصائيات على لاجئين في السودان فروا مرة أخرى داخل البلاد أو عادوا إلى دولهم جراء الصراع في السودان (أرشيفية/غيتي)

كشفت تقرير حديث للمنظمة الدولية للهجرة أن أعداد النازحين واللاجئين السودانيين تجاوزت (14) مليون شخص فروا من منازلهم جراء الحرب القائمة منذ نيسان/أبريل 2023. تستمر أكبر أزمة نزوح في العالم في التفاقم في ظل اشتباكات عنيفة تخوضها القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في العديد من ولايات البلاد.

(11) مليون شخص نزحوا داخليًا وثلاثة ملايين آخرين عبروا الحدود نحو دول الجوار

ونزح داخليًا وفق مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة (10,916,305) شخصًا موزعين على (9,269) موقعًا في (183) محلية، تغطي جميع ولايات السودان. يقيم معظم النازحين داخل البلاد في مراكز إيواء تفتقر لأبسط مقومات الحياة في ظل تفشٍ للوبائيات وأمراض سوء التغذية.

وأظهرت تقارير المنظمة أن (3,119,885) شخصًا عبروا الحدود إلى الدول المجاورة هربًا من الصراع. استقبلت دول جنوب السودان وتشاد ومصر أكبر عدد من الفارين من الصراع في السودان الذين قرروا عبور الحدود.

ووفقًا للتقرير تعتبر ولايات الخرطوم وجنوب دارفور وشمال دارفور من أبرز مناطق النزوح. أما فيما يتعلق باستقبال النازحين، فقد استضافت ولاية جنوب دارفور النسبة الأعلى، تلتها ولاية شمال دارفور، ثم ولاية القضارف.

وبحسب البيانات، فإن أكثر من نصف النازحين (52%) هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن (18) عامًا، ما يجعل أزمة نزوح أطفال السودان أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم اليوم.

يُذكر أن العدد الإجمالي للنازحين منذ 15 نيسان/أبريل يتضمن حوالي (1,070,888) نازحًا اضطروا للفرار مرة أخرى بعد أن نزحوا في وقت سابق للأحداث الحالية.

وعلى الرغم من الأعداد الضخمة للنازحين واللاجئين، تشتكي منظمات إنسانية من ضعف التمويل للعمليات في السودان، فضلًا عن ما تصفه بـ"عرقلة" الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع وصول المساعدات للذين فروا من منازلهم وللمجتمعات المضيفة، والنهب الذي تتعرض له المساعدات من قبل المليشيات المسلحة.

وأدت كارثة النزوح الكبرى التي تشهدها البلاد إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية التي تسببت بها الحرب الممتدة منذ عام ونصف، حيث يعاني النازحون في مراكز الإيواء من نقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى انهيار النظام الصحي في العديد من المناطق، في ظل انتشار للأمراض والأوبئة، وعلى رأسها الكوليرا وحمى الضنك.

الهجمات على المرافق الصحية والأوضاع الاقتصادية والأمنية تسببت في إغلاق معظم المستشفيات والمرافق الطبية، وأثر عدم وصول الإمدادات في عمل بعضها، لا سيما تلك التي في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، أو المناطق التي تشهد اشتباكات نشطة، الأمر الذي يزيد من مخاطر تفشي الأوبئة والأمراض المعدية التي ضربت البلاد بقوة بالتزامن مع فصل الخريف. ومؤخرًا، حذرت منظمة أطباء بلا حدود من كارثة محيقة في معسكر كلمة للنازحين في ولاية شمال دارفور، بسبب عرقلة الصراع وصول الإمدادات منذ أشهر. كانت منظمات دولية قد أعلنت في آب/أغسطس الماضي المجاعة في هذا المعسكر الذي يستضيف مئات الآلاف من النازحين القدامى والجدد.

علاوة على ذلك، تسببت حالة النزوح الجماعي في زيادة الضغط على الموارد المحدودة في المجتمعات المضيفة، التي تعاني بدورها من تداعيات النزاع والانهيار الاقتصادي الكبير الذي تمر به البلاد. السكان في ولايات مثل دارفور والنيل الأزرق باتوا يشاركون النازحين في نفس الأزمات من نقص الغذاء والماء وتدهور البنية التحتية الأساسية.

ويعتبر الأطفال الأكثر تضررًا من الأزمة، حيث فقد الكثير منهم فرص التعليم والرعاية الصحية. الأوضاع القاسية في مراكز النزوح، إلى جانب الصدمات وفقدان الأمان، تؤثر سلبًا على الجيل القادم من السودانيين، الأمر دفع منظمات إنسانية إلى وصف الكارثة السودانية بأنها "أزمة جيل كامل من الأطفال".