شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، هدوءً نسبيًا مقارنةً بالأيام الماضية، بحسب تصريحات للفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني. وأوضحت الفرقة أن الدعم السريع شنت قصفًا عشوائيًا على بعض أحياء المدينة، يوم أمس الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، دون أن تسفر الهجمات عن أضرار كبيرة.
نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات جوية
في المقابل، نفذ الطيران الحربي ثلاث غارات جوية استهدفت معاقل الدعم السريع، مما أسفر عن تراجع عناصرها إلى شرق المدينة. كما أفادت الفرقة في تصريحات نقلتها وكالة السودان للأنباء، بحدوث خلافات كبيرة بين أفراد هذه القوات شبه العسكرية التي يصفها الجيش بـ"المليشيا"، تجلت في مظاهرات داخل صفوفهم بسبب نقص الغذاء، وتفشي الأمراض، وغياب الرعاية الطبية.
وأشارت الفرقة إلى أن الخسائر المتزايدة في الأرواح والمعدات، إلى جانب تأخر صرف مستحقاتهم المالية، دفعت بعض أفراد الدعم السريع للتواصل مع الجيش بغرض الاستسلام. وكشفت أن من بين القتلى قائد فزع تشاد عمر محمد غبشي، وقناص يدعى أبو العنود الخاطري.
تواصل قوات الدعم السريع محاولاتها للسيطرة على مدينة الفاشر منذ أشهر، حيث فقدت بعض كبار قادتها في المعارك الضارية التي تخوضها ضد الجيش والقوات المتحالفة معه داخل المدينة، والتي تتكون من القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، والمستنفرين من المدنيين.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة للحركات المسلحة، أحمد حسين، أن قوات الدعم السريع لم تنجح في إسقاط الفاشر رغم شنها (153) هجومًا منذ أيار/مايو الماضي. وأوضح أن مواجهات عنيفة تدور في المحور الجنوبي الشرقي للمدينة، وأن الجيش والقوة المشتركة صدوا عدة هجمات، موقعين خسائر فادحة في صفوف الدعم السريع.
في سياق متصل، أفاد مصدر عسكري من القوة المشتركة بتنفيذ عمليات نوعية، منها كمين محكم مساء الأحد الماضي أدى إلى تدمير عدة ارتكازات للدعم السريع، وعملية أخرى يوم الإثنين أسفرت عن تدمير شاحنة محملة بالأفراد قرب منطقة شعيرية.
وعلى الرغم من حشد قوات الدعم السريع لتعزيزاتها قرب الفاشر، أكد المتحدث باسم القوة المشتركة أن المدينة ظلت سبعة أشهر تحت القصف، مشددًا على قدرة الجيش والقوة المشتركة على التعامل مع تلك التهديدات والوصول إلى مواقع الدعم السريع خارج المدينة قريبًا.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان قد تبنى في حزيران/يونيو الماضي قرارًا بأغلبية (14) صوتًا وامتناع روسيا عن التصويت، يدعو قوات الدعم السريع إلى إنهاء حصارها لمدينة الفاشر في شمال دارفور، مع وقف فوري للقتال وخفض التصعيد، وضمان أمن وسلامة المدنيين.
القرار الذي قدمته المملكة المتحدة يطالب بحماية المدنيين وفقًا للقانون الدولي، وضمان حرية التنقل داخل الفاشر وخارجها للراغبين في الانتقال إلى أماكن أكثر أمانًا. كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى تقديم توصيات إضافية لحماية المدنيين في السودان.
وأشار القرار إلى أهمية التنفيذ الكامل لإعلان جدة بشأن حماية المدنيين، وحث أطراف النزاع على السماح بمرور المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن دون عوائق، مع التنسيق المسبق مع السلطات السودانية.
كما حث مجلس الأمن السلطات السودانية على تعزيز تعاونها مع وكالات الأمم المتحدة والجهات الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها،. داعيًا إلى سحب المقاتلين من المناطق الزراعية للسماح بمواصلة الأنشطة الزراعية خلال الموسم الزراعي، بهدف تفادي مخاطر المجاعة المتفاقمة في السودان.