03-يوليو-2024
نزوح المدنيين من منطقة جبل موية غرب سنار

النزوح في ولاية سنار

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أكثر من (60) ألف شخص فروا بسبب القتال في مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار الواقعة جنوب شرق السودان، بجانب انعدام الأمن في كل من منطقتي أبو حجر والدالي القريبتين.

لا يزال الآلاف يغادرون السودان كل يوم، هربًا من العنف الوحشي والإساءة والموت والخدمات المعطلة والوصول المحدود إلى المساعدات الإنسانية والمجاعة الوشيكة

واندلع القتال في ولاية سنار منذ ما يزيد على الأسبوع، وأعلنت الدعم السريع سيطرتها على جبل موية، قبل أيام من إعلانها السيطرة على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، مما أدى إلى حالة هلع بين المواطنين في الولاية، فيما أكدت القوات المسلحة أنها صامدة وتقاتل في سنجة.

ونقلاً عن "أخبار الأمم المتحدة" قالت مسؤولة الاتصال في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فانيسا هوغوينان، في المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف الثلاثاء، إن أغلب النازحين في أعقاب الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في سنجة، يتحركون شرقًا نحو ولاية القضارف المجاورة.

وأفادت المسؤولة الأممية باضطرار النساء والأطفال والأسر بأكملها إلى الفرار، تاركين خلفهم كل شيء، مع استمرار الوضع في التدهور الشديد في جميع أنحاء البلاد التي تواجه الآن أسوأ حالة انعدام أمن غذائي منذ عشرين عامًا، حد قولها. وأكدت أن المكتب وشركاءه موجودون في ولاية القضارف، وأشارت إلى استعدادهم لوصول النازحين بسبب الاشتباكات، مع إمدادات غذائية وتغذوية.

وأضافت هوغوينان "إن ما نحتاجه - وهو ليس مختلفا عن الأجزاء الأخرى من البلاد - أن تخفف الأطراف من حدة التصعيد على الفور، وتتجنب استهداف المدنيين، وتضمن المرور الآمن للفارين من القتال في سنجة وأماكن أخرى في السودان".

يأتي هذا في وقت أفادت فيه مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن الشركاء العاملين في المجال الإنساني يحتاجون إلى 1.5 مليار دولار لمساعدة وحماية ما يصل إلى (3.3) مليون شخص أجبروا على الفرار بسبب الصراع الدائر في السودان.

فيما قال مدير الاتصالات العالمية في المفوضية إيوان واتسون، إنه مع استمرار انتشار تأثير الصراع في السودان، تسعى المفوضية وشركاؤها إلى الحصول على موارد إضافية لدعم ملايين الأشخاص الذين أجبروا على الفرار.

وزاد بالقول  إن شركاء المساعدة الإنسانية يحتاجون الآن إلى (1.5) مليار دولار، ارتفاعا من (1.4) مليار دولار في كانون الثاني/يناير، لمساعدة وحماية ما يصل إلى (3.3) مليون شخص أجبروا على الفرار، بالإضافة إلى المجتمعات المحلية في البلدان المجاورة، حتى نهاية العام. مشيرًا إلى ضم كل من ليبيا وأوغندا، إلى الاستجابة الإقليمية للاجئين، بالإضافة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

وأوضح أنه في أوغندا والتي تعد أكبر دولة مضيفة للاجئين في إفريقيا، فقد استقبلت أكثر من (39) ألف لاجئ سوداني منذ بداية الحرب، ومن بين هؤلاء، وصل ما يقرب من (27) ألف لاجئ هذا العام وحده، أي ما يقرب من ثلاثة أمثال العدد المتوقع، بحسب ما صرح به المسؤول في المفوضية.

وأفاد مدير الاتصالات العالمية في مفوضية اللاجئين بأنه بعد (14) شهرًا من الحرب، "لا يزال الآلاف يغادرون السودان كل يوم، هربًا من العنف الوحشي والإساءة والموت والخدمات المعطلة والوصول المحدود إلى المساعدات الإنسانية والمجاعة الوشيكة".

وقال إن الدول المجاورة للسودان أظهرت تضامنًا كبيرًا في الترحيب بالفارين من الحرب، لكن الخدمات في المجتمعات المضيفة لا تزال مرهقة، مما يجعل من الصعب للغاية على اللاجئين الاستقرار وكسب لقمة العيش وإعادة بناء حياتهم. وزاد بالقول إنه تم تلقي 19% فقط من الأموال المطلوبة للاستجابة الإنسانية للاجئين حتى الآن، "وهو ما لا يكفي على الإطلاق لتغطية الاحتياجات الأساسية للأشخاص الذين أجبروا على الفرار".

وأضاف أن "تكلفة التقاعس عن العمل لها عواقب وخيمة على اللاجئين"، مشيرًا إلى خفض حصص الغذاء بشكل كبير، مما يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد، وتفاقم استراتيجيات التكيف الضارة. وأفاد أنه في جمهورية أفريقيا الوسطى، لا يزال(24) ألف لاجئ بدون أي شكل من أشكال المساعدات الإنسانية، بينما لا يزال 180 ألف وافد جديد في تشاد ينتظرون نقلهم بعيدًا عن المناطق الحدودية. 

وقال المسؤول الأممي إنه لا يزال ما يقرب من (75) ألف طفل لاجئ في مصر غير مسجلين في المدارس، فيما يحتاج جنوب السودان بشكل عاجل إلى توسيع مخيمات اللاجئين والمستوطنات لتجنب الاكتظاظ الشديد في المرافق القائمة، محذرًا من أن الأمطار الغزيرة المتوقعة في بعض البلدان وتهديدها بتعقيد تسليم المساعدات الإنسانية، وخاصة إلى المناطق الحدودية. ونوه أنه مع بقاء المساعدات والخدمات الأساسية والفرص غير كافية، "هناك خطر يتمثل في اختيار العديد من اللاجئين الانتقال إلى أماكن أبعد".

وبحسب تقارير أممية ، فر (10) ملايين شخص من منازلهم في السودان منذ اندلاع الحرب بين القوات السودانية وقوات الدعم السريع في نيسان/أبريل 2023، ونزح العديد منهم عدة مرات بحثًا عن الأمان.