ناشد سكان جزيرة توتي، الواقعة وسط العاصمة الخرطوم، المنظمات المحلية والدولية لحقوق الإنسان للتدخل العاجل وفتح ممرات آمنة لإدخال الغذاء والدواء للسكان المحاصرين منذ أكثر من ثلاثة أيام. وأكدت مصادر محلية أن الوضع الإنساني في الجزيرة يتدهور بشكل خطير بعد نهب قوات الدعم السريع لجميع المحلات التجارية والمطابخ المشتركة التي يعتمد عليها السكان، بالإضافة إلى تدمير المنشآت الصحية، بما في ذلك المركز الصحي والصيدليات.
غرفة طوارئ جزيرة توتي: نناشد كل منظمات حقوق الإنسان المحلية والخارجية لفتح ممرات آمنه لإدخال الدواء والغذاء للمحاصرين بجزيرة توتي وفتح ممرات آمنة للإجلاء الكامل
وكشفت غرفة طوارئ جزيرة توتي في تحديث عن الأوضاع اليوم، السبت 5 تشرين الأول/أكتوبر 2024، عن "فقد تام لمقومات الحياة"، وقالت الغرفة التي تعمل في الجزيرة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، إن مخزون المطابخ المشتركة التي يعتمد أغلب السكان عليها قد نُهب.
وشهدت توتي - بحسب الغرفة - تدهورًا أمنيًا كبيرًا، حيث أفاد سكان بأنهم يتعرضون لعمليات نهب مسلح داخل المنازل، بالإضافة إلى الضرب والإهانة لمن يصادف قوات الدعم السريع في الشوارع. يأتي ذلك في ظل استمرار الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط الخرطوم بالقرب من الجزيرة التي تتوسط ملتقى النيلين.
وتعد جزيرة توتي واحدة من أبرز النقاط التي تأثرت بالصراع المسلح في العاصمة القومية الخرطوم، حيث تواجه قوات الدعم السريع اتهامات واسعة بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، بينما يسعى الجيش السوداني لاستعادة السيطرة على مناطق واسعة في العاصمة منذ السادس والعشرين من أيلول/سبتمبر المنصرم.
يذكر أن مجموعة محامي الطوارئ كانت قد أفادت في بيان لها اليوم، اطلع عليه "الترا سودان"، بتصاعد انتهاكات قوات الدعم السريع بحق المدنيين في جزيرة توتي منذ أواخر أيلول/سبتمبر المنصرم، حيث ارتفع عدد الضحايا من المدنيين إلى (35) شخصًا. واستهدفت قوات حميدتي المدنيين بالضرب والإذلال، واقتحمت (15) منزلاً واعتدت بالسياط على السكان، بما في ذلك النساء، بحسب ما ورد في البيان.
وأشارت مجموعة محامي الطوارئ إلى انتشار حمى الضنك والملاريا بين السكان، مع تقييد حركة الأفراد وإغلاق الجسر الوحيد الذي يربط توتي بالخرطوم.
والأسبوع الماضي، قالت غرفة الطوارئ إن جزيرة توتي، تشهد وضعًا إنسانيًا حرجًا تحت سيطرة قوات الدعم السريع التي تفرض حصارًا مشددًا على الجزيرة، حيث تضاعفت معاناة سكان توتي مع تزايد العمليات العسكرية مؤخرًا، وتعرض المدنيون لـ"عمليات انتقام وتشفي غير مسبوقة من قبل قوات الدعم السريع"، طبقًا للغرفة. تزامن ذلك مع تحذيرات من خطورة الأوضاع الإنسانية، في ظل مناشدات بالتدخل العاجل لحماية المدنيين.
ومنذ بدء العمليات العسكرية للجيش السوداني في 26 أيلول/سبتمبر، استعاد الجيش عدة مناطق استراتيجية في الخرطوم، فيما ظلت جزيرة توتي تحت سيطرة الدعم السريع منذ (18) شهرًا، ما أدى إلى مقتل العشرات أو وفاتهم جوعًا بسبب الحصار المفروض على الجزيرة من قبل هذه القوات.