يشن الجيش السوداني عمليات واسعة شرق ولاية الجزيرة، بجانب عدد من القرى الحدودية مع منطقة الفاو في القضارف، في تطورات جاءت عقب إعلان القوات المسلحة انحياز قائد قوات الدعم السريع في الجزيرة، أبوعاقلة كيكل، برفقة عدد كبير من قواته إلى الجيش السوداني. وكشف مرصد "أم القرى" عن استرداد القوات المسلحة للقرية (33) بمحلية أم القرى، بجانب أسره لعشرات الجنود من قوات حميدتي.
ذكرت نداء الوسط أنها خلال الساعات الـ24 الماضية تمكنت من رصد عمليات تصفية جماعية طالت المواطنين الأبرياء
وفي خضم هذه الأحداث، ترتكب قوات الدعم السريع عمليات انتقامية واسعة في قرى شرق ولاية الجزيرة، بحسب إفادات لجان مقاومة من هذه المناطق، وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى إثر هذه الهجمات، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى وعمليات سلب ونهب واسعة لممتلكات المواطنين تنفذها قوات حميدتي.
عمليات انتقامية
قالت لجان مقاومة رفاعة إن قوات الدعم السريع تنفذ عمليات تشبه الانتقام على قرى شرق الجزيرة، وذلك بعد محاولة القوات المسلحة التوغل في عمق محلية شرق الجزيرة، والانسحاب من مدينة تمبول بعد السيطرة عليها لمدة لم تتجاوز الخمس ساعات.
وجدير بالذكر أن الجيش السوداني تمكن خلال الساعات الأولى من صباح اليوم من استعادة سيطرته على مدينة تمبول، وذلك عقب وصول تعزيزات عسكرية إلى المدينة، مما أجبر قوات حميدتي على التراجع.
وقالت لجان مقاومة رفاعة إن الدعم السريع، في عملياتها الانتقامية، اعتدت على قرية الجنيد الحلة، وسط أنباء عن سقوط إصابات متفاوتة بين مواطني القرية، بجانب هجومها على قرية العزيبة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص من المدنيين.
وأشارت اللجان إلى استباحة مدينة رفاعة بشكل كامل، مما أسفر عن سقوط قتلى من بينهم المهندس محمد الرشيد، المسؤول عن تشغيل مركز غسيل الكلى بمستشفى رفاعة.استهدفت قوات الدعم السريع أيضًا مناطق العك والبيوضاء، وأفادت اللجان بورود أنباء عن سقوط ضحايا جراء الهجوم، جارٍ حصرهم.
وحملت لجان مقاومة رفاعة كل من الجيش والدعم السريع مسؤولية سلامة وأمن الأهالي في المنطقة، وذكرت أن "أجساد وممتلكات وأعراض المواطنين العُزل ليست مكانًا لتصفية الحسابات والخصومات العسكرية والسياسية".
تطهير عرقي
وأدانت منصة "نداء الوسط" في بيان لها مساء الأمس الأحداث التي وصفتها بـ"المؤلمة"، والتي يشهدها الإقليم الأوسط، مشيرة إلى جرائم التطهير العرقي التي ترتكبها قوات الدعم السريع بحق سكان الإقليم. وفي هذا الصدد، حصلت المنصة على إفادات من مسؤولين في الدعم السريع تؤكد نيتهم تصفية كافة سكان الإقليم على أساس قبلي، في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.
وذكرت المنصة أنها خلال الساعات الـ24 الماضية تمكنت من رصد عمليات تصفية جماعية طالت المواطنين الأبرياء، والتنكيل بهم ونهب ممتلكاتهم على أساس عرقي بحت. مشيرة إلى أن هذه الانتهاكات تؤكد أن ما يجري ليس مجرد صراع مسلح، وإنما هو حرب إبادة وتطهير عرقي تهدف إلى القضاء على مكونات سكانية بأكملها، طبقًا للبيان.
وجهت المنصة نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية من أجل التحرك الفوري وإدانة هذه الجرائم
وجهت المنصة نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية من أجل التحرك الفوري وإدانة هذه الجرائم، والعمل على تقديم الجناة إلى العدالة. كما ناشد بيان المنصة الجيش السوداني بالتدخل بشكل فوري للدفاع عن المدنيين وحمايتهم من الانتهاكات المروعة التي ترتكب بحقهم.وأشارت إلى تساقط عشرات القتلى والجرحى في ظل انقطاع كامل لوسائل الاتصال والتواصل، مما يضاعف من عزلة الضحايا ويحجب أصواتهم عن العالم.
وتسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة منذ كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، وذلك إثر انسحاب قوة من الجيش من جسر حنتوب المؤدي إلى ودمدني، عاصمة الولاية، بشكل مفاجئ.
وقللت هذه القوات من أهمية انشقاق قائدها في الجزيرة، أبوعاقلة كيكل، الذي انخرط للقتال معها عقب بداية الحرب بأيام، بحيث كان كيكل قبل الحرب يقود قوات "درع السودان" والتي تتألف من نحو (35) ألف مقاتل.