ما أن أذيعت أخبار محاولة اغنيال الرئيس السوداني حتى توالت ردود الفعل الشعبية والرسمية من مختلف المؤسسات الحزبية والحكومية ولجان المقاومة والحركات المسلحة وسفارات أجنبية بالخرطوم. وخرج الآلاف إلى الشوارع في مظاهرات داعمة للحكومة الانتقالية، ابتدأت حتى قبل صدور بيان قوى إعلان الحرية والتغيير الداعي للتظاهر.
تجمع المهنيين: الحادثة تنقل الصراع السياسي إلى مربعات التصفية الجسدية والاغتيالات وتعد تحوّلًا خطيرًا يهدف من يقفون خلفه إلى زعزعة استقرار البلاد وإفشال مسار التغيير
تسابقت لجان المقاومة المختلفة في إصدار بيانات إدانة لمحاولة الاغتيال، جملوا فيها أنصار الرئيس المخلوع اتلمسؤولية الكاملة. مؤكدين أن هذه المحاولة تهدف إلى جر البلاد للفوضى والعنف. كما ألقت لجان المقاومة اللوم على القوى الأمنية التي قالوا أنها لا زالت تحت سيطرة أنصار المخلوع.
وأدانت الحكومة الانتقالية الواقعة ووصفتها بالهجوم الإرهابي، متوعدة مرتكبيها بالملاحقة والمحاسبة، وأكدت الحكومة على لسان فيصل محمد صالح وزير الإعلام والناطق باسمها تعرض رئيس الوزراء لتفجير وإطلاق نار، ونجاته هو وطاقمه من الهجوم الذي وقع صباح اليوم، مؤكدة إصابة شرطي مرور كان ضمن موكب التشريفة الخاص بحمدوك برصاصة في كتفه.
من جانبها أعلنت الشرطة السودانية في تصريح صحفي لها أنها أعلنت حالة الستنفار القصوى، لكشف جميع ملابسات الجريمة بأسرع وقت ممكن. ووصفت الشرطة المحاولة بأنها دخيلة على المجتمع والمارسة السياسية السودانية.
وطمأن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك المواطنين أنه بصحة جيدة، وأن ما حدث من محاولة لاغتياله صباح اليوم لن يوقف عجلة التغيير بالبلاد، وقال "أطمئن الشعب السوداني أنني بخير وصحة تامة. وأن ما حدث لن يوقف مسيرة التغيير ولن يكون إلا دفعة إضافية في موج الثورة العاتي"، مؤكدًا أن الثورة محمية بسلميتها وأن "مهرها كان الدماء الغالية بذلت من أجلها".
اقرأ/ي أيضًا: نجاة "حمدوك" من تفجير استهدف موكبه.. وسلطات الولاية: لدينا مشتبه بهم
تكهّن بالعملية
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة للصحفي السوداني سامي الطيب ورئيس تحرير "موقع المواكب"، سبقت عملية التفجير بثلاث ساعات يتحدث فيها عن أن التفجيرات والاغتيالات قادمة، وكتب الطيب "لا صباح الخير ولا زفت، تم تهيئة الأجواء تمامًا، الاغتيالات والتفجيرات قادمة".
ونشر صحفيون تسجيلًا صوتيًا قالوا أنه للصحفي الطيب، ينفي فيه علمه المسبق بواقعة التفجير، ويرد الأمر إلى أنه مجرد تكهن، نافيًا صلته بأي جهة قد تكون متهمة بالتفجير، وقال أنه مشهور لدى من يتابعون حسابه بتكهناته التي كثيرًا ما تصدق. ولم يتسن لـ"الترا سودان" التأكد من نسبة التسجيل لصاحب الحساب الذي تكهن بالتفجيرات والاغتيالات.
دعوات للتظاهر
ودعت قوى الحرية والتغيير في بيان اطلع عليه "الترا سودان" جموع الشعب السوداني للخروج في مواكب لحراسة الثورة، وقال البيان "ندعو كافة جماهير شعبنا في العاصمة للخروج في مواكب والتوجه لساحة الحرية لإظهار وحدتنا وتلاحمنا" كما دعت المواطنين السودانيين للخروج في مواكب لحماية السلطة الانتقالية وإكمال مهام الثورة.
وكان مواطنون سودانيون قد خرجوا في مظاهرات عفوية في موقع حادثة التفجير التي استهدفت موكب رئيس الوزراء منديين بالحادثة ومطالبين بمحاسبة رموز النظام البائد.
وأدان تجمع المهنيين السودانيين الحادثة ووصفها بالآثمة، وقال التجمع في بيان له أن الحادثة تنقل "الصراع السياسي إلى مربعات التصفية الجسدية والاغتيالات" وأنها تعد تحوّلًا خطيرًا يهدف من يقفون خلفه إلى زعزعة استقرار البلاد وإفشال مسار التغيير الذي فتحته الثورة الظافرة، طبقًا للبيان. دعيًا المواطنين للخروج في مواكب داعمة للحكومة، الأمر الذي قوبل بانتقاد من بعض الناشطين الذين قالوا أن هذه الدعوة للتظاهر لا تراعي الوضع الأمني الدقيق.
وزارة الصحة السودانية التي يقع مبناها الرئيسي على شارع النيل الذي حدثت فيه المحاولة، منحت العاملين فيها إجازة طارئة وسارعت باغلاق مبناها.
السفير البريطاني بالسودان "عرفان صديق" أعرب عن صدمته من تعرض موكب رئيس الوزراء لتفجير، وقال في تغريدة على حسابه بتويتر، أنه اطمأن في مكالمة هاتفية على صحة رئيس الوزراء وطاقمه وقال "لم يصب منهم أحد" داعيًا إلى تحقيق كامل في الحادثة لكشف من يقفون خلفها.
الحكومة الانتقالية مستهدفة
وتداولت الوسائط منشورًا للقيادي الشبابي بحزب المؤتمر الوطني المحلول النعمان عبد الحليم يهدد فيه باقتراب نهاية الحكومة الانتقالية، ويحدد الأمر في أيام معدودات، إلا أن "الترا سودان" اطلع على الحساب المزعوم ولم يجد التدوينة المعنية، وقال ناشطون أنها حذفت. وسبق أن هدد النعمان بوقوع حوادث تستهدف الثوار في ميدان الاعتصام قبل أن يقوم بحذفها بعد وقوعها.
واشتهر النعمان الذي يعمل مساعد تدريس بقسم الفلسفة جامعة النيلين بتهديده للناشطين والثوار قبيل وبعد سقوط النظام، ويقول أشخاص من معارفه أنه يعيش متخفيًا على الرغم من عدم سعي الحكومة الانتقالية لاعتقاله.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي منشورًا لجماعة تبنت فيه الهجوم، وقال المنشور الصادر باسم حركة الشباب الإسلامي السوداني- طالبان أنها استهدفت "موكب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في كبري كوبر اثناء قدومه الى مقر مجلس الوزراء عبر سيارة مفخخة لم تصب هدفها بدقة". هذا ولم تعرف الأوساط السودانية ولم تسمع من قبل بحركة تحمل هذا الاسم، علاوة على أنها لم تعلن عن نفسها قبل الحادثة.
اقرا/ي أيضًا
الخزانة الأمريكية: إزالة السودان من قائمة الإرهاب "مسألة وقت"
السودان: مصر لم تلتزم بالإجراءات والقواعد المتبعة في مشروع قرارها لسد النهضة