الترا سودان | فريق التحرير
تقدم رئيس "جمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية"، الصادق إسحق، باستقالته من المنظمة وسحب عضويته منها احتجاجًا على ما وصفه بالاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على المدنيين الفلسطينيين العزل والأطفال، وقصف وتدمير المباني السكنية دون تمييز من قبل دولة الاحتلال.
الصادق إسحق: أطالب الحكومة السودانية بتجميد اتفاق السلام مع إسرائيل ووقف كافة الاتصالات معها
وقال رئيس الجمعية في خطاب استقالته، إن الهدف الرئيس من قيام جمعية الصداقة السودانية الإسرائيلية كان "نشر ثقافة السلام والتعايش بين الشعوب إيمانًا بضرورة تقبل الآخر وإنهاء حالة العداء والاقتتال لعيش الجميع في سلام، ولكن خلال الفترة القليلة الماضية برزت ترسانة القتل الإسرائيلية لتقتل بوحشية كل جهود السلام قبل أن تقتل المدنيين العزل والأطفال في الأراضي الفلسطينية، مما يلقي بظلال قاتمة على مستقبل العلاقات بين دول المنطقة وإسرائيل، ويهدد بنسف أي اتفاق سلام قد يعقد مستقبلًا بين إسرائيل ودول المنطقة"، على حد تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا: وزيرة الخارجية تبحث مع نظيريها التركي والباكستاني تهدئة الأوضاع في فلسطين
وأشار إسحق، إلى أن قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس الشرقية هو أحد أهم مرتكزات الوصول إلى سلام شامل وعادل بين الجانبين، وشدد على أنه يجب على إسرائيل الاقتناع بأن ذلك سيؤمن السلام للإسرائيليين قبل الفلسطينيين، كما سيضمن كذلك للمنطقة الاستقرار والأمن.
وأعلن أنه تقدم باستقالته احتجاجًا واستنكارًا لما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من اعتداءات وحشية على المدنيين العزل والأطفال، وقصف وتدمير للمباني السكنية دون تمييز، في تجاوز سافر للقوانين والمواثيق الدولية.
وطالب رئيس الجمعية، الحكومة السودانية بتجميد اتفاق السلام مع إسرائيل ووقف كافة الاتصالات معها، وعدم استئناف هذه الاتصالات إلا بعد ضمان احترامها واعترافها بحقوق الشعوب الأخرى في العيش الكريم والأمن، واحترام المواثيق الدولية وحقوق الإنسان وتطبيق ذلك على أرض الواقع.
تأتي استقالة رئيس الجمعية سيئة السمعة، وسط تضامن كبير في السودان مع الشعب الفلسطيني الشقيق، حيث انطلقت مواكب تضامنية في الخرطوم تطالب بإعادة قانون مقاطعة إسرائيل الذي ألغته الحكومة الانتقالية الشهر الماضي، فيما نشط العديد من المتفاعلين على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "إعادة قانون مقاطعة إسرائيل"، مطالبين الحكومة الانتقالية بإعادة مقاطعة الكيان والعدول عن مسار التطبيع مع دولة الاحتلال.
الاستقالة التي تأتي من رئيس جمعية "للصداقة" مع الكيان الغاصب ربما كان قد تعامى في السابق عن التاريخ الطويل والمتصل من الانتهاكات الإسرائيلية، تؤكد أن الهجمة الوحشية على الأراضي المقدسة والقطاع وسائر المناطق الفلسطينية، إلى جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة -أعادت للقضية الفلسطينية زخمها في السودان، وذلك عقب الحملة الشرسة للدفاع عن الاتجاه التطبيعي الذي تقوده الحكومة الانتقالية تحت ضغوط إماراتية وأمريكية، في تأكيد على أن "الدور الذي يقوم به المحتجون في القدس يعرّي التواطؤ الإقليمي الذي تقوده بعض الدول العربية" كما يقول المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، المفكِّر العربي عزمي بشارة، والذي أشار في حديث له على التلفزيون العربي، إلى أن خروج الفلسطينيين إلى الشوارع يستجلب تعاطف الشارع العربي، ويحاصر مشروع التطبيع مع إسرائيل، بالنظر إلى القيمة الرمزية للقدس، وللقضية الفلسطينية كآخر قضية استعمارية مفتوحة، على حد قوله.
اقرأ/ي أيضًا