منحت إجراءات حكومية ضربة للدولار الأمريكي في السوق الموازي، وانخفض أمام العملة الوطنية من (900) جنيه إلى (800) جنيه في العديد من الولايات خاصة الجزيرة والقضارف والبحر الأحمر.
اقتصادي: إجراءات خفض الدولار مجرد فقاعات سرعان ما تزول
وكان الدولار سجل ارتفاعًا ملحوظًا هذا الأسبوع متجاوزا الـ(900) جنيه وسط مخاوف من وصول عتبة الألف جنيه في ظل شح الاحتياطي المركزي لدى بنك السودان.
وقال تاجر من مدينة بورتسودان وهي مقر إقامة الحكومة في السودان لـ"الترا سودان"، إن عرض العملات الأجنبية شهد تحسنًا طفيفًا أدى إلى انتعاش الجنيه بشكل طفيف، لكنه وصفها بالإجراءات العابرة ما لم تتخذ تدابير فعالة.
ويقول التاجر إن الطلب كان مرتفعًا نهاية الأسبوع الماضي، وربما ارتبط ذلك باستيراد الوقود لدى الشركات، مشيرًا إلى أن السوق الموازي يتعامل مع الطلب والعرض بسياسات الموجات التي تتبدل من حين إلى آخر بمعنى أن السوق لا يبقى كما هو على مدار الوقت يضيف.
وقال حسن وهو تاجر عملات من مدينة ودمدني بولاية الجزيرة لـ"الترا سودان"، إن الدولار تم بيعه في تداولات السوق الموازي اليوم الأربعاء بسعر أقل وصل إلى (850) جنيهًا مع توفر العرض للنقد الأجنبي.
وعزا ارتفاع الدولار الأمريكي اليومين الماضيين إلى دخول مشترين بكميات لغرض الاستيراد، وربما تكون متعلقة باستيراد سلع إستراتيجية، وحسب إجراءات اتخذتها الحكومة أيضًا خفض السحوبات المالية من البنوك بالنسبة للجمهور.
وكانت بعض البنوك أصدرت تعميمًا إلى عملائها بخفض السحب اليومي والشهري بشكل كبير من البنوك وعبر التطبيقات المالية ضمن توجيهات البنك المركزي للسيطرة على سوق العملات.
من جهته يقول الباحث الاقتصادي محمد أبشر لـ"الترا سودان" إن الإجراءات التي اتخذتها السلطات للسيطرة على الدولار في السوق الموازي "مجرد فقاعات"، وقد يعاود الصعود إذا ترك الأمر هكذا دون "حوكمة الاقتصاد".
وقال أبشر إن سيطرة وزارة المالية على المال قلت كثيرًا جراء الحرب الجارية الآن، وهناك ضعف بائن في أداء المؤسسات الحكومية وبعضها شبه متوقفة كما إن الصرف الحكومي لا زال مستمرًا دون مراعاة ظروف الحرب.
وأضاف: "إذا وضعت في سلة صغيرة مالًا غير كافٍ ويريده الجميع، فإنه لن يكون كافيًا للجميع".
