13-يوليو-2024
مطبخ خيري - الخرطوم - غذاء

أعلنت غرفة طوارئ محلية الطويشة، توقف مشروع المطبخ المشترك في مراكز الإيواء بمدينة الطويشة والوحدة الإدارية جابر. وأرجعت الغرفة سبب التوقف لنقص الإمكانيات المالية.

المطبخ المشترك الذي يخدم مراكز إيواء النازحين بمدينة الطويشة التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لولاية شمال دارفور، استمر لمدة (39) يومًا. الطويشة القريبة من العديد من المناطق التي تشهد اشتباكات ساخنة بين الجيش والدعم السريع، وعلى رأسها مدينة الفاشر، كانت وجهة آمنة للفارين من جحيم الحرب، واستقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين.

أوضاع النازحين المقيمين في مراكز الإيواء كانت بالفعل صعبة قبل توقف أعمال المطابخ الخيرية

غرفة الطوارئ في بيان لها اليوم، اطلع عليه "الترا سودان"، أشارت إلى أن أوضاع النازحين المقيمين في مراكز الإيواء كانت بالفعل صعبة قبل توقف أعمال المطابخ الخيرية، مشيرة إلى تدهور الأوضاع بشكل أكثر حدة الآن. وناشدت جميع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية بتقديم الدعم لمساعدة النازحين في مراكز الإيواء.

منظمات إنسانية كانت قد لفتت للأوضاع الصعبة التي يمر بها النازحون في السودان، لا سيما في إقليم دارفور الذي يشهد حركة نزوح كبرى في ظل انتهاكات مروعة تُنسب لقوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها، والقصف العشوائي للطيران الحربي التابع للجيش السوداني.

تسيطر قوات الدعم السريع على أربع عواصم من أصل خمس في الإقليم، وتحاول منذ أشهر السيطرة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في ظل مقاومة محتدمة من القوة المشتركة المكونة من الجيش السوداني والحركات المسلحة وجماعات المستنفرين من المدنيين.

وصباح اليوم، أعلن ناشطون في لجان مقاومة جنوب الحزام، توقف جمبع المطابخ المشتركة في عموم منطقة جنوب الحزام بالعاصمة الخرطوم، لعدم توفر الموارد المالية ونفاد مخزون المواد الغذائية.

أمس الأول كانت غرفة طوارئ جنوب الحزام قد أكدت أن المطبخ المركزي سيقدم وجبته الأخيرة، وهو يتجه إلى التوقف التام بعد نفاذ مخزونه من المواد التموينية وانقطاع الدعم للمطبخ الخيري.

ويتوالى توقف المطابخ بينما تقول تقارير أممية إن ثلاثة ملايين مواطن في الخرطوم دخلو مرحلة الأزمة بالنسبة للأمن الغذائي، وتعد منطقة جنوب الحزام من المناطق التي ما تزال تحتفظ بكثافة سكانية عالية في العاصمة التي لم تتوقف فيها الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ حوالي (15) شهرًا.

وناشدت غرفة طوارئ جنوب الحزام المنظمات الإنسانية والإغاثية العالمية والمبادرات المحلية، بالتضامن وتقديم الدعم لملايين الجوعى بولاية الخرطوم، وعشرات الآلاف بمنطقة جنوب الحزام جنوب الخرطوم.

تعتمد هذه المطابخ على تبرعات الخيرين ومشاركات من أهل المنطقة بالخارج، بجانب الإغاثة من المنظمات الإنسانية التي تشتكي من عرقلة طرفي الحرب لأعمالها، ونهب منسوبي الدعم السريع لشحنات الغذاء التي تعدها للمحتاجين في السودان.

غرفة طوارئ جنوب الحزام أكدت أيضًا توقف العديد من المطابخ في المنطقة، قائلة إنها ما بين أغلقت أبوابها بالفعل في الفترة الأخيرة، ومهددة بالإغلاق. ولفتت إلى مطبخ الكبابيش المهدد كذلك بالتوقف عن مواصلة تقديم الوجبات للجوعى. هذا الأخير الذي عمل لمدة خمسة أشهر في تقديم الوجبات بمعدل (120) وجبة في اليوم، وفق إعلام الغرفة.

الوكالات الأممية كانت قد قالت أن (25) مليون شخص في السودان بحاجة للمساعدات الإنسانية. هذا الرقم يعني أن أكثر من نصف سكان السودان الآن يواجهون انعدام الأمن الغذائي وخطر المجاعة، بينما لا يلوح في الأفق أي أمل في تحسن هذا الوضع في المدى المنظور، خاصة في ظل التحذيرات من فشل الموسم الزراعي ونقص المساحات المزروعة جراء توسع الحرب شرقًا وجنوبًا في المناطق الأكثر خصوبة بالبلاد، وأهمها ولاية الجزيرة التي سيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة منها في كانون الأول/ديسمبر 2023، وولاية سنار التي سيطرت الدعم السريع على معظم مناطقها في الأسابيع الماضية.

تؤثر المجاعة في السودان على الشرائح الأكثر ضعفًا، وعلى رأسها الأطفال. منظمة الأمم المتحدة للطفولة أكدت أمس أن سوء التغذية لدى الأطفال في السودان وصل إلى مستويات حرجة. وأضافت: "تترك الحرب المستمرة عدداً لا يحصى من النساء والأطفال دون إمكانية الحصول على الطعام المغذي ومياه الشرب الآمنة. نحن ندعو بشكل عاجل إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ودون عوائق للوصول إلى الأطفال المحتاجين".

يذكر أن مباحثات غير مباشرة فيما يتعلق بالملف الإنساني بدأت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة السويسرية، جنيف، وسط أنباء عن انهيارها في يومها الأول لأسباب لم تُوضح بعد.

المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قال أمس، إن الأمم المتحدة تأمل في دفع العملية بين الجيش والدعم السريع في مفاوضات جنيف حول المسار الإنساني إلى الأمام، ولا ترغب في الإفصاح عن المعلومات حول المباحثات حتى لا ترفع سقف التوقعات.