تكاد الخلافات تعصف بحزب المؤتمر الوطني "المحلول" إلى دائرة الانشقاق، بالتزامن مع إصرار تيار داخلي على عقد مؤتمر الشورى أمس الأربعاء، 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 داخل السودان.
يتمسك المؤتمر الوطني "المحلول" بالعودة إلى واجهة العمل السياسي خلال الحرب
يقود تيار داخل حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، مواجهة مع تيار آخر لعقد مؤتمر الشورى داخل السودان، بينما تعترض المجموعة الثانية على العملية باعتبار أن الوقت غير مناسب، خاصة مع تواجد الشباب في جبهات القتال وفق بيان صدر من حزب المؤتمر الوطني مساء الثلاثاء، 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وتصاعد الخلافات داخل حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، على خلفية إعلان قيادات من المكتب القيادي عدم الاعتراف بالنتائج الصادرة عن مؤتمر الشورى حال انعقاده في هذا الوقت.وينافس القيادي في حزب المؤتمر الوطني أحمد هارون بقوة على منصب رئيس الحزب، مستغلًا عدم وجود قبول للبشير واستمرار إخضاعه للمراقبة العسكرية منذ مغادرة محبسه في العاصمة الخرطوم بسبب الحرب، إذ يسوق هارون فكرة صعوده وسط قواعد ليست كبيرة تتابع أعمال الحزب "المحلول".
تلاحق المحكمة الجنائية الدولية الرئيس المعزول عمر البشير وأحمد هارون، بينما ترى قيادات داخل حزب المؤتمر الوطني "المحلول" أنهما يعيقان العمل السياسي إذا تصدرا المشهد مجددًا.
وكانت لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو، التي تشكلت من أعضاء الحكومة الانتقالية عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير، في 11 نيسان/أبريل 2019، سنت قانونًا بحظر النشاط السياسي لحزب المؤتمر الوطني داخل البلاد. وقررت "حل الحزب"، وفق الوثيقة الدستورية السارية حتى الآن.
لم يكشف حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، التيار الداعم لمؤتمر الشورى عن مكان انعقاد أعمال الشورى داخل البلاد، في ظل الاتهامات التي تلاحق القوات المسلحة بالتقارب مع هذا الحزب، على الرغم من الثورة الشعبية التي أطاحت بقادته من السلطة خاصة القوى المدنية المعارضة.
يقول الباحث السياسي مصعب عبد الله لـ"الترا سودان"، إن وصول القيادي في حزب المؤتمر الوطني "المحلول" ابراهيم محمود حامد الشهر الماضي إلى مدينة بورتسودان، عاصمة الحكومة المدعومة من الجيش، مؤشر على أن عودته مرتبطة بترتيب مؤتمر الشورى، وملامح للانشقاق مع تيار آخر يقوده علي كرتي داخل الحزب الحاكم سابقًا.
يرى عبد الله أن المؤتمر الوطني "المحلول"، غير قادر على التماسك وتفادي الانشقاق في هذا الوقت، لعوامل متعددة أبرزها صعوبة الوصول إلى القواعد في ظل الوضع الأمني والعسكري واستمرار الحرب، بالتالي ستقرر مجموعة الانقلاب على التيار الآخر.
وأردف: "ربما تحاول قيادات داخل هذا الحزب تجنب الانشقاق، لكان ما لم يحدث المستحيل، من الصعب تجنب انشطار هذا الحزب، وهي عملية ظلت تواجه جميع الأحزاب السودانية على مر التاريخ".