16-أغسطس-2022
سيول وفيضانات

جانب من آثار الخريف في المناقل بولاية الجزيرة

داهمت السيول مدينة المناقل في ولاية الجزيرة وعشرات القرى المحيطة بها منذ مساء أمس الاثنين. ولجأ بعض المواطنين إلى الإقامة في مواقع مرتفعة على مقربة من "الميجر الناقل للمياه" (قنوات الري الرئيسة).

لم يجد مواطنو المناقل مفرًا من خوض المياه والانتقال عبر ساحات مليئة بالمياه بحثًا عن أراضٍ يابسة للإقامة بها

وهذه هي المرة الأولى منذ سنين عدة التي تتعرض فيها مدينة المناقل وقراها إلى سيول بلغت ارتفاعها نحو متر من سطح الأرض في قلب المدينة، وأثرت في السوق الرئيس الذي يعد مركزًا تجاريًا للآلاف من سكان القرى المجاورة للمناقل.

وأطلقت جمعيات ومنظمات طوعية وفاعلون نداءات استغاثة لمساعدة منكوبي السيول في مدينة المناقل بولاية الجزيرة. وأظهرت صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي السكان وهو يخوضون في المياه بالقرب من منازلهم المحاصرة تمامًا بالمياه، ولم تنجُ منها سوى أجسادهم، تاركين كل شيء خلفهم، وسط أنباء عن وقوع إصابات خطيرة بين الأطفال.

بينما وصل إلى مدينة المناقل عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر حجر مع وفد من وزارة الصحة لمتابعة الأوضاع الإنسانية من جراء كارثة السيول التي شلت المدينة وعشرات القرى بالكامل.

وأشارت وكالة السودان للأنباء (سونا) اليوم الثلاثاء إلى أن وزير التنمية العمرانية والطرق والجسور عبدالله يحي يرافق عضو مجلس السيادة الانتقالي الطاهر حجر في زيارة تستغرق يومين إلى مدينة المناقل.

وبحسب غرفة الطوارئ بالولاية، دمرت السيول (600) منزلًا بالكامل مع تشريد سكانها في العراء، في ظل نقص حاد في المساعدات الإنسانية من الجهات الرسمية والطوعية – حسب ما ذكر مواطنون لـ"الترا سودان".

https://t.me/ultrasudan

ساوت مياه السيول بين المنازل والساحات وجعلتها تقع تحت بصر المارة في كارثة قد يستغرق المواطنون سنوات في معالجة آثارها وتأهيل منازلهم المدمرة وأغلبهم يعتمد على الزراعة.

لم يجد المواطنون مفرًا من خوض المياه والانتقال عبر ساحات مليئة بالمياه بحثًا عن أراضٍ يابسة للإقامة بها ولو مؤقتًا في ظل شح المعينات مثل الخيام والرعاية الصحية الطارئة.

وأظهرت صور تداولها سكان مدينة المناقل انهيار قنوات ري المساحات الزراعية في بعض القرى بالكامل، وتدفق المياه إلى الأحياء، وهي مشكلات قد تضع صعوبات أمام إعادة ترميم البنية التحتية لقنوات الري في أكبر مشروع زراعي بالسودان.

حتى الملعب الرئيس لكرة القدم حاصرته المياه من كل صوب وغمرت أرضيته تمامًا؛ وبينما كان الأطفال يلهون في المياه بأجساد نصف عارية في الساحات المنكوبة، كانت المياه تتدفق إلى منازلهم وكأنها لم تكتف بتدميرها.