قال الحزب الشيوعي السوداني إن التوقيع على الإعلان الإنساني في جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع "يجد الترحيب من القوى الوطنية الحية صاحبة المصلحة في استعادة الثورة" التي قال إنها تبدأ بإيقاف الحرب وإرساء دعائم السلام ورفع ويلاتها عن كاهل الشعب السوداني، لافتًا إلى أن إعلان جدة "سحب قضية السودان من طاولة مجلس الأمن وكرّس هيمنة دول محددة تحت قيادة أمريكا".
الحزب الشيوعي: إعلان جدة سحب قضية السودان من طاولة مجلس الأمن وكرّس هيمنة دول محددة تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية
وأوضح بيانٌ عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي اليوم اطلع عليه "الترا سودان" أن الظروف الإنسانية "القاسية" التي يعيشها المواطنون خاصةً سكان العاصمة وغرب دارفور "تفرض على الجميع احترام حق الإنسان في الحياة"، مؤكدًا أن مسألة إيقاف الحرب "مطلب الساعة"، ومشددًا على عدم الاكتفاء بالإعلان الإنساني الذي وقع عليه الجيش والدعم السريع اللذين قال بيان الحزب الشيوعي إنها "غير مؤهلين إنسانيًا لتنفيذ بنوده بتاريخهما المخزي بالمآسي الإنسانية في الماضي والآن" – على حد تعبير البيان.
ورأى الحزب الشيوعي أن جلوس "الدعم السريع" باعتبارها طرفًا من أطراف التفاوض يمنحها الشرعية ويُعدّ إقرارًا بوجود جيشين، وقال إن ذلك "يمثل إيذانًا باستمرار الحرب وتصاعدها وفق قواعد جديدة ودعوة لمواطني العاصمة إلى مغادرتها لدكها كمركز للمقاومة والصمود وعنوان للثورة".
وزاد البيان أن الطرفين –الجيش والدعم السريع– ليس لديهما الرغبة في إيقاف الحرب ولا يهمهما حياة المواطنين. وأضاف البيان أن إعلان جدة يظل ناقصًا ما لم تتبعه آلية واضحة لمراقبة تنفيذه وخطة واضحة لخروج الصراع المسلح من وسط الأحياء السكنية والمرافق الصحية والخدمية أو الارتكاز بالقرب منها وإيقاف القصف الجوي وتدمير البنية التحتية.
ونوّه بيان الحزب الشيوعي بأن "القضية المركزية والمطلب الرئيسي للجماهير هي إيقاف الحرب فورًا ورفض كل المحاولات لفرض حلول واتفاقات لإعادة إنتاج الأزمة وشراكة الدم التي أنتجت هذه الحرب وعرضت البلاد ووحدتها للتمزق والشتات".
وقال الحزب الشيوعي إن "الحل الوطني للخروج من الأزمة العامة وويلات الحرب الكارثية يبدأ بوحدة جماهير شعبنا في جبهة جماهيرية واسعة للنضال ضد الحرب ومن أجل إيقافها"، لافتًا إلى أن وحدة الجماهير وفي طليعتها "القوى الحية" قادرة على انتزاع الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق كل شعارات الثورة – على حد تعبير بيان مكتبه السياسي.
أشار الحزب الشيوعي إلى ضرورة مشاركة كل "قوى الثورة" في العمل الإنساني لتخفيف آثار الحرب خاصةً في العاصمة
وأشار الحزب الشيوعي إلى ضرورة مشاركة كل "قوى الثورة" في العمل الإنساني لتخفيف آثار الحرب خاصةً في العاصمة، وفي التعبئة وتنظيم الجماهير للانخراط في هذه العملية الإنسانية وتقديم المساعدات بالتنسيق مع المنظمات الدولية والوطنية "المشهود لها بالنزاهة"؛ لاستلام المعونات والإغاثات وتوزيعها لتصل إلى مستحقيها، وقطع الطريق أمام من وصفهم بالفاسدين وتجار الحرب، وتطويرها إلى "عمل مقاوم داخل العاصمة".
وأبان الحزب أهمية أن يصاحب هذا النشاط الإنساني "عمل جماهيري واسع النطاق" في كل ولايات السودان ومدنه وقراه عبر "رفع اللافتات والتظاهر والاحتجاج وكل أشكال النضال السلمي"، لافتًا إلى أهمية مساهمة الجاليات السودانية في الخارج في "فضح الجرائم الجارية وتجميع وحشد أكبر جبهة للتضامن مع الشعب السوداني بهدف إرغام أطراف النزاع والمجتمع الدولي والإقليمي وكل دعاة الحرب وفرض إيقاف الحرب عليهم وغل يد القتلة والمجرمين واستعادة حياة الناس الطبيعية وعودة العسكر إلى الثكنات وحل المليشيات ومحاسبة وملاحقة كل مجرمي الحرب وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب واسترداد الثورة وحماية السيادة الوطنية وقطع الطريق على التدخل الأجنبي والمحافظة على وحدة البلاد".