لم يتمكن المواطنون في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور من بدء نشاطهم المعتاد صباح الأحد، جراء قصف مدفعي طال الأحياء الجنوبية بشكل مكثف.
أصبح المستشفى الجنوبي في الفاشر تحت مرمى القذائف
وقال شهود عيان لـ"الترا سودان"، إن القصف المدفعي بدأ منذ الساعة الثامنة صباحًا اليوم الأحد ولا زال مستمرًا، ووقعت (10) قذائف في حي السلام جنوبي الفاشر.
وذكر بشار لـ"الترا سودان" أن الوضع أصبح مخيفًا للغاية، لم تعد الفاشر كما كانت، الناس يغادرون المدينة وفي ذات الوقت يخشون من نقاط التفتيش التي تنشرها الدعم السريع في الطرق البرية.
وكانت الأمم المتحدة قد أكدت الجمعة أن مستشفى الفاشر الجنوبي، استقبل (700) مصاب من المدنيين خلال الأسبوعين الماضيين، ومنذ تصعيد القتال توفي منهم (85) شخصًا، مشيرة إلى أن الوضع لا يمكن التنبؤ به.
وسقطت قذائف في المستشفى الجنوبي بالفاشر السبت حسب رواية شهود عيان لـ"الترا سودان"، وأودت بحياة بعض المرافقين للمرضى كما أصبح العمل بالنسبة للمتطوعين الطبيين والكوادر الطبية في غاية الصعوبة وفق هذه الروايات.
وكان مساعد القائد العام للجيش وعضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن ياسر العطا، أكد في مقابلة تلفزيونية بُثت السبت أن سقوط الفاشر من عدمه في يد الدعم السريع لن يوقف القوات المسلحة من تحرير جميع أنحاء البلاد من "المتمردين" على حد تعبيره.
وتقاتل الحركات المسلحة إلى جانب الجيش في الفاشر ضد قوات الدعم السريع، وتقول القوات المشتركة إنها أحرزت تقدمًا على الأرض وأجبرت هذه القوات على التراجع وفق بيان صدر الأحد.
ووصف الصحفي معمر إبراهيم من الفاشر الأوضاع في المدينة بالسيئة، وقال إن نشاط المدنيين تقلص إلى حد كبير نتيجة سقوط القذائف والرصاص على الأحياء الجنوبية ووسط المدينة وغربها، وقتل عشرات المدنيين خلال اليومين الماضيين.
ويرى إبراهيم أن المستشفى الجنوبي في المدينة يواجه ضغوط كبيرة بسبب الإصابات المتزايد والحاجة إلى الكوادر الطبية، التي لا يمكنها تغطية العمل خاصة في الطوارئ.
وقال إبراهيم إن القذائف والرصاص تشكل أيضًا خطورة على العاملين بالمستشفى الجنوبي، "في نهاية المطاف لن يشعروا بالأمان في ظل هذا الوضع وقد تنقص أعدادهم".
وأكد معمر إبراهيم وقوع قذائف في بعض المنازل الواقعة قرب المستشفى الجنوبي، ومن الواضح أن هناك استهداف للمستشفى بالتحديد.
وكان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، قال في تصريحات السبت إن الدعم السريع تتعمد إطلاق القذائف على أحياء المدنيين والمستشفيات في الفاشر، داعيًا إلى توسيع نطاق التصدي لهذا الهجوم.
