05-ديسمبر-2023
محمد الفكي سليمان

(Getty) محمد الفكي سليمان عضو مجلس السيادة السابق والقيادي بالحرية والتغيير

قال العضو السابق في مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد الفكي سليمان إن انهيار مفاوضات جدة بين الجيش السوداني والدعم السريع يعني "مزيدًا من الخسائر في صفوف المدنيين" جراء استمرار الحرب في السودان.

قال الفكي إن انهيار مفاوضات جدة يعني مزيدًا من الخسائر في صفوف المدنيين والعسكريين جراء استمرار الحرب في السودان

وقال الفكي في تصريحات لـ"الترا سودان" إنه لا مخرج للبلاد من هذه الأزمة إلا بالتفاوض، مشيرًا إلى أن "انهيار التفاوض في منبر جدة يمثل ضربة كبيرة لأحلام السودانيين" الذين قال إنهم يريدون "الاستقرار والعودة إلى حياتهم للبدء من الصفر".

وحذر الفكي من تزايد الخسائر وسط المدنيين والعسكريين وفي جميع مناحي الحياة في السودان في تأخر عودة الوفدين إلى المفاوضات في منبر جدة بالمملكة العربية السعودية، لافتًا إلى أن التفاوض سيكون "خاتمة المطاف بالضرورة". وأضاف: "المطلوب هو ضغط من جميع الفاعلين السياسيين والأصدقاء الإقليميين والدوليين على الطرفين للعودة إلى التفاوض في أقرب فرصة".

https://t.me/ultrasudan

ومثل انهيار التفاوض بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة مساء الأحد صدمة للسودانيين الذين يودون العودة إلى منازلهم مع تطاول أمد النزوح واللجوء.

وأعرب أمجد الذي نزح من حي أركويت شرقي العاصمة الخرطوم ويقيم حاليًا في مصر لـ"الترا سودان" – أعرب عن "إحباطه الكبير" جراء انهيار المحادثات بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة، قائلًا إنه كان يأمل في انتهاء الحرب والعودة إلى منزله وعمله في العاصمة الخرطوم. وأضاف: "يجب أن نعترف بأننا لسنا بخير في دول اللجوء. لا نشعر بطعم الحياة. ونعاني اقتصاديًا، ففرص العمل هنا قليلة للغاية".

محمد الفكي سليمان القيادي في الحرية والتغيير
محمد الفكي سليمان العضو السابق في مجلس السيادة الانتقالي والقيادي في قوى الحرية والتغيير (Getty)

وقال عضو في وفد الحكومة المفاوض في جدة لموقع "الجزيرة نت"، إن سبب تعثر المفاوضات هو تمسك الدعم السريع بمقايضة خروجها من منازل المواطنين في الخرطوم، بوضع نقاط تفتيش على الطرقات وقرب المؤسسات الحكومية ومواقع الخدمات والمستشفيات. في حين حمّل عضو في فريق الدعم السريع المفاوض، وفد الجيش مسؤولية تعثر جولة المفاوضات الأخيرة، برفضه تنفيذ إجراءات بناء الثقة ومحاولته تحقيق مكاسب عسكرية عبر طاولة المفاوضات "بعدما عجز عن ذلك في ميدان القتال"، وفق ما نقل عنه الموقع.

ويقول الباحث السياسي أحمد مختار في حديث إلى "الترا سودان" إن الانهيار كان متوقعًا لأن الطرفين لم ينفذا إجراءات بناء الثقة حسب اتفاقهما في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في منبر جدة إلى جانب التعثر في الملف الإنساني جراء تمسك كل طرف بمنافذ نقل الإغاثة. وأضاف: "أعتقد أن من الصعب على الطرفين بناء الثقة"، لافتًا إلى صعوبة تنفيذ بنود بناء الثقة على الطرفين، ولا سيما المتعلقة بقوائم المطلوب اعتقالهم خاصةً من أنصار النظام البائد. "هذا لم ينفذ وصعب جدًا تنفيذ هذا الشرط من جانب الجيش" – أردف مختار.

وأشار مختار إلى "رفض الدعم السريع إدخال الإغاثة عبر بورتسودان الخاضعة لسيطرة الجيش"، قائلًا إن وفد الدعم السريع يطالب بإدخال الإغاثة عبر جميع المنافذ بما في ذلك المطارات التي يسيطر عليها في مدن دارفور. "وهذا شرط مرفوض من جانب الجيش" – وفق مختار.

ومنذ مغادرة الوفد الأمريكي المشارك في عملية تيسير مفاوضات جدة في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لم يعد إلى جدة بحسب مصادر تحدثت إلى "الترا سودان".

وقال مصدر من القوى المدنية قريب من ملف التفاوض إن الوفد الأمريكي يشعر بخيبة أمل وغادر جدة منذ الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ويعتقد الوفد الأمريكي أنه لا رغبة لدى الطرفين في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار – بحسب المصدر.

وأشار المصدر –الذي فضل حجب اسمه– إلى أن المفاوضات الأخيرة عقدت برعاية مباشرة من السعودية لاعتقادها بإمكانية تحقيق اختراق، "لكن لا يمكن حدوث ذلك في ظل ضعف أدوات الضغط على الطرفين" – أضاف المصدر.