قالت هيئة التأمين الصحي في تعميم صحفي، إن هيئة التأمين الصحي بولاية الخرطوم، أعلنت عن إدخال الفوط الصحية للنساء ضمن مظلة التأمين، وجاء القرار -بحسب الهيئة- تماشيًا مع استراتيجيات الأمم المتحدة في تقديم خدمة متميزة وحساسة للنساء والأطفال.

وعادةً ما كان يدرج الحديث عن الفوط الصحية للنساء، تحت بند "المسكوت عنه"، فكيف تقرأ الناشطات النسويات القرار؟

إعادة نظر في القضية

تباينت ردود الفعل النسائية تجاه القرار. حيث وصفتها نساء بالخطوة الأولى في معالجة قضايا المرأة. وقال رأي نسائي آخر إن القيمة لا تزال باهظة الثمن عند الشرائح الضعيفة. 

الفوط الصحية كانت دائمًا من المسكوت عنه ولكنها ليست من الرفاهيات وإنما حاجة أساسية للنساء

وفي ذات الاتجاه، تشير الأخصائية الاجتماعية وئام الفضل إلى انعدام المساواة بين الفوط الصحية والأدوية، بحيث يباع الدواء تحت مضلة التأمين الصحي بربع القيمة بالصيدليات، وجاءت قيمة الفوط بنصف القيمة. وعلقت وئام بقولها "يسود اعتقاد بأن ضرورتها أقل من الدواء".

وتعلل وئام الفضل ارتفاع أسعار الفوط الصحية، للتعامل معها كسلعة غير معفية من الجمارك، الأمر الذي أدى لارتفاع الأسعار لجميع أنواع الفوط، وتضيف وئام "الفوط الصحية ليست رفاهيات وإنما حاجة أساسية للنساء".

اقرأ/ي أيضًا: الخطاب النسوي في السودان.. التحديات والفرص

ودعت لتوسيع الخطوة وتوفيرها بالأحياء السكنية للنساء طالبات الخدمة وبأسعار رمزية، تماشيًا مع الحقوق الصحية والإنجابية للنساء. وجددت دعوتها لتوطين صناعة الفوط الصحية محليًا، بقولها "نتحدث عن مصانع صغيرة لصناعة فوط قماشية قابلة لإعادة الاستخدام"، مشيرة إلى أهمية توطين الصناعات المحلية، وأهميتها في خلق فرص عمل للنساء.

فوطة تسد الخانة.. مطلب نسائي

تحولت قضية الفوط الصحية منذ سنوات لقضية ذات طابع عالمي. في الهند، قبيل عدة سنوات، خرجت جميع الأجسام النسوية في مظاهرات حاشدة، تنديدًا بارتفاع قيمة الفوط الصحية. وتوسعت القضية لتشمل عدة بلدان مختلفة حول العالم.

داخل السودان نوقشت القضية بالمجموعات النسائية على مواقع التواصل مثل "شغل العالم" تحت وسم "فوطة تسد الخانة" إبان خريف العام المنصرم. 

ناشطة نسوية: الحديث عن قضية الفوط الصحية يعد جرأة في المجتمع

وأوضحت الناشطة النسوية هند جمعة أن الحديث عن قضية الفوط الصحية يعد جرأة في المجتمع، في وقتٍ كانت تتحدث فيه المنظمات عن توفير الغذاء والدواء لمتضرري الفيضانات، دون الإشارة لاحتياجات النساء الضرورية، والمتمثلة في الفوط الصحية. على حد قولها.

وزادت أن بعد انتشار وسم "فوطة تسد الخانة" طرحت عدة أفكار لصناعة فوط يعاد استخدامها، وتقول هند جمعة "لا تزال الأفكار موضع نقاش حول نسبة الحماية ومواد وطرق التعقيم المناسبة".

وتشير هند لأهمية إجراء تعداد السكان لإحصاء عدد الإناث طالبات الخدمة. داعيةً لدراسة أوضاع النساء خارج مظلة التأمين الصحي، تمهيدًا للدمج المستقبلي تحت مظلة التأمين وتحقيق الاستفادة من الخدمة. وشددت على أهمية التنسيق بين هيئة التأمين الصحي ووزارة التربية والتعليم، لتوفير فوط صحية للطالبات في المستويات الدراسية المختلفة. والتنسيق مع هيئة السجون والإصلاح لتوفير الفوط الصحية في سجن النساء. والتنسيق مع وزارة الضمان والرعاية الاجتماعية لتوفيرها في الدور الايوائية للفتيات.

الخاص عام

نجحت نساء السودان عبر مسيرة طويلة، في إيصال قضاياهن الخاصة إلى الفضاء العام. وناقشن طوال السنوات الفائتة عبر القروبات الخاصة، ومنصات التواصل الاجتماعي، مجمل القضايا المسكوت عنها في المجال العام المتعلقة بالنساء.

اقرأ/ي أيضًا: حوادث سطو وتحرش.. طالبات في وجه العاصفة

وتصفها الناشطة النسوية تغريد عووضة بالاختراقات والتدخلات البسيطة، موضحة إنها ذات أثر عالٍ على المدى البعيد، في تحسين واقع النساء.

تغريد عووضة: القرار خطوة في الاتجاه الصحيح

وتساءلت عووضة هل يشمل القرار الفتيات صغار السن؟ مبينةً إن الشريحة في عمر (18) عامًا إلى أوائل العشرينات بالكاد تحظى بمصادر دخل، على حد قولها.

وفيما يتعلق بإيراد الخبر لكلمة ومفهوم نساء، تؤكد عووضة من المنظور النسوي لا نرى النساء كتلة واحدة، وتقول "تعرف النساء حسب السياق العرقي والطبقي وخلافه"، وطالبت مؤسسات الدولة بمراعاة تحليل النوع الاجتماعي، ليشمل جميع فئات النساء.

وأشارت لوجود نساء لا يملكن أوراقًا ثبوتية، وقالت لـ"الترا سودان" إن الخبر لم يورد توضيحًا عن مجمل النساء بولاية الخرطوم، مثال النسوة النازحات واللاجئات من الجنسيات المختلفة.

ووصفت القرار بالـ"خطوة في الاتجاه الصحيح"، وجددت مطالبتها لمقدمي الخدمة بالمؤسسات الحكومية بمراعاة ظروف واختلافات النساء.

اقرأ/ي أيضًا: جامعة السودان تتأهل للمشاركة في المسابقة الإقليمية للأمن السيبراني

 وفي آيار/مايو من العام الجاري، تقدم طبيب سوداني للأجسام النسوية بمقترح يدرج الفوط الصحية بمظلة التأمين الصحي.

رحبت الأجسام والكيانات النسوية بقرار هيئة التأمين الصحي وعدته انتصارًا يضاف لإنجازات المرأة السودانية

وبالعودة للناشطة النسوية هند جمعة تقول بأن مجموعة من الكيانات النسوية تقدمت بعدة مذكرات لهيئة التأمين الصحي للمطالبة بضم الفوط الصحية للخدمات المقدمة. مؤكدة عدم استلام رد من هيئة التأمين بشأن المذكرات.

ورحبت الأجسام والكيانات النسوية بقرار هيئة التأمين الصحي، وعدته انتصارًا يضاف لإنجازات المرأة السودانية في مسيرتها الطويلة للمطالبة بالحقوق. وجددت المجموعات النسوية مطالبها بتوسيع القرار ليشمل النساء خارج مظلة التأمين.

اقرأ/ي أيضًا

تشريع قانون لتحديد سن الزواج للفتيات بالجزيرة

ردًا على شكوى مواطنة.. وزارة العدل: لا يوجد نص في القانون يمنع ضمانة المرأة