اشتدت العمليات الحربية بين الجيش السوداني والدعم السريع شرق مدينة "ود مدني" بولاية الجزيرة في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين، في محاولة جديدة من الدعم السريع للسيطرة على المدينة، وسط أنباء عن اقتحامها لمقر الفرقة الأولى مشاة التابعة للقوات المسلحة الواقع أسفل جسر "حنتوب" الذي يربط شرق المدينة بغربها.
قال مواطن في ود مدني بالجزيرة إن الوضع ساء جدًا خلال الساعات الماضية وتدهورت الأمور بسرعة ولم يعد بالإمكان مغادرة المنزل
وقال مواطنون من مدينة ود مدني إن أصوات المدافع والطائرات الحربية تسود على الأجواء منذ مساء الأحد، وتوقفت قليلًا قبل أن تستأنف صباح اليوم الإثنين، مع تحليق مكثف لطائرات الجيش في الأجزاء الشرقية من المدينة التي تشمل أحياء "الرياض" و"الإنقاذ" و"حنتوب".
ومنذ صباح الجمعة تشن قوات الدعم السريع هجومًا واسعًا على الأجزاء الشرقية من مدينة "ود مدني" في محاولة للسيطرة على قيادة الجيش في ولاية الجزيرة، وتواصل القوات المسلحة تصديها للهجوم منذ ثلاثة أيام متتالية.
وقالت سلمى المقيمة في حي "مايو" بمدينة ود مدني إن حركة النزوح زادت اليوم وأمس "زيادة ملحوظة" حتى بعد إعلان الجيش السيطرة على الوضع واستعادة زمام الأمور. وأضافت: "المواطنون يشعرون بالخوف من تكرار سيناريو الخرطوم؛ الانتظار إلى حين انتهاء المعركة ثم يطول الوقت وسط الحرب التي وصلت إلى ولاية الجزيرة دون مقدمات" – حسب ما تقول هذه الفتاة.
وحث وكيل الأمين العام للعمليات الإنسانية بالأمم المتحدة قوات الدعم السريع على إيقاف الهجوم على مدينة "ود مدني" بالجزيرة، لافتًا إلى أن المدينة مركز لإدارة العمليات الإنسانية وإيواء الفارين من الحرب في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى تشهد القتال منذ ثمانية أشهر في السودان.
وجراء المعارك الحربية، أغلق الجيش جسر "حنتوب" الرابط بين شرق مدينة ود مدني وغربها منذ الجمعة، فيما شوهد آلاف المواطنين يتحركون فوق الجسر قبل يومين سيرًا على الأقدام، قبل أن تتحول المنطقة إلى مسرح للعمليات العسكرية منذ مساء الأحد وحتى اليوم الإثنين.
وقال معز الذي يقطن حي "الدباغة" قريبًا من منطقة العمليات الحربية لـ"الترا سودان" إن الوضع "خطير للغاية"، مع أصوات عالية للمدافع والطيران الحربي التابع لسلاح الجو السوداني. "لا ندري ما الذي يحدث منذ صباح اليوم الإثنين. نتمنى أن نخرج إلى منطقة أخرى بأمان" – أردف المعز.
ويقول معز الذي لم يتمكن من مغادر منزله بحي "الدباغة" إن الأوضاع "ساءت جدًا" ولم يتدبر أمره برفقة عائلته ولا يعرف ما إن كانوا سيغادرون إلى مدينة أخرى في ظل أزمة الإيواء وارتفاع تذاكر الحافلات.
ويقول مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن (15) ألف شخص على الأقل غادروا الأجزاء الشرقية لمدينة ود مدني منذ الجمعة وحتى السبت الماضي، وفي حين توجه بعضهم إلى الأجزاء الغربية لود مدني، توجه آخرون إلى مدن القضارف وسنار والفاو.