دشّن المنبر النسوي – كسلا مكتبةً في الولاية أمس الخميس، بالتعاون مع مركز الشرق، ضمن مشروع العدالة الانتقالية وبناء السلام المستدام. وتحتوي المكتبة على مجموعة من الكتب النوعية التي لم تتوافر من قبل في الولاية، وتتباين مواضيع الكتب من قضايا النوع إلى السياسة والاقتصاد والكُتب الفكرية. وتهدف المكتبة إلى نشر الوعي بين النُشطاء في المقام الأول حتى ينشروه بدورهم للعامة والقواعد بالولاية.
منسقة مكتب البرامج والمشروعات بالمنبر النسوي لـ"الترا سودان": الفكرة الأساسية من المكتبة هي أن يتحصل مواطنو كسلا على فرصة أعلى من المعرفة
والمنبر النسوي- كسلا هو حركة نسوية، نشأت في فترة اعتصام القيادة العامة بولاية كسلا. وينشط المنبر النسوي في قضايا النوع والمساواة والعدالة الاجتماعية ونشر الوعي النسوي بالحقوق والواجبات في كسلا وعدد من المجالات الأخرى. وللمنبر مناشط في الجامعات والأحياء والمدارس. ويعمل المنبر على ثلاثة أهداف أساسية وهي تحسين المشاركة السياسية للنساء وعدالة النوع الاجتماعي وبناء السلام.
بداية الفكرة
تقول منسقة مكتب البرامج والمشروعات بالمنبر النسوي- كسلا زينب ضرار: "منذ أن تكون المنبر النسوي كنا قد بدأنا بعمل مجموعات للقراءة والنقاش، وعمل مكتبة نسوية بالولاية كان أحد أهدافنا، وبقيت هذه الفكرة عالقة في أذهاننا لزمن طويل".
وتابعت ضرار لـ"الترا سودان": "عندما افتتح مركز الشرق مشروع العدالة الانتقالية من أجل التحول الديمقراطي وبناء السلام المستدام، جلسنا معهم في جلسة استكشافية طرحنا فيها فكرتنا حول إنشاء مكتبة". وأردفت: "وافق مركز الشرق مبدئيًا تمهيدًا لإعطائنا استمارة القبول وعلى هذا الأساس بُني المشروع".
وأوضحت ضرار أن الفكرة الأساسية من المكتبة هي أن يتحصل مواطنو كسلا على "فرصة أعلى من المعرفة"، لافتةً إلى أن نوعية الكتب التي توفرها مكتبة المنبر "لم تكن متوفرة في الولاية من قبل". وتضم المكتبة -وفقًا لزينب ضرار- كتبًا فكرية وسياسية وكتبًا في الاقتصاد إلى جانب مجموعة من الكتب التي تناقش النوع الاجتماعي. وأردفت ضرار: "كانت الفكرة توفير معرفة نوعية تسهم في البناء الفكري للفاعلين والفاعلات بكسلا".
تطوير للفاعلين والقواعد
وأشارت زينب ضرار إلى ملاحظتهم أن الفاعلين الذين يخاطبون العامة في كسلا "لا يعتمدون على المعرفة بصورة أساسية" بل يعتمدون على "الابتزاز العاطفي وتجييش عواطف الحضور وحتى استفزاز أحد الحضور بناءً على توجهاته وآرائه" – وفقًا لضرار. ولفتت إلى عملهم على أن يعتمد المتحدثون على "المعرفة والقراءة والدراية" وأن يتمكن الجمهور من المداخلة بناءً على الأُسس المعرفية نفسها.
وترى ضرار فكرة إنشاء المكتبة "جزءًا من العدالة" بألا تكون المعرفة "حكرًا على مجتمعات المركز" وأن تتوزع على جميع المناطق، وإن لم يكن بصورة عادلة تمامًا، لكن أن تتسم على الأقل بنوع من "التشاركية" – على حد تعبيرها.
"هنا لا توجد جميع الكتب، لكن هناك نحو (300) كتاب تتراوح موضوعاتها ما بين نسوية واقتصادية وسياسية واجتماعية وسيكون هناك المزيد" – تقول ضرار.
وحول العضوية ونظام المكتبة، أفادت ضرار بأن المكتبة ستفتح باب العضوية عما قريب، وأن الفكرة الأساسية من الافتتاح كانت معرفة آراء الناس ممن يعتقد المنبر أنهم سيكونون من عضوية المكتبة لاحقًا. وزادت: "ومن أجل أن يشاركوا في إدارة المكتبة بفعالية تضمن الاستفادة؛ فتحنا باب المقترحات لمعرفة الطريقة المُثلى لإدارة المكتبة".
بيّنت ضرار أنه سيكون متاحًا في الفترة الحالية حضور الأفراد للقراءة إلى أن تصاغ المقترحات في مسودة وتعرض عليهم
وبيّنت ضرار أنه سيكون متاحًا في الفترة الحالية حضور الأفراد للقراءة إلى أن تصاغ المقترحات في مسودة وتعرض على الأفراد، وبعد أن يتوافقوا عليها ستحدد العضوية ونظام الاستعارة والاستبدال وغيرها. ونوهت بأنهم يفكرون في فتح باب التبرعات بالكتب لاحقًا، مشيرةً إلى تواصلهم مع منظمة "عديلة" بالخرطوم لتستقبل الكتب التي سيتبرع بها الأفراد للمكتبة. وأوضحت أنهم سيعلنون الأمر ويفتحون باب التبرع حال اكتمال الترتيبات بينهم وبين عديلة.