قرب جدران تزينت بصور "شهداء ثورة ديسمبر"، وقف الصحفيون في صفوف للإدلاء بأصواتهم في انتخابات نقابة الصحفيين السودانيين التي جرت اليوم بدار المهندس بضاحية العمارات وسط الخرطوم.
تأتي عملية الاقتراع لانتخابات نقابة الصحفيين في ظل أوضاع سياسية معقدة ومخاوف من أن تتم عرقلتها وسط شائعات لاحقت هذا اليوم الذي يصفه المشاركون والداعمون بـ"التاريخي".
تتنافس سيدتان وستة رجال على منصب النقيب في الانتخابات التي تجرى لأول مرة منذ أكثر من 30 عامًا
بعد ثلاثين عامًا من غياب نقابة الصحفيين وهيمنة النظام البائد على الاتحاد العام للصحفيين السودانيين؛ صوت الصحفيون اليوم السبت لثلاثة قوائم متنافسة، وسباق سيدتين على منصب النقيب إلى جانب ستة رجال.
ولم يألف السودانيون خوض الصحفيات لغمار الانتخابات في القطاع النقابي لسيطرة حكم النظام البائد على القطاعات المهنية، بينما ارتفعت حظوظهن في انتخابات نقابة الصحفيين هذه المرة.
وبدأت عملية التصويت في التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي، وأغلقت في الساعة السادسة مساءًا لتبدأ عملية الفرز في ذات اللحظة، وإعلان النتائج الأولية في وقت متأخر من الليل ريثما تكتمل عملية الفرز.
وقرر الصحفيون الانتظار في مركز الانتخابات إلى حين إعلان النتائج الأولية بواسطة اللجنة المنظمة للانتخابات، والتي أكدت سير العملية بطريقة سلسة.
يرى الصحفي محمد عبد الماجد في حديث لـ"الترا سودان"، أن العملية مثيرة للدهشة لأن التصويت بإرادة حرة بعد سنوات طويلة من "القبضة الأمنية" يجب أن يجعلك تشعر بالفخر.
بينما قالت الصحفية صباح محمد الحسن لـ"الترا سودان"، إن الفائز اليوم هم الصحفيون ولا يوجد خاسر؛ لأن تأسيس نقابة حرة بعد (33) عامًا أمر يجب الاحتفاء به.
ويقول الصحفي بشير أربجي: "بالنسبة لي أمارس المهنة منذ (21) عامًا؛ هذه نقلة نوعية للصحافة السودانية للتحرر من ربقة السلطة التي تمسك بالخناق في عهد الإنقاذ".
وأضاف: "لأول مرة الصحفيون بكامل الإرادة يذهبون للاقتراع بعد سلسلة من الإجراءات القانونية وعدم تدخل من أي جهة، مستندين على المادة (87) قانون الاتحاد الدولي للنقابات".
وتابع أربجي: "أي طرف فائز سيمثل إرادة القاعدة الصحفية بمختلف القطاعات الإعلامية والصحفية، وستكون التجربة خير معين لعدد كبير من النقابات للسعي من أجل إكمال الأنظمة الأساسية والانتقال للانتخابات تكوين نقابات قوية تسهم في الحراك المدني".
صحفي: أي طرف فائز سيمثل إرادة القاعدة الصحفية بمختلف القطاعات الإعلامية والصحفية
ولغالبية من الصحفيين لم يشاركوا في أية عملية انتخابية، فإن هذه العملية التي جرت اليوم كانت بمثابة "تمرين ديمقراطي" كشف مدى أهمية التصويت لاختيار من يمثلهم دون فرضهم بقوة السلطة والسلاح.
وفي الاتجاه الآخر يحاجج صحفيون بعدم قانونية العملية الانتخابية، ويرون فيها افتقارها للشرعية، خصوصًا الداعمين للاتحاد السابق للصحفيين السودانيين.