03-يونيو-2020

أرشيفية (Getty)

تظاهر مئات الشبان/ات في الذكرى الأولى لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة، وأشعلوا إطارات في شوارع رئيسية بالعاصمة الخرطوم اليوم الأربعاء، فيما أغلق الجيش شوارع تؤدي إلى محيط القيادة العامة للقوات المسلحة صباح اليوم الأربعاء.

أضرم متظاهرون النار على الإطارات القديمة في شارع الستين شرق الخرطوم صباح اليوم الأربعاء ورددوا هتافاتٍ مناوئةٍ للعسكريين الذين يواجهون اتهامات بفض اعتصام القيادة العامة

وكان تجمع المهنيين السودانيين قد دعا لجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات الشعبية إلى إحياء ذكرى مجزرة القيادة العامة التي وقعت في الثالث من حزيران/يونيو 2019 والمطالبة بتحقيق العدالة.

اقرأ/ي أيضًا: جوبا: الشرطة تهدد بفرض التباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة

وأضرم متظاهرون النار على الإطارات القديمة في شارع الستين شرق الخرطوم صباح اليوم الأربعاء ورددوا هتافاتٍ مناوئةٍ للعسكريين الذين يواجهون اتهامات بفض اعتصام القيادة العامة الذي نجم عنه مقتل حوالي (130) شخصًا على الأقل بحسب إحصائيات لجنة أطباء السودان المركزية، وتسببت في اختفاءٍ قسري لـ(42) شخصًا، بجانب وقوع انتهاكات جنسية وجسدية طالت المعتصمين.

وبعد مرور عام على العملية التي يطلق عليها السودانيون "مجزرة القيادة العامة" يـحاول رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في فض اعتصام القيادة العامة جمع الأدلة ومقاطع الفيديو التي تظهر القوات العسكرية والأمنية التي شاركت في المجزرة، معلنًا في تصريحاتٍ لوسائل إعلامٍ سودانية الأسبوع الماضي إن: "التحقيقات لن توجه اتهامًا للمؤسسة العسكرية بل للأفراد الذين شاركوا وخططوا لفض الاعتصام".

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد شكل لجنة تحقيقٍ وطنيةٍ بحسب نص الوثيقة الدستورية الموقعة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري في 17 آب/أغسطس 2019 والتي بموجبها يناصف العسكريون السلطة مع المدنيين.

وتجمع صباح اليوم في تقاطع شارع الستين مع شارع عبد الله الطيب شرق الخرطوم، المئات من المحتجين ونددوا بمجزرة القيادة العامة، مطالبين بالعدالة الفورية، وأضرموا النار على الإطارات لكن عناصر من الشرطة أعادت فتح الشارع بإزالة الإطارات.

وذكرت دلال حيدر وهي ناشطة في لجان مقاومة الطائف لـ"ألترا سودان" أن: "أفرادًا من الشرطة أمروا بفتح المسارات أمام حركة السيارات واستجاب المتظاهرون ولم تحدث احتكاكات وأن الشرطة جاءت بسيارتين من بعض الأقسام القريبة".

وأشارت حيدر إلى أن "ممثلين عن لجان المقاومة تنسيقية الخرطوم سيقومون بتسليم مذكرة إلى رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في فض اعتصام القيادة اليوم الأربعاء، ونسبةً للظروف الصحية لن تتوجه المواكب إلى مقر لجنة التحقيق".

بينما روت نون كشكوش، وهي ناشطة حقوقية، كانت تتظاهر وهي تحمل صورة الشهيد عباس فرح أحد ضحايا مجزرة القيادة العامة  لـ"ألترا سودان"، أنها شاركت في الإجراءات القانونية بمستشفى رويال كير شرق العاصمة السودانية في الثالث من حزيران/ يونيو 2019 والتي نقل إليها جثامين الضحايا من مجزرة القيادة العامة.

شاهدة على المجزرة: "كانت لحظاتٌ لم نكن نميز فيها بين الخوف وعدمه، أعتقد أن الخوف انتهى في ذلك اليوم"

وتقول كشكوش التي شاركت في الوقفة الاحتجاجية بشارع الستين "كانت لحظاتٌ لم نكن نميز فيها بين الخوف وعدمه، أعتقد أن الخوف انتهى في ذلك اليوم، أسرعت في ذلك اليوم إلى مستشفى رويال كير وباشرت مع الشرطة تجهيز شهادات نقل الجثامين إلى المشرحة وتسليم جثامين بعض الضحايا إلى عائلاتهم".

اقرأ/ي أيضًا: حركة جيش تحرير السودان تنفي الهجوم على الجيش وتؤكد التزامها بوقف العدائيات

وتضيف: "الاحتجاجات التي حدثت اليوم لإحياء ذكرى فض اعتصام القيادة العامة نتاج شعور طبيعي، فالمتظاهرون لم ينسوا رفاقهم الذين ماتوا من أجل ولادة حكم مدني في السودان. لكن المعادلة الصعبة أن جزءً ممن يواجهون الاتهام بالتخطيط لفض الاعتصام، يشاركون في السلطة الانتقالية، أعتقد أن هذه معادلة صعبة تحتاج إلى عمل سياسي كبير".

فيما أنهى محتجون اعتصامًا صامتًا استمر لساعتين أمام تقاطع رئيسي بشارع مدني شرق الخرطوم صباح اليوم الأربعاء لإحياء ذكرى مجزرة القيادة العامة.

وقالت نوران صديق (21) عامًا وهي من المشاركات في الوقفة الصامتة، لـ"ألترا سودان": "جئنا إلى هنا للتعبير عن احتجاجنا لوقوع مجزرة القيادة العامة، وقررنا الوقوف ساعتين حدادًا على أرواح الشهداء".

وبالتزامن مع الذكرى الأولى لفض الاعتصام أغلق الجيش السوداني شوارع تؤدي إلى القيادة العامة صباح اليوم الأربعاء، وذكر شاهد عيان لـ"ألترا سودان" أن الجيش أغلق شارعًا رئيسيًا يؤدي إلى القيادة العامة من اتجاه شرق الخرطوم قرب تقاطع "صينية بري"، ونشر مركبات عسكرية ووضع حواجز مرورية.

كما نشرت الشرطة دوريات على طول شارع الستين شرق العاصمة، فيما سيطرت الإطارات المشتعلة على أغلب الشوارع الرئيسية والفرعية.

وفي وسط الخرطوم، فتجمع المئات من أعضاء لجان مقاومة الخرطوم (3) والسجانة والحلة الجديدة، أمام منزل عائلة الشهيد علي سامبا الذي قتل برصاص قوات أمنية فضت اعتصام القيادة العامة في الثالث من حزيران/يونيو 2019.

اقرأ/ي أيضًا: تصاعد مقلق للعنف ضد النساء في دارفور وبرنامج أوروبي أممي لمكافحته

وتلقت عائلة سامبا، المواساة من أفراد لجان المقاومة وهم يحملون صورته مع جدارية على حائط المنزل حملت صورته أيضًا.

ناشط: لجان مقاومة أذاعت بيانًا مشتركًا أعلنت فيه تصميمها على جلب  العدالة للشهداء والانتقال إلى الحكم المدني رغم العراقيل التي يضعها أنصار النظام البائد

وقال الناشط في لجان مقاومة الخرطوم (3) سيف النصر لـ"ألتر سودان"، إن "لجان المقاومة بالخرطوم (3) والسجانة والحلة الجديدة أذاعت بيانًا مشتركًا أعلنت فيه تصميمها على جلب  العدالة للشهداء والانتقال إلى الحكم المدني رغم العراقيل التي يضعها أنصار النظام البائد".

اقرأ/ي أيضًا

تقرير عالمي: تهريب الذهب والنفط يكلف السودان مئات ملايين الدولارات سنويًا

السودان يبلغ مجلس الأمن بموقفه من مفاوضات سد النهضة والري تستأنف الاجتماعا