حذرت الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو، اليوم الخميس 26 أيلول/سبتمبر 2024، من تفاقم الأوضاع الإنسانية في إقليم جبال النوبة ومناطق جنوب كردفان، ووصفت الحالة التي تمر بها هذه المناطق بأنها "كارثية". يأتي هذا الإعلان بعد مرور أكثر من شهر على إعلان المجاعة في مناطق سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، في إقليمي جبال النوبة والفونج الجديدة (النيل الأزرق)، في 13 آب/أغسطس 2024.
حركة عبدالعزيز الحلو التي لم توقع على أي اتفاق سلام مع السلطات السودانية، تسيطر على مناطق في جنوب كردفان والنيل الأزرق، ما يعرف في الأدب السياسي السوداني باسم "المنطقتين". تقيم الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، جناح عبدالعزيز الحلو، حكومة محلية في الأراضي التي تسيطر عليها باسم "السلطة المدنية للسودان الجديد".
الحركة الشعبية لتحرير السودان: العراقيل التي وضعتها حكومة بورتسودان حالت دون قيام المنظمات الإنسانية بمهامها، الأمر الذي ساعد في زيادة معاناة المواطنين
ويتهم تعميم صحفي صادر عن السلطة المدنية، اطلع عليه "الترا سودان"، الحكومة المركزية القائمة في بورتسودان بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية. قالت إن الحكومة السودانية تمنع المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة من تقديم المساعدات لمناطق سيطرتها، ما أدى إلى تفاقم معاناة الناس، بما في ذلك الذين نزحوا هناك فرارًا من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال التعميم: " التأخير غير المبرر في إيصال الإغاثة، قد يعرض أكثر من ثلاثة ملايين مواطن من بينهم (768,306) نازحًا إلى الخطر، وخلال الفترة من 14 أغسطس إلى 20 سبتمبر 2024 توفى (416) مواطنًا بسبب الجوع، بينما وصل (52.479) طفل إلى حالة سوء التغذية الحاد"، بحسب تعبيره.
تسببت الحرب المستمرة في السودان منذ نيسان/أبريل 2023، في خلق أزمة إنسانية شاملة طالت معظم أقاليم البلاد. الصراع المسلح أدى إلى نزوح أكثر من عشرة ملايين داخليًا وفرار مليونين إلى دول الجوار. تشير تقديرات منظمات الإغاثة إلى أن أكثر من (25) مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
ورغم المناشدات المتكررة، تواجه الجهود الإغاثية صعوبات كبيرة بسبب ما تصفها المنظمات الإنسانية بـ"القيود" التي تفرضها السلطات على وصول المساعدات إلى مناطق النزاع. في إقليمي جبال النوبة والنيل الأزرق، تشتكي الحركة الشعبية من تعطيل وصول الإغاثة، ما ساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية
"السلطة المدنية للسودان الجديد" جددت مناشداتها لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ حياة الملايين الذين يواجهون خطر المجاعة وسوء التغذية. كما دعت وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى تكثيف التغطية الإعلامية لتسليط الضوء على المعاناة المستمرة في السودان، وممارسة أقصى درجات الضغط على الأطراف المعنية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
في الأشهر الأخيرة، وسعت قوات الدعم السريع نطاق الحرب إلى مناطق متاخمة لإقليم النيل الأزرق، ما تسبب في موجة نزوح كبرى فرارًا من الانتهاكات المنسوبة لهذه القوات. نزح إلى إقليم النيل الأزرق مئات الآلاف من الأشخاص الذين تركوا معظم ممتلكاتهم خلفهم، وسبل كسب العيش، الأمر الذي يجعلهم في حاجة ماسة للإغاثة الإنسانية.
الحكومة السودانية القائمة في بورتسودان تقول إنها تسعى لتسهيل عمل المنظمات الإنسانية ووصول المساعدات إلى المحتاجين، وفي بادرة منها في هذا الصدد، كانت قد أعلنت فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد لتسهيل وصول المساعدات عبر غرب السودان في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.