احتشدت الجماهير في شارع المطار "إفريقيا" بولاية الخرطوم اليوم الثلاثاء في مليونية "تصحيح مسار الثورة" السودانية، في وقت كشفت متابعات "الترا سودان" عن وجود أشخاص يحملون أسلحة بيضاء في محاولة لجر المواكب للعنف بالخرطوم وأمدرمان.
شهدت المليونية بالخرطوم مطالبات بالعدالة في قضايا الشهداء واستكمال هياكل السلطة ورفض رفع الدعم عن السلع
وطالبت الحشود التي توافدت إلى شارع المطار قرب شركة كنار من عدة مناطق منها الكلاكلات وجبرة والصحافة والسجانة والقوز والخرطوم شرق وغرب والسكة حديد والخرطوم "3" بالعدالة في الانتهاكات التي صاحبت ثورة كانون الأول/ديسمبر المجيدة، ومنها قضايا الشهداء واستكمال هياكل السلطة الانتقالية -تشكيل المجلس التشريعي وتعيين الولاة المدنيين- بالإضافة إلى تحسين الأوضاع المعيشية.
اقرأ/ي أيضًا: "موكب كسلا" يمهل الحاكم العسكري ثلاثة أيام لإقالة مسؤولي حزب المخلوع
وردد المشاركون والمشاركات في الموكب هتافات تشدد على مطلب مدنية الدولة السودانية، وتطالب بمحاسبة رموز النظام المخلوع، وعدم التسامح مع منسوبي حزب المؤتمر الوطني المحلول الذين يحاولون عرقلة مسيرة الثورة، ورفعوا شعارات تطالب بتحقيق السلام.
ووصلت مواكب المناطق المختلفة لنقاط تجمع المليونية في شارع المطار سيرًا على الأقدام، وسط حماس من المشاركات والمشاركين الذين امتدت جموعهم من كنار حتى شارع "61" شمالًا وحتى قرب السوق المركزي جنوبًا.
ورصد "الترا سودان" التزام أعدادًا مقدرة من المشاركين والمشاركات في المليونية بالخرطوم بارتداء الكمامات الواقية واستخدام المعقمات، بينما لم يلتزم مشاركون بذلك، مما يخالف دعوات الالتزام بالاحترازات الصحية أثناء المواكب في ظل جائحة "كورونا".
الاعتداء على وزير الصحة
واعتدت مجموعة وصفت بالمحدودة على وزير الصحة أكرم علي التوم، بالقرب من شركة كنار في مسلك وجد الاستنكار، واعتبر ثوار أن الاعتداء لا يعبر عن سلوك الثورة التي اتسمت بالسلمية، وتصدت مجموعة لحماية الوزير وحالت دون استمرار الاعتداء عليه، ورددوا هتافات "كلنا أكرم"، واعتذر عضو تنسيقية لجان المقاومة بالخرطوم شمال خالد حسين موسى، لوزير الصحة عن ما حدث له اليوم، وقال: "هذا ليس سلوكنا المتسم بالسلمية طوال الثورة، هذا سلوك المخربين ونعتذر له باسم لجان المقاومة".
وقال خالد حسين موسى، لـ "الترا سودان"، إن الحشود تحركت إلى "شروني" من الخرطوم 3 والسكة حديد والتقت بها مواكب الخرطوم شرق وغرب وبعض ثوار توتي الذين تجمعوا بالقرب من المعمل القومي ستاك، وتم التوجه إلى شارع كترينا ومنه لحديقة القرشي ثم توجه الموكب غربًا إلى حديقة أوزون ومنها لشارع محمد نجيب ثم إلى شارع 41 بالعمارات ومنه إلى شارع المطار إفريقيا.
محاولات للعنف والتخريب
وأضاف موسى أن مجموعة تقود دراجات نارية مواتر دون لوحات ظهرت بالقرب من مستشفى الأطباء في شارع المطار وحاولت تعديل وجهة الموكب نحو القيادة العامة، وأوضح أنه تم التصدي لها مما أدى إلى انسحابها، وبعدها استدعت تلك المجموعة أشخاصًا مسلحين بأسلحة بيضاء سواطير كانوا بالقرب من القيادة العامة للقوات المسلحة لجر الثوار للعنف، وأشار إلى اختلاط بعضهم بالثوار داخل الحشود، وبعضهم اعتدى على ثلاجات كانت موجودة خارج محلات تجارية، ولفت إلى وجود مجموعات تحمل سواطير وسكاكين في حوالي الساعة الرابعة عصرًا على امتداد الشارع من 61 وحتى شارع 15 بالعمارات، وقذفوا إحدى المدارس بالحجارة فتصدت لهم لجان المقاومة مما أدى إلى تفرق تلك المجموعة داخل حي العمارات، ونوه إلى الاتصال بالسلطات المختصة في الولاية التي أفادت بالقبض على متهمين، وتابع أنه تم رصد حالات اعتداء على الثوار في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصرًا في عملية واضحة لإرهابهم، بالإضافة إلى رصد مركبات دفع رباعي لاندكروزرات بدون لوحات في شارعي 61 و41 نحو الساعة السادسة مساءً تتعرض للثوار، واعتبر أن منسوبي النظام المخلوع لم يتمكنوا من الخروج فاستعانوا بمخربين لجر المواكب للعنف والتخريب.
اقرأ/ي أيضًا: مليونيات 30 حزيران/يونيو تعيد للثورة زخمها وتطالب بالسلام
عضو لجنة مقاومة: المليونية أرسلت رسالة للحكومة والمتسلقين بأن الجماهير تحرس الثورة وللمتفلتين بعدم إمكانية الانجرار للعنف
حماية المواكب والعلاقة مع الشرطة
وشدد خالد، على ضرورة حماية المواكب باستمرار، وذكر: "الثوار لا عداء لهم مع المؤسسة الشرطية، بل مع منسوبي النظام المخلوع داخل الشرطة"، وأشار إلى أهمية شعور الشعب بوجود الشرطة وأنها لخدمة الشعب، والتعاون لتحقيق الأمن.
نجاح وتلويح بالتصعيد
ووصف عضو تنسيقية لجان المقاومة بالخرطوم شمال خالد حسين موسى، المليونية بالناجحة، وأبان أنها أرسلت رسالة للحكومة والمتسلقين بأن الجماهير تحرس الثورة وللمتفلتين بعدم إمكانية الانجرار للعنف، ولمنسوبي النظام المخلوع بأن الثورة قادرة عبر السلمية على تحقيق أهدافها، وتوقع أن تحدث استجابة خلال أسبوعين بتنفيذ المطالب الواردة في المذكرة التي تم تسليمها للحكومة الجمعة الماضية، وزاد "إذا شعرنا بأن الثورة لا تمضي للأمام ولا توجد استجابة لمطالبنا سنتجه للتصعيد".
ومن جانبها وصفت عضو لجنة المقاومة بأمدرمان الثورة الحارة التاسعة جنوب منى عبد المنعم سلمان، المليونية بالناجحة، وقالت لـ"الترا سودان" إن المواكب ظلت تتوافد منذ الساعة الثانية عشرة ظهرًا وحى الخامسة مساءً، وأوضحت أن مواكب أمدرمان تجمعت في "الرومي وشقلبان" وتوجهت نحو البرلمان وهو وجهة مواكب أمدرمان.
وكشفت منى، عن تمكن نقاط التفتيش في مهداوي من ضبط كميات من الأسلحة البيضاء سواطير وسكاكين، بجانب محاولة سرقة هاتف إحدى المشاركات في الموكب في شارع الوادي، ونعتت عمل لجان التأمين بالقوي لسيطرتها على الموقف، وذكرت: "الموكب منظم والمشاركات والمشاركون واعون بحقوقهم ولا يستطيع أحد إجهاض الثورة سوى كان من أنصار النظام المخلوع أو غيرهم".
واعتبرت عضوة لجنة المقاومة بأمدرمان الثورة الحارة التاسعة جنوب منى عبد المنعم سلمان، أن المليونية أرسلت رسالة للحكومة لتصحيح مسار الثورة، وشددت على أن ما بعد 30 حزيران/ يونيو الحالي لن يكون كقبله، وأن الشعب لن يقبل بالخذلان، وقالت: "هذه فرصة ثانية للحكومة فإما أن تصحح المسار أو سيقول الشارع كلمته تجاه الحكومة نفسها"، وطالبت بأن تكون العلاقة بين الحكومة وأنصار الثورة قائمة على الشفافية عبر لقاءات مكاشفة بعرض التحديات التي تواجه تنفيذ المطالب مثل قضايا العدالة، استكمال هياكل السلطة، وتعيين الولاة المدنيين، إقالة وزير الداخلية وإقالة مدير عام الشرطة ودعم الدواء.
هل تستغل الحكومة المد الثوري وتحقيق مكاسب ومطالب الجماهير الثائرة أم تتواصل الثورة وتصبح الشوارع هي الفيصل في استكمال أهدافها؟
ومع الحديث عن نجاح المليونية التي دعت لها لجان المقاومة وأسر الشهداء وأيدتها قوى ثورية مثل "تجمع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعي السوداني وقوى الإجماع الوطني والتجمع الاتحادي، هل تتمكن الحكومة من استغلال المد الثوري وتحقيق مكاسب لصالح الجماهير الثائرة والاستجابة لمطالبها أم تتواصل الثورة وتصبح الشوارع هي الفيصل في استكمال أهداف الثورة؟.
اقرأ/ي أيضًا
اعتصام "نيرتتي" يدخل يومه الثالث وارتفاع العدد إلى 30 ألف معتصم
الآلاف يخرجون في تظاهرات بأمدرمان والشرطة تطلق "البمبان" بالقرب من البرلمان