شهدت جامعة الخرطوم خلال الأيام الفائتة حراكًا طلابيًا كثيفًا، حيث جابت الطالبات سوح الجامعة، وقدّمن المخاطبات الجماهيرية. في التقرير التالي نسلط الضوء على أبرز مطالب هذا الحراك بجامعة الخرطوم.
لمن تتبع داخليات جامعة الخرطوم؟
ظلت قضية داخليات جامعة الخرطوم مثار جدل في الوسط الطلابي، والقضية الأولى التي تتصدر كل حراك طلابي انتظم بجامعة الخرطوم مؤخرًا.
مماطلة من الإدارة الجامعية في ظل تردٍ مريع في الخدمات بالداخليات وغياب للأمن
وفي هذا الشأن تقول طالبة كلية الآداب وشاح قرشي، إن داخليات جامعة الخرطوم ظلت طوال العقود السابقة تتبع للصندوق القومي لدعم الطلاب.
اقرأ/ي أيضًا: الأمطار تحول الخرطوم إلى مستنقعات.. ومخاوف من التصريف في النيل
وتضيف لـ"الترا سودان"، إن الداخليات وأيلولتها لإدارة الجامعة، ظلت مطلبًا أوليًا لطلاب جامعة الخرطوم. وبعد فتح أبواب الجامعة في تشرين الأول/أكتوبر 2020، تقول وشاح قرشي "عجزنا عن الحديث عن المطالب دون تحديد لمن تتبع داخليات جامعة الخرطوم؟".
وتتابع وشاح حديثها "يعاني طلاب داخلية الوسط والطالبات من مشاكل بالبيئة الداخلية، وطرح الطلاب سؤال لمن تتبع الداخليات؟ ويجد الطلاب تماطلًا من الإدارة الجامعية وعمادة شؤون الطلاب منذ ما يقارب العامين. الآن استفحل الأمر بحسب ما ترى وشاح قرشي.
وأوضحت أن الداخليات تفتقر للأمن، وتقع مقارها بالقرب من مقار عدد من القوات الأمنية. وبعد حل الشرطة الجامعية -تقول وشاح قرشي- يتواجد إشراف من الحرس المدني عند مدخل الداخليات، في حين تفتقر الأطراف والجانب الخلفي للداخليات للحماية.
وتؤكد وشاح لـ"الترا سودان"، وقوع حوادث ضرب للطلاب من قبل بعض القوى الأمنية، إضافة لحوادث التسلل والسرقات المتكررة.
نظرة على الحراك الطلابي الأخير
انتظمت طالبات داخلية الزهراء "البركس" في حراك طلابي جماهيري، يحمل عدة مطالب. وفي هذا الجزء من التقرير تناقش الطالبة بكلية الآداب مآرب محمد الحافظ القضية.
اقرأ/ي أيضًا: صور| مبادرة نبذ العنصرية بدارفور.. حكاية النضال بالفن
تؤكد مآرب ما ذهبت إليه وشاح قرشي، من نقص في تأمين داخليات مجمع الطالبات.
اشتملت مطالب الطالبات على توفير الماء والكهرباء وتأمين الداخليات من حوادث السطو
وزادت: "كانت الكهرباء منعدمة طيلة اليوم، وكذلك الماء"، وتابعت: "تقطع المياه منذ السابعة صباحًا، وتصل إلى حدود الطابق الثاني، وتنعدم في الرابع والخامس".
وتواصل مآرب حديثها بالقول: "نعاني من مشاكل الصرف الصحي بالإضافة إلى البعوض، وتخلو الغرف من المراوح، ما يضطر الطالبات للنوم خارجيًا فنواجه بالصرف الصحي".
وتشير مآرب محمد الحافظ إلى حوادث دخول "الحرامية" للداخليات، وتواجد قوة أمنية أمام الداخلية، وتؤكد تعرض الطالبات لحوادث تحرش عند مدخل الداخلية.
وتُجْمل مآرب المطالب الطلابية في توفير الماء والكهرباء، والصيانة الدورية للداخليات والمرافق التابعة لها، ومراجعة المطاعم داخل الداخليات وتوفير الدعم لها، وتمثيل الطلاب في اللجنة العليا لاسترداد الداخليات مع ممثلي إدارة الجامعة والصندوق القومي لدعم الطلاب، على أن تضم اللجنة ممثلًا عن وزارة العدل ووزارة المالية.
وختمت مآرب حديثها بالإشارة إلى قضية رفع الرسوم الدراسية، وقالت: "تتعرض الطالبات للتوقيف أمام البوابات بسبب قضايا الرسوم الدراسية".
أحداث سطو وسرقات
ماذا يحدث في داخليات جامعة الخرطوم؟ أبان مسؤول السلامة الطلابية خالد بابو سليمان، إن للصندوق القومي لرعاية الطلاب حرسًا مدنيًا مدربًا على التأمين، وبعد مجيء الشرطة الجامعية، طالب الطلاب بحلها، وبعد العودة للحرس القديم، كان بعضهم قد وزع في وظائف أخرى، مما تسبب في نقص في بعض المجمعات. ويؤكد شروعهم في تعيين حرس جديد.
وأوضح مسؤول السلامة الطلابية صدور توجيه من وزير الداخلية لإرجاع شرطة الداخليات. وأقر بوجود حالات سطو، والقبض على عدد من المعتدين. مؤكدًا إن (99)% من السرقات تقع بين الطالبات، والقبض على مرتكبات الجرائم، وقال "لا نتعامل مع البنات تعاملًا جنائيًا وإنما يوجهن للإرشاد التربوي والاجتماعي".
اقرأ/ي أيضًا: ردًا على شكوى مواطنة.. وزارة العدل: لا يوجد نص في القانون يمنع ضمانة المرأة
وكشف عن شريط يقع بين داخليات الطالبات ومواقع القوة الأمنية على مسافة (15) مترًا من سور الجامعة، ينشط فيه تجار ومروجي المخدرات والمتعاطين وكل أطياف البشر. وقال "لا يتبع هذا الشريط لسلطة الصندوق القومي لرعاية الطلاب".
بيئة جيدة من أجل التحصيل أكاديمي
في ذات السياق، قال مدير مجمع الزهراء العبيد بخت، إن الصندوق القومي لرعاية الطلاب لا يمانع من تسليم الداخليات لإدارة الجامعة، مشيرًا إلى تكوين لجان فنية من وزارة التعليم العالي تعمل على القضية، وأردف: "يعمل ما يقارب الـ(600) شخص بالهيكل الوظيفي للداخليات، وهم في حاجة لتوفيق أوضاعهم".
تضامنت مجموعة من الكيانات الطلابية مع حراك الطالبات وأشادوا بدورهن في المشهد الطلابي والحقوقي
وكشف عن استيعاب الصندوق لـ(12) ألف طالب، مبينًا أن الاهتمام ينصب في توفير بيئة خدمية مناسبة للطلاب من أجل التحصيل الأكاديمي.
الجدير بالذكر، أن عددًا من الكيانات الطلابية أبدت تضامنها مع حراك طالبات جامعة الخرطوم. وأشادت بدور الطالبات في تصدر المشهد الطلابي والحقوقي وإثراء الحركة الطلابية.
اقرأ/ي أيضًا