03-أغسطس-2024
رئيس منظمة مشاد أحمد عبدالله

رئيس منظمة مشاد أحمد عبدالله

تواجه منظمة مشاد، بقيادة رئيسها أحمد عبدالله، اتهامات متزايدة تتعلق بتباين طرق رصدها لانتهاكات الحرب في السودان، بينما يُشاد بدورها في تقديم الدعم الإنساني، يثار الجدل حول مدى حيادها في رصد الانتهاكات التي يرتكبها كل من الجيش والدعم السريع. 

رئيس "مشاد" لـ"الترا سودان": المنظمة جاءت فكرة تأسيسها من الشباب الذين شردهم النظام السابق بعد خروجهم من الحروب والزنازين إلى دول المهجر

في هذا الحوار مع "الترا سودان"، نناقش مع أحمد عبدالله تفاصيل هذه الاتهامات، نتحقق من صحة الادعاءات حول عدم توازن تقارير المنظمة، ونسعى لفهم كيف تسعى مشاد لتحقيق أهدافها الإنسانية وسط هذه التحديات.

  • في البدء ما هي منظمة "مشاد"؟

منظمة "مشاد" شباب من أجل دارفور، بدأت المنظمة عملها في عام 2020، جاءت فكرة تأسيسها من الشباب الذين شردهم النظام السابق إلى دول المهجر، ورأوا أنه بعد الخروج من الحروب والزنازين إلى الأمان في بلاد الإنسانية، يجب عليهم الدفاع عن أهلهم، فظهرت فكرة المنظمة وانطلقت وتوافد عليها الشباب.

  • متى باشرت المنظمة عملها في السودان؟

منذ انطلاقها في عام 2020، عملت المنظمة على معالجة جذور الأزمة التي تتاجر بها القوى السياسية، بدأت بعمل ورش للنساء والشباب في ولايات دارفور الخمس، بالإضافة إلى ولاية الخرطوم. كان التركيز الأكبر على ولايات دارفور من أجل توعية المجتمع. انطلقت بالتوعية والمصالحات ودعم الصحة، وإنشاء مرافق صحية وتهيئة مصادر للمياه، والتدخل في حالات الطوارئ، خاصة في مشكلات ولاية غرب دارفور. كما كان لمشاد دور فعال في جميع الصراعات التي حدثت قبل اندلاع حرب الخرطوم. وحتى الآن، نفذت مشاد أكثر من (17) مشروعًا في مجال الصرف الصحي ودعم التعليم ومحطات المياه على مستوى ولايات دارفور.

  • ما هو الهدف الذي تسعى "مشاد" لتحقيقه؟

الهدف هو تحقيق تنمية حقيقية بأيدي أهل السودان دون تدخل الأموال التي تدعم وتستعمر البلاد بقرارها.

  • ما هي إنجازاتكم؟

تعتبر "مشاد" أول مؤسسة إنسانية تدخلت في إيواء المتضررين من حرب الـ 15 من نيسان/ أبريل العام الماضي، من الناحية الصحية، والمادية، والقانونية، والنفسية.

  • ما هو موقفكم من الحرب؟ وإلى أي طرف تميل المنظمة؟

موقفنا من الحرب واضح؛ إنها حرب ضد الشعب، ويجب محاسبة كل من شارك في دعمها وساندها، فهذه الحرب أهانت كرامة الشعب السوداني.

  • هناك اتهام بأن المنظمة لم ترصد انتهاكات الجيش بنفس الطريقة التي ترصد بها انتهاكات الدعم السريع. ما ردك؟

نحن ننفي هذا الاتهام، لأن "مشاد" منذ تأسيسها تمنع انضمام أي فرد لديه توجه قبلي أو ديني أو سياسي أو طائفي. نحن أسرة هدفها التنمية والدفاع عن حقوق الإنسان، ولا يمكن لنا دعم أي طرف مهما كان. وبنفس الطريقة التي نوثق بها انتهاكات الدعم السريع، نرصد جميع الانتهاكات للطرفين. هدفنا هو إنصاف القضية السودانية.

  • ما هي الخطط المستقبلية للمنظمة؟

لولا هذه الحرب، لكانت مشاد قد نفذت 60% من خططها الخمسية، بما في ذلك توفير الآليات الزراعية لكل قرية في دارفور، وإنشاء المرافق الصحية في جميع المناطق، وإعادة اللاجئين الموجودين في تشاد، وإعادة ما دمرته الحرب، بالإضافة إلى توفير مصادر المياه، وإجراء تحقيقات حول جميع القضايا السابقة التي ظلم فيها أهل دارفور وجنوب كردفان.

  • هناك اتهام بأن مشاد منظمة سياسية أكثر من كونها منظمة خدمية، ما تعليقك؟

هذا غير صحيح، نحن نعمل في المجالات الصحية، والقانونية، والسلام، والإيواء، والإغاثة، والدفاع عن حقوق الإنسان. ومن المبادرات الإنسانية الرائدة من منظمة "مشاد " هي توفر الأطراف الصناعية لضحايا الحرب السودانية والتي أطلقتها في تموز/يوليو الماضي.

  • أطلقت المنظمة مبادرة بمد ضحايا الحرب ممن فقدوا أطرافهم بأطراف صناعية، ما هي الدوافع الرئيسية لإطلاق هذه المبادرة؟

هذه المبادرة هي جزء من جهود "مشاد" المستمرة لتخفيف معاناة المدنيين في السودان، شريحة الأشخاص المعاقين في البلاد تعد من الشرائح الأكثر تهميشًا، حيث أن الحكومة السودانية لم تهتم بهذه الأمور، مما أدى إلى إطلاق هذه المبادرة من قبل المنظمة لتخفيف الألم عن الشرائح الضعيفة.

أحمد عبدالله لـ"الترا سودان": تساهم المبادرة بشكل كبير في معالجة العامل النفسي لمن فقدوا أطرافهم

  • كيف تساهم هذه المبادرة في تحسين حياة الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم؟

تساهم المبادرة بشكل كبير في معالجة العامل النفسي لمن فقدوا أطرافهم، علمًا بأن كثيرين منهم كانوا قبل الحرب منتجين ومسؤولين عن أسر. حرصنا على عدم تشرد هذه الأسر والعمل على ضمان استمرار الحياة الطبيعية لهم من خلال توفير الأطراف الصناعية التي تمكنهم من التحرك بشكل طبيعي، مما يسهم في استمرارهم في عملية الإنتاج وحماية أسرهم من التسول.

  • من هي الفئات المستهدفة بهذه المبادرة، وكيف سيتم اختيار المستفيدين؟ 

تشمل المبادرة جميع أهل السودان: الأطفال، النساء، والرجال، مع تركيز كبير على الأطفال الذين يرغبون في العيش والتعلم، رغم فقدانهم أطرافهم نتيجة لهذه الكارثة الإنسانية.

  • كيف تمول المبادرة، وهل هناك شركاء أو داعمين رئيسيين؟

تمويلنا ذاتي، نعتمد على أنفسنا ولا ننتظر تمويل الآخرين، منذ انطلاق النشاط، تعهد شباب السودان بإنشاء مؤسسة تعتمد على نفسها ماليًا وفي قراراتها. هناك بعض الشركاء الدوليين الذين رحبوا بالمبادرة، لكننا نعتمد بشكل رئيسي على التمويل الذي نجمعه من اشتراكاتنا ومساهمات المتبرعين الخيرين.

  • ما هي أنواع الأطراف الصناعية التي سيتم توفيرها، وهل هناك تقنيات محددة سيتم استخدامها؟

الأطراف الصناعية التي سيتم توفيرها تشمل الأطراف الحديثة التي تمتلك حاسة الحركة بشكل طبيعي، نحن نتواصل مع شركة متخصصة في تصنيع هذه الأطراف لضمان أن يعيش الشخص المستفيد حياة طبيعية دون أن يشعر بنقص.

  • كيف ستتم عملية توفير الأطراف الصناعية، وهل سيتم تقديم تدريب للمستفيدين على استخدامها؟

منذ انطلاق المبادرة، بدأنا في مركز إدارة الصحة بـ"مشاد" بالتعاون مع الأطباء لتحديد المقاسات لجميع المتضررين، سيتم إرسال هذه القياسات إلى إدارة الصحة بـ"مشاد" في باريس لتصنيع الأطراف. الشركة الملتزمة ستأتي إلى السودان لتدريب الكوادر الصحية على كيفية تركيب الأطراف وكيفية تأقلم المواطن معها. الأطراف تأتي بضمان (25) عامًا، ونعمل على إنشاء ورش لإصلاح وصيانة الأطراف في المستقبل في كل ولاية.

هل هناك برامج دعم نفسي واجتماعي مصاحبة لهذه المبادرة؟

بالطبع، كل شخص يستلم طرف صناعي سيحصل على دعم نفسي كامل وتأهيل.  ومركز "مشاد" لدعم المواطن سيوفر لهم مشاريع تساعدهم، وبالنسبة للأطفال، سنعمل على تهيئة ظروف تعليم مريحة لهم.

  • ما هي الخطط المستقبلية لتوسيع نطاق المبادرة؟

نعمل على تطوير ورش في كل ولاية لإصلاح وصيانة الأطراف الصناعية وتوسيع نطاق تقديم الدعم للمدنيين المتضررين.

نحتاج من المجتمع المحلي التواصل مع المتضررين والمساهمة في مواعيد أخذ المقاسات

  • كيف يمكن للمجتمع المحلي أو الأفراد المساهمة في هذه المبادرة؟

نحتاج من المجتمع المحلي التواصل مع المتضررين والمساهمة في مواعيد أخذ المقاسات وتنفيذ الإرشادات التي نقدمها، لتشكيل فريق عمل جماعي متكامل.

  • ما هي التحديات التي تتوقعها في تنفيذ هذه المبادرة، وكيف تخطط للتغلب عليها؟

التحديات تشمل الوصول إلى جميع المتضررين، خاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها شبكات اتصال أو أطباء، نعمل على عدم إقصاء أحد وضمان العدالة في استجابة المبادرة، التحديات الفنية تشمل إجراء المقاسات في أماكن تواجد المتضررين، لذا نواجه صعوبة في نقلهم إلى مراكز أخرى.