أثار بيان للجيش السوداني أكد فيه اعتقال عضوين من لجان المقاومة، ردود فعل غاضبة وسط اللجان، بجانب أجسام شبابية ومهنية تنشط في تقديم الخدمات في المدن المنكوبة بالحرب في السودان.
قال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحةإنهم ألقوا "القبض على عربة إسعاف مسروقة من أحد المستشفيات يقودها اثنان من لجان المقاومة متعاونون مع المتمردين"
وكان مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة قد كشف في بيان له مساء أمس، أنهم ألقوا "القبض على عربة إسعاف مسروقة من أحد المستشفيات يقودها اثنان من لجان المقاومة متعاونون مع المتمردين" - بحسب تعبيره، دون أن يكشف المزيد عن ملابسات الحادثة.
وقالت غرفة طوارئ بحري التي أنشئت عقب اندلاع الاشتباكات في الخرطوم لتقديم وتسهيل الخدمات للسكان العالقين، إن قوات الجيش السوداني اعتقلت اثنين من شباب الغرفة، وذلك "أثناء تقديم واجب إنساني ومحاولاتهم العظيمة في مساعدة المواطنين والتعاون مع الكوادر الصحية العاملة بمستشفى حاج الصافي, وفي غياب سائق سيارة إسعاف أو وسيلة ترحيل أخرى"، وأشارت إلى أن الجيش اتهم المعتقلين بـ"دعمهم للدعم السريع" - بحسب بيان اطلع عليه "الترا سودان".
وأدانت غرفة طوارئ بحري اعتقال الشابين، وأعلنت عبر بيانها أنهم "ليس لهم إي صلة بالدعم السريع"، واصفة المعتقلين بأنهم "من خيرة أبناء بحري، قدموا أنفسهم في ظل الأوضاع الإنسانية الحرجة" - حد قول البيان.
وطالب البيان بإطلاق سراح المعتقلين "فورًا"، وفتح مسارات آمنة لنقل الجرحى والمصابين، بجانب الابتعاد عن المؤسسات الصحية والمستشفيات.
ووصف بيان لقوات الدعم السريع، اتهام عناصر لجان المقاومة بالتعاون معها، بأنه استمرار "في حملة الأكاذيب والتضليل"، في نفي لتعاون الشابين المعتقلين معها.
من جانبها وصفت لجان المقاومة بمدينة بحري في بيان لها على خلفية اعتقال الشابين، ما ورد في بيان القوات المسلحة، بأنه "تدليس ونفاق"، كما أشارت إلى أن ما صدر لاحقًا في بيان قوات الدعم السريع أيضًا "يعتبر أداة يزج بها من أجل إضرام المزيد من النار في هذه الحرب" - وفق وصفه.
وحمّلت اللجان القوات المسلحة مسؤولية سلامة وأمن رفاقهم في لجان أحياء بحري، وطالبت بإطلاق سراحهم فورًا والاعتذار ببيان عن الاتهامات الموجهة لهم.
وفي السياق، أكدت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، تعرض الشابين للاعتقال في السادس من أيار/مايو الجاري، وذلك "أثناء تعاونهم مع الكوادر الصحية بمستشفى حاج الصافي وقيادتهم لعربات الإسعاف نسبة لعدم توفر سائق"، مشدد. على أن العربة "ليست مسروقة"، قائلة إنها تتبع لمستشفى أحمد قاسم، وكانت تعمل على إخلاء مستشفى حاج الصافي، وقامت بإخراج الكادر الطبي. وأن من كانوا على متنها شباب متطوعون من لجان المقاومة الذين يعملون في غرفة الطوارئ - وفق بيان اطلع عليه "الترا سودان"، حيث طالب بإطلاق سراح المعتقلين على الفور.
وزادت بالقول: "إن المحاولات المستمرة من طرفي النزاع للزج بالقوى والتنظيمات المدنية في هذا الصراع المسلح هي محاولات تؤدي للتضييق على الأنشطة المدنية المتفانية في خدمة المرضى". وطالبت كلًا من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، بالبعد عن استهداف المدنيين "سواء بالاعتقالات أو بالتخوين أو استخدامهم كأداة من أدوات المزايدة فيما بينهم".
صفحة القوات المسلحة نشرت عقب موجة ردود الفعل التي تسبب بها البيان، مقطع فيديو من اعتصام القيادة العامة يهتف فيه المعتصمون: "قوات مسلحة بس والدعم يسقط بس"، وقالت إن قوى الثورة "الحقيقية" و"شباب السودان الوطنيين"، كانوا هم السند الحقيقي للقوات المسلحة منذ بداية الثورة.
وشكل ناشطون في العاصمة الخرطوم وغيرها من الولايات، غرف طوارئ لتقديم الخدمات ونشر احتياجات المناطق التي تشهد اشتباكات والمناطق التي تستضيف النازحين من الحرب، حيث تعمل هذه الغرف على تنسيق العمل الإنساني والخدمي في ظل غياب لمؤسسات الدولة وخروج العديد من المستشفيات عن العمل نتيجة للاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.