خصص شهر تشرين الأول/أكتوبر، والذي يطلق عليه فاعلون صحيون واجتماعيون سنويًا اسم "أكتوبر الوردي"، للتوعية بسرطان الثدي في بلدان العالم كافة، بينما تعمل منظمات صحية رسمية وتطوعية في هذا التوقيت، على تكثيف الحملات التوعوية، وتقديم الدعم اللازم حول المرض والكشف المبكر تجنبًا له، وعلاجه، فضلًا عن تزويد المصابين به بالرعاية المخففة لوطأته.
تُصاب قُرابة امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة بسرطان الثدي في حياتهن. بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية
ويعد سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا مع أكثر من 2.2 مليون حالة في عام 2020.وتُصاب قُرابة امرأة واحدة من بين كل 12 امرأة بسرطان الثدي في حياتهن. سرطان الثدي هو السبب الأول للوفيات الناجمة عن السرطان في أوساط النساء، وقد توفيت بسببه 685000 امرأة تقريبًا في عام 2020.
اقرأ/ي أيضًا: "الديسمبريون".. طريق ثالث لإعادة الأمل في الثورة السودانية
ورغم إمكانية تعرض الرجال والنساء لمخاطر الإصابة بسرطان الثدي، إلا إن الدراسات أثبتت أن (الإناث) أقوى عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي، حيث لا تتجاوز نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين الرجال 0.5-1٪. بينما تمر مراحل علاج سرطان الثدي لدى الرجال بذات خطوات التدبير العلاجي لدى النساء.
فوارق كبيرة
ووفقًا، لمنظمة الصحة العالمية، هناك فوارق كبيرة بين البلدان المرتفعة الدخل والبلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل، حيث يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة بعد الإصابة بسرطان الثدي 5 سنوات 90% في البلدان المرتفعة الدخل، في حين لا تتعدى نسبته 66% في الهند و40% في جنوب أفريقيا. وتحدث معظم حالات الإصابة بسرطان الثدي والوفيات الناجمة عنه في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.
يشهد مجال علاج سرطان الثدي تقدمًا كبيرًا منذ عام 1980 بنسبة انخفاض 40% في معدل الإصابات حتى العام 2020.
ويشهد مجال علاج سرطان الثدي تقدمًا كبيرًا منذ عام 1980؛ إذ انخفض معدّل الوفيات الموحّد حسب السن من جراء سرطان الثدي بنسبة 40٪ بين الثمانينات وعام 2020 في البلدان المرتفعة الدخل. وما زال يُنتظر تحقيق تحسّن مماثل في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.
وانخفضت معدلات الوفيات الموحدة حسب السن جراء سرطان الثدي بنسبة 40٪ بين الثمانينات وعام 2020 في البلدان المرتفعة الدخل. وتمكنت البلدان التي نجحت في الحد من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي من تحقيق خفض سنوي في هذه الوفيات بنسبة 2-4% سنويًا.
وتوقعت دراسة لمنظمة الصحة العالمية، تجنب العالم 2.5 مليون حالة وفاة بسبب سرطان الثدي بين عامي 2020 و 2040، إذا سُجل انخفاض سنوي في معدل الوفيات بسرطان الثدي بنسبة 2.5% في جميع أنحاء العالم.
|دراسة لمنظمة الصحة العالمية: ارتفاع معدلات تجاوز سرطان الثدي ترتبط بالجمع بين الكشف المبكر والعلاج الفعال للمرض|
وكشفت الدراسة، أن تحقيق أفضل معدلات لتجاوز سرطان الثدي ترتبط بالجمع بين الكشف المبكر ثم العلاج الفعال باستخدام مزيج من الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاجات الطبية، مؤكدة على أهمية الجمع بين التوعية العامة وتثقيف العاملين الصحيين بشأن علامات سرطان الثدي المبكر وأعراضه بحيث تُحال النساء إلى خدمات التشخيص عند الاقتضاء.
وتابعت الدراسة، أن أفضل نتائج لتجاوز "سرطان الثدي" مرتبطة بـ التشخيص السريع والعلاج الفعال من المرض في آن واحد ما يتطلب مستويات معينة من رعاية السرطان المتخصصة، التي يمكن توافرها من خلال إنشاء خدمات مركزية بواسطة مرافق أو مشافي للسرطان، وزادت: "باستخدام سرطان الثدي نموذجاً، يمكن بلوغ مستوى أمثل من علاج سرطان الثدي بموازاة تحسين التدبير العلاجي أنواع السرطان الأخرى".
سبع نصائح للتقليل من خطر الإصابة
وأشارت دراسة المنظمة، والتي تعتبر إحدى أبرز وكالات الأمم المتحدة متخصصة في مجال الصحة، إلى سبعة خيارات السلوكية وتدخلات من شأنها التقليل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهي: "الرضاعة الطبيعية"، "التحكم في الوزن"، "الحد من تعاطي الكحول على نحو ضار"، "تجنب التعرض لدخان التبغ"، "تفادي استخدام الهرمونات لفترة مطولة" و" تجنب التعرض المفرط للإشعاع".
يدفع تعزيز التثقيف في مجال الصحة العامة لتعزيز الوعي بين النساء وأسرهن بعلامات المرض وأعراضه وتفهم أهمية الكشف المبكر عنه وعلاجه
ويعمل تعزيز التثقيف في مجال الصحة العامة لتعزيز الوعي بين النساء وأسرهن بشأن علامات سرطان الثدي وأعراضه، وفهم أهمية الكشف المبكر والعلاج، على إقبال المزيد من النساء حول العالم إلى مشورة الأخصائيين الطبيين عند الاشتباه بدايةً في إصابتهن بسرطان الثدي وقبل بلوغ أي سرطان مرحلة متقدمة. ويمكن تحقيق ذلك حتى في غياب الفحص بتصوير الثدي الذي قد لا يكون متوفرًا عمليًا في السودان في الوقت الحاضر.
اقرأ/ي أيضًا