26-أغسطس-2024
القصف على مستشفى الشرطة بالفاشر

القصف على مستشفى الشرطة بالفاشر (فيسبوك)

كشف مدير وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، عن استهداف الدعم السريع لمستشفى الشرطة بمدينة الفاشر بعدد من القذائف، مما أدى إلى إصابات بين الكوادر الطبية والعاملين.

وصف مسؤول بوزارة الصحة القصف المدفعي على المرافق الصحية بأنه استهداف مُمنهج

تسبب القصف المدفعي لمستشفى الشرطة بالفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في تدمير مبنى بالكامل داخله، إلى جانب انهيار السقف العلوي، كما طالت عمليات القصف مباني مجاورة للمستشفى.

وقال مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، لـ"الترا سودان" إن إطلاق القذائف على المستشفيات العاملة في الفاشر بمثابة استهداف ممنهج من الدعم السريع. وأشار إلى أن مدينة الفاشر تشهد اليوم الإثنين تحليق مسيرات، وهي عمليات تهدد حياة المدنيين.

بينما أكد الصحفي معمر إبراهيم لـ"الترا سودان" وقوع قذائف على مستشفى الشرطة بالفاشر صباح اليوم، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، مؤكدًا أن القصف المدفعي طال مبنى رئاسة شركة الولاية قرب المستشفى.

وقال إن مسيرات محملة بالقنابل حلقت اليوم الإثنين في ذات المنطقة التي شهدت القصف المدفعي، بينما ردت المضادات الأرضية عليها، وهناك صعوبة في رصدها بسبب السحب التي تحجب الرؤية.

وكانت مسيرة، قالت لجان مقاومة الفاشر، إن الدعم السريع أطلقتها قرب مسجد صغير قبل شهرين، قد أودت بحياة ثمانية أطفال من عائلة واحدة. ويقول الناشطون الحقوقيون إن المجزرة لم تواجه بالإدانة الكافية التي تردع هذه القوات وتجعلها تتوقف عن استهداف المدنيين.

كما قُتل ثمانية متطوعين في غرف الطوارئ بسبب سقوط قذيفة أطلقتها قوات الدعم السريع على الأحياء الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة والقوات المشتركة في الفاشر خلال حزيران/يونيو الماضي.

وخسرت قوات الدعم السريع معركة هي الأكبر من نوعها في الفاشر قبل أسبوعين، وكانت تستهدف السيطرة الكلية على المدينة الوحيدة الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة في إقليم دارفور من جملة أربع مدن تحت سيطرتها.

فيما اتهمت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر الدعم السريع بقصف مستشفى الشرطة في الفاشر، وهو من المراكز الصحية القليلة التي تقدم الخدمات الطبية للآلاف من سكان المدينة.

القصف الذي طال مستشفى الشرطة في الفاشر يضع الخدمات الصحية على المحك في المدينة، التي تشهد عمليات قصف مدفعي بين الحين والآخر، وبشكل شبه يومي في بعض الأحيان.

وكان اقتحام قوات الدعم السريع للمستشفى الجنوبي في الفاشر قبل شهرين قد وضعه خارج نطاق الخدمة الصحية حتى اليوم، جراء التلف الذي لحق المرفق وفقدان الأجهزة وسيارة الإسعاف وأموال نقدية.

وذكرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، اليوم الإثنين، أن قوات الدعم السريع قصفت مستشفى الشرطة، وتثبت هذه القوات يوميًا أنها مدخل لـ"الارتزاق والتدخل الخارجي".

ودمر القصف المدفعي غالبية مستشفيات الفاشر، ولا يزال المستشفى العام والرئيسي خارج الخدمة منذ عملية اقتحامه بواسطة قوات الدعم السريع قبل شهرين.

ولا يزال المستشفى السعودي يوفر الرعاية الصحية والطبية للآلاف من مواطني الفاشر، ورغم ذلك لم ينجُ من القذائف الصاروخية الشهر الماضي، واضطرت إدارة المستشفى إلى حفر خنادق لحماية الكوادر العاملة.

وفي تصريح سابق، لم يستبعد المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور تحويل الخنادق قرب المستشفيات إلى غرف عمليات جراحية للحالات الطارئة، مشيرًا إلى أن القصف المدفعي أدى إلى مقتل أكثر من (300) شخص وإصابة نحو (2500) شخص خلال الشهرين الماضيين.

ورغم الأوضاع الهادئة في اليومين الماضيين، إلا أن عودة القصف المدفعي يحمل مؤشرات على جولة جديدة من المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع، خاصة في جبهات القتال المتعددة في أنحاء البلاد، بالتزامن مع تعثر مفاوضات جنيف للوصول إلى وقف العدائيات تلتي قاطعتها القوات المسلحة، بعد أن اشترطت تنفيذ اتفاقات سابقة وقعتها مع الدعم السريع في منبر جدة.