دعا الحزب الشيوعي السوداني إلى ضرورة تواصل الحراك اللاحق لمليونية الـ30 من حزيران/ يونيو وصولًا إلى ذروته بالإضراب والعصيان المدني.
وجدّد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني صدقي كبلو، في تصريح لـ"الترا سودان" تمسكهم بإسقاط الانقلاب، داعيًا إلى وجوب إكمال تكوين "المركز الموحّد لقوى الثورة" وإحلال قيادة واضحة من قوى الثورة المعروفة، تمهيدًا لـ"نقل السلطة بسلاسة إلى المدنيين".
صدقي كبلو: البرنامج الأساسي المتوافق عليه هو الميثاق الثوري للجان المقاومة والمواثيق الأخرى المتسقة معه
وأشار كبلو إلى ضرورة "ضمان عدم تكرار أخطاء الماضي" قبل الشروع في استكمال التحول عن طريق تكوين المجلس التشريعي ومن ثم اختيار الحكومة بناءً عليه، مضيفًا أن الانقلاب أثبت إمكانية إدارة البلاد بالخدمة المدنية وأنه منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وحتى الآن لم يقُم عبدالفتاح البرهان بتعيين حكومة.
وحدة قوى الثورة ومواثيقها
وأضاف كبلو: "البرنامج الأساسي المتوافق عليه هو الميثاق الثوري للجان المقاومة وجميع المواثيق الأخرى الصادرة من تجمع المهنيين والأجسام النقابية الأخرى المتسقة معه"، وتابع قائلًا: "نحن الآن ننتظر التوافق الأخير لشكل الميثاق".
وأفاد كبلو بأن مهام الحكومة القادمة لاستكمال الانتقال تكمن في إقامة مؤتمر دستوري ووضع برنامج منفصل يضمن مرور الفترة الانتقالية بسلام إلى جانب صناعة دستور دائم للاستناد إليه والتحضير للانتخابات وفق ما يتم التوافق عليه في المؤتمر الدستوري، منوّهًا بأهمية المؤتمر الدستوري، ومشيرًا إلى أن السودان لم يعقده منذ الاستقلال وأن الغرض منه هو جمع شمل السودانيين وعقد مشاورات واسعة لبناء قاعدة تضمن حق الجميع في دستور البلاد.
سيناريوهات التغيير
وعقب التظاهرة الكبرى التي قادتها لجان المقاومة في 30 حزيران/ يونيو الخميس الماضي، وواجهتها القوات الأمنية بعنفٍ مميت خلّف تسعة شهداء وعددًا كبيرًا من الجرحى والمصابين، واعتقلت عشرات المحتجين/ات، يتساءل الكثيرون عن مستقبل التغيير وفق الرؤى المختلفة التي يطرحها الفاعلون السياسيون، من لجان المقاومة وتجمع المهنيين السودانيين، فضلًا عن قوى الحرية والتغيير التي كشفت تقارير صحافية عن بلوغ تفاهماتها مع المكون العسكري (80%) من النقاط المشتركة، فإلي أيّ من السيناريوهات ستتجه الأوضاع في السودان؟
وصف تجمع المهنيين السودانيين ما جرى في الـ30 من حزيران/ يونيو بـ"المجزرة". وقال بيانٌ للتجمع اطلع عليه "الترا سودان": "القاتل مُمثلًا في اللجنة الأمنية وأدواتها المنفذة مطمئنون إلى الإفلات من العقاب في ظل وجود قوى مدنية تمثلها الحرية والتغيير المجلس المركزي"، مشيرًا إلى أن هذه القوى ما زالت تمنح اللجنة الضوء الأخضر للاستمرار في القتل بدعاوى الحوار السياسي والتفاوض – طبقًا لتعبير البيان.
وانتقد بيان التجمع عدم انحياز المجلس المركزي للشارع ومطالبه بإلغاء "كل خطوات التفاوض مع العسكر"، مذكّرًا بأن هذا الموقف سبقته مواقف شبيهة بعد مجزرة فض الاعتصام وتواصلت في الفترة الانتقالية مع شراكة الدم ولن تنتهي بمجزرة 30 حزيران/ يونيو – بحسب البيان. ودعا التجمع من أسماهم "قوى الثورة الحية" من لجان مقاومة وقوى سياسية ومهنية ونقابية إلى الاستمرار في التصعيد الثوري وتنويع أشكال المقاومة المجربة حتى إسقاط الانقلاب.
موقف المجلس المركزي
قال المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) وجدي صالح إنهم مع مطالب الشعب وماضون معه لإسقاط الانقلاب وإقامة سلطة مدنية كاملة وتحقيق العدالة والإنصاف لكل الضحايا. وأضاف صالح في تصريح لـ"الترا سودان" أن على المؤسسة العسكرية أن تنأى عن أيّ عمل سياسي، وتابع مؤكدًا: "لا شراكة مع الانقلابيين أو العسكر".
ودعا صالح إلى عدم الالتفات إلى دعوات وشائعات من وصفهم بـ"الانقلابيين والفلول" لشق صف قوى الثورة. وزاد: "خطينا خطوات نحو مركز التنسيق الموحد لقوى الثورة وسيرى النور قريبًا إن شاء الله، وبه نعجل بإسقاط الانقلاب".
وأوضح بيانٌ لقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) أن "بناء جبهة مدنية موحدة على أساس تنسيقي بين كل قوى الثورة هو واجب الساعة الذي يجب إنجازه من دون تأخير"، وعدّته "شرطًا لازمًا" لهزيمة الانقلاب وتأسيس السلطة المدنية الكاملة. ومضى البيان قائلًا: "سنعمل مع بقية قوى الثورة في خطوات عاجلة وهي مخاطبة جميع القوى المناهضة للانقلاب وطرح رؤية بناء جبهة مدنية موحدة بجانب تكوين مركز تنسيقي ميداني وإعلامي موحد يتولى مهمة التحضير لمواصلة تصعيد العمل الجماهيري والإعداد للعصيان المدني الشامل عقب عيد الأضحى". وتابع البيان: "وإرسال خطابات للفاعلين الرئيسيين في المجتمع الدولي والإقليمي حول تطورات الوضع الراهن بما يشرح مطالب الشعب السوداني"، وزاد: "والاستمرار في التصعيد الثوري السلمي بجميع أشكاله وتصعيد حملات المطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقليين والمعتقلات في كافة أرجاء السودان".
الالتفاف حول لجان المقاومة
وفي السياق نفسه، يقول الرئيس التنفيذي لحركة (بلدنا) جعفر خضر إن النواة التي يجب الالتفاف حولها الآن هي لجان المقاومة، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لتوحيد مواثيق لجان المقاومة والميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، ولافتًا إلا أنه "لم يتبق الكثير لإنجازه". ومضى خضر قائلًا في تصريح لـ"الترا سودان": "التحالف الجديد يُفترض أن تكون ركيزته لجان المقاومة من دون إقصاء القوى السياسية والمدنية والمهنية الأخرى". وتابع: "لا بد من توحيد قوى الثورة حول وثيقة والاستفادة من الأخطاء السابقة والتسريع في إنشاء التحالف حتى يصبح إسقاط الانقلاب قريب المنال".
قيادي بقوى الحرية والتغيير (الوفاق الوطني): مواكب 30 يونيو فاشلة ولا بديل للحوار
الحراك فاشل ولا بديل للحوار
ومن جانبه، وصف رئيس المكتب التنفيذي للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية والقيادي بقوى الحرية والتغيير (التوافق الوطني) علي خليفة عسكوري مواكب الـ30 من حزيران/ يونيو بـ"الفاشلة"، قائلًا إنه "لا بديل للحوار".
ومضى عسكوري قائلًا في تصريح لـ"الترا سودان": "المخرج الوحيد من الأزمة الحالية هو استمرار الحوار ووقف إقصاء الجهات الأخرى الفاعلة في الثورة"، مضيفًا أن أحزاب الحرية والتغيير (المجلس المركزي) تؤسس لـ"دكتاتورية جديدة" بفرض إقصاء جهات عديدة وأن رفضهم هو رفض للحوار مع الأحزاب الأخرى وتداول السلطة، وليس رفضًا للجلوس مع العسكر كما يزعمون – على حد قوله. وقال عسكوري إن العنف الأكبر تم بعد في فض الاعتصام ودخلت الحرية والتغيير في التفاوض بعده واقتسمت السُلطة مع العسكر، لافتًا إلى أن موقفها الحالي يشير إلى "تناقض ولا مبدئية الائتلاف".
التظاهر مستمر وسننتصر
وصف الناشط السياسي مؤمن أحمد عباس ما حدث في 30 حزيران/ يونيو بـ"الانتخابات الصامتة"، مضيفًا في تصريح لـ"الترا سودان" أن أعداد المتظاهرين تؤكد رفض البلاد للانقلاب.
ومضى عباس قائلًا إن مشاركة المتظاهرين بالملايين في مدن العاصمة الثلاث التي شبهها بـ"السيول البشرية" مؤشر لسقوط الانقلاب وانتصار حركة الجماهيرية. وتابع: "سنواصل التصعيد والسعي لانتزاع حقوقنا وإسقاط الانقلاب"، مشيرًا إلى أن "الثورة مستمرة وحقوق الشهداء لم تسترد".
ناشط سياسي: من دلالات تباين التمثيل العمري للمشاركين في الحراك أن الرفض القاطع للانقلاب من كل السودانيين لا الشباب فقط
وأفاد عباس بأن الأعدد في اعتصام مستشفى الجودة "كبيرة جدًا" وأن تمكن الشباب من تحريك الحاويات وفتح الطريق والقدوم من أمدرمان بأعداد ضخمة "دليلٌ على قوة الحراك"، مضيفًا أن "الاعتصام تصعيد ضخم ومهم ونقلة جديدة للحراك".
وتابع عباس: "التظاهر والأمل بداخلنا مستمر والثورة لا عمر لها وستستمر وتنتصر". وأشار إلى "تباين التمثيل العمري للمشاركين في الحراك"، لافتًا إلى أنه من دلالات الرفض القاطع للانقلاب من كل السودانيين لا الشباب فقط.