30-أغسطس-2024
سيول العبيدية

السيول شمال السودان

شهدت محلية أبو حمد بولاية نهر النيل أمطار غزيرة حتى الساعات الأولى من صباح اليوم للمرة الثالثة خلال هذا الشهر، في ظاهرة نادرة للتغيرات المناخية في أغنى ولاية سودانية بإنتاج الذهب شمال البلاد.

لن يتمكن غالبية المواطنين شمال البلاد من العودة إلى وضعهم قبل الفيضانات بترميم المنازل والطرق لأنهم لا يحصلون على مساعدات حكومية 

وكانت محلية أبو حمد شهدت مطلع هذا الشهر أمطار غزيرة وفيضانات، وتحولت إلى كارثة إنسانية بانهيار (14) ألف منزلًا ومقتل أكثر من (18) شخصًا وفقدان ستة آخرين.

كما غمرت المياه منطقة العبيدية في ولاية نهر النيل، ولا زالت الأوضاع تشهد المزيد من الكوارث الإنسانية بتسرب المياه إلى المنازل وانهيار العشرات من المباني وفق حديث المواطنين.

وكان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان زار قرية متأثرة بالسيول في محلية مروي أمس الخميس، وتعهد بالعمل على ترميم الطرق وتوفير المساعدات المطلوبة.

كما ضربت الولاية الشمالية عاصفة ترابية أدت إلى حجب الرؤية في الطرقات والشوارع وشملت مدن دنقلا ومروي، وحسب التنبؤات الجوية فإن هذه الأجواء مستمرة يومي الخميس والجمعة.

ذكر عبد القادر من دنقلا لـ"الترا سودان" أن العاصفة الترابية بدأت في الساعة العاشرة من صباح اليوم في جميع أنحاء الولاية الشمالية، وجاءت من الاتجاه الشرقي للولاية متأثرة بالفيضانات والسيول التي ضربت أجزاء واسعة من الشرق.

ولا تزال العاصفة الترابية مستمرة في الولاية الشمالية مع توقعات بالتحول إلى موجة أمطار، وأدت الفيضانات إلى تدمير آلاف المنازل في الولايتين الواقعتين شمال السودان.

ويعيش آلاف النازحين في مراكز الإيواء بمدينة دنقلا في أوضاع إنسانية بالغة السوء، وفق إفادات المتطوعين في غرف الطوارئ، ولا يحصلون على وجبات منتظمة مع مساعي لتوفير المطابخ الجماعية والتي بدأت بالفعل في بعض مراكز الإيواء.

ودمرت السيول أيضًا الطرق الرابطة بين دنقلا ووادي حلفا، كما وعزلت غالبية مدن وقرى ولايتي نهر النيل والشمالية عن التواصل البري، مع صعوبة صيانتها في ظل عجز السلطات المحلية.

وتعد ولايتي نهر النيل والشمالية من المناطق الغنية بإنتاج الذهب، لكن الإيرادات لا تنعكس على البنية التحتية واقتصاد المجتمعات لسوء الإدارة الحكومية وفق إفادات الناشطين في هذه المناطق.

يرجح الناشطون اندلاع احتجاجات شعبية للسكان المحليين جراء كارثة السيول والفيضانات التي تؤثر على الإنتاج

ويرجح الناشطون اندلاع احتجاجات شعبية للسكان المحليين جراء كارثة السيول والفيضانات التي تؤثر على الإنتاج، وشعورهم بغياب الدولة عن تقديم يد العون في مناطق ترفد الخزانة العامة بمئات الملايين من الدولارات سنويًا من صادرات الذهب.

وسارعت بعض الشركات العاملة في تنقيب الذهب إلى تقديم مساعدات لبعض القرى المنكوبة، لكن السكان يقولون إنها عمليات عون غير ممنهجة وطابعها الدعاية.

يعتقد محمد حمزة الناشط في إحدى قرى محلية دلقو بالولاية الشمالية في حديث لـ"الترا سودان"، إن الفيضانات والأمطار أعادت المجتمعات شمال البلاد إلى خانة الفقر المدقع، لأنهم فقدوا المحاصيل وتهاوت المنازل و سيضطرون إلى إعادة تشييدها، ربما يعتمد البعض على تحويلات الأبناء من خارج البلاد لكن الغالبية لا يمكنهم العودة إلى ما كانوا عليه قبل الفيضانات والكارثة الإنسانية.

ويرى حمزة أن ما حدث هذا العام سيكون هو المناخ السائد لسنوات قادمة شمال البلاد، والمطلوب أن يتجه السكان إلى أنماط سكن لديها القدرة على الصمود في وجه الأعاصير والعواصف والأمطار والسيول، وهذا يكون بالاهتمام الحكومي  من أعلى المستويات، ومساعدة السكان على تحسين اقتصاد المجتمعات بالزراعة والإنتاج وضمان نصيبهم في الذهب المنتج في الإقليم والعمل على تبني مشاريع محفزة.