17-أكتوبر-2024
سجين

(تعبيرية)

عادت قضية المحتجزين المصريين لدى قوات الدعم السريع إلى الواجهة عقب اتهامات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي" للجيش المصري باالمشاركة في المعارك الدائرة بالسودان إلى جانب القوات المسلحة السودانية. حميدتي كان قد خرج في العاشر من الشهر الجاري في مقطع فيديو مصور قائلًا إن الطيران الحربي المصري قد قصف قواته في منطقة جبل موية، وأن النظام في مصر يزود الجيش السوداني بالقنابل الثقيلة والطيران، كما اتهم سلاح الجو التابع للجيش المصري بقصف قواته في كرري بالعاصمة الخرطوم في الساعات الأولى للحرب السودانية.

المصريون الذين احتجزتهم قوات الدعم السريع أعمارهم تتراوح بين (35) و(40) عامًا

ومع بداية الحرب السودانية في نيسان/أبريل من العام الماضي، كانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مطار مروي في شمال السودان، وبثت مقاطع فيديو لاحتجازها طيارين حربيين مصريين ضمن القوة المصرية التي كانت تشارك في تدريبات مع الجيش السوداني. لاحقًا سلمت قوات الدعم السريع هؤلاء الطيارين للحكومة المصرية.

بعدها بشهرين، أي في حزيران/يونيو 2023، قالت وسائل إعلام مصرية إن قوات الدعم السريع احتجزت سبعة مواطنين مصريين من منزلهم في منطقة اللاماب بمدينة الخرطوم، حيث ظلوا هناك تحت الاشتباكات لحماية تجارتهم وممتلكاتهم، بحسب ما نقل موقع مصراوي وقتها.

المصريون الذين احتجزتهم قوات الدعم السريع أعمارهم تتراوح بين (35) و(40) عامًا، وهم من محافظة الفيوم التي تقع في إقليم شمال الصعيد بمصر. عمل المصريون المتحتجزون في تجارة الأواني المنزلية بالسودان قبل اعتقالهم في 18 حزيران/يونيو 2023.

يروي زملاؤهم الذين نجوا من الاختطاف لتواجدهم خارج المنزل وقت الحادثة، أنهم وجدوا المكان مبعثرًا بالكامل، وأن رفاقهم تعرضوا للنهب والاختطاف على يد قوة من الدعم السريع اقتحمت المنزل. تواصل الناجون مع أهالي المختطفين وأبلغوهم بما حدث لأبنائهم.

وقتها، تواصلت عائلاتهم مع مسؤولي السفارة المصرية في السودان ووزارة الخارجية المصرية، ولكن منذ ذلك الوقت يواجهون مصيرًا مجهولًا مع شُح المعلومات عن مكان وظروف احتجازهم.

المختطفون المصريون لدى قوات الدعم السريع هم:

  • أحمد عزيز مصري.
  • أحمد فرج توفيق علام.
  • عماد محمد معوض حسين.
  • عبد القادر عماد محمد معوض حسين.
  • عبد العزيز علي طه.
  • محمد شعبان علي.
  • محمد عبد القادر عجمي.
  • ماجد محمد معوض حسين.

قضية المصريين المحتجزين لدى قوات الدعم السريع برزت إلى الواجهة مع حديث قائد قوات الدعم السريع الأخير بشأن التدخل المصري في الحرب السودانية، لا سيما عقب تصريحات مستشار قائد قوات الدعم الدعم السريع عمران عبدالله حسن عن تواجد مواطنين مصريين في قبضة قوات الدعم السريع، كما تحدث بيان للناطق الرسمي باسم هذه القوات شبه العسكرية عن ضبطهم لمن وصفهم بـ"مرتزقة مصريين"، قائلًا إنهم شاركوا إلى جانب الجيش في الحرب الحالية. مضى البيان بالقول: "هم أسرى الآن لدى قواتنا".

برنامج آخر كلام للإعلامي المصري أسامة جاويش، كشف في حلقة حديثة تفاصيل حول المصريين المحتجزين لدى قوات الدعم السريع، مؤكدًا استمرار تواجدهم في قبضة هذه القوات طوال الفترة الماضية، مع عدم صدور أي تحركات معلومة من السلطات المصرية تجاه قضيتهم.

جاويش بث مجموعة من الصور الحديثة للمصريين المحتجزين لدى قوات الدعم السريع، قائلًا إن أهالي المختطفين استغاثوا بالخارجية المصرية عدة مرات، ولكن القضية لم تجد الاهتمام الكافي ولم تُحل حتى الآن. شقيق أحد المتجزين قال: "ذهبنا إلى وزارة الخارجية ثلاث مرات ، المرة الأخيرة كانت في العاصمة الإدارية الجديدة ولم نجد ردًا".

يقول التحقيق المصري إن قوات الدعم السريع نقلت المصريين إلى مكان احتجاز جديد في حي الرياض بالعاصمة الخرطوم قبل أربعة أشهر. ويبتز منسوبو الدعم السريع الأهالي بإرسال مقاطع فيديو وصور لأهالي المخفيين قسريًا مطالبين بمبالغ مالية طائلة. نشر التحقيق مجموعة من الرسائل المكتوبة بخط اليد من المحتجزين إلى ذويهم، كان آخرها في آيلول/سبتمبر المنصرم.

ناشدت أم اثنين من المحتجزين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالتدخل لإطلاق سراح ابنيها ورفاقهم من قبضة قوات الدعم السريع

وفي مقابلة مصورة، ناشدت أم اثنين من المخفيين قسريًا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالتدخل الفوري لإطلاق سراح ابنيها ورفاقهم من قبضة قوات الدعم السريع. رددت السيدة المصرية الدعوات بإطلاق سراح المحتجزين منذ (16) شهرًا.

الخارجية المصرية كانت قد ردت على خطاب محمد حمدان دقلو فور انتهاء بثه، نافية في بيان وصفت فيه قوات الدعم السريع بـ"المليشيا"، المشاركة في المعارك الدائرة بالسودان، قائلة "إن هذه الادعاءات تأتي في وقت تكثف فيه مصر جهودها لوقف الحرب في السودان وحماية المدنيين، بالإضافة إلى تعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من النزاع في السودان"، بحسب ما ورد في البيان.

ولكن السلطات المصرية لم تعلق على احتجاز مصريين وصفتهم قوات الدعم السريع بـ"المرتزقة" في بيانها، ولم تبدر منها أي ردة فعل تجاه بيان الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع الذي صدر عقب حديث حميدتي المصور، كما لم تعلق أي من الجهات على تصريحات مستشار قائد قوات الدعم السريع عمران عبدالله.

تحتجز قوات الدعم السريع آلاف المدنيين في معتقلات سرية وسجون معروفة، تحت ظروف إنسانية بالغة التعقيد

بحسب التقارير، تخفي قوات الدعم السريع آلاف المدنيين قسريًا في معتقلات سرية وسجون معروفة، تحت ظروف إنسانية بالغة التعقيد. تقول تقارير لمراصد محلية وصحف عالمية إن بعض المعتقلين يموتون من الجوع والأمراض في هذه المراكز المتكدسة التي تفتقر لأبسط المقومات.

وفي تموز/يوليو من العام الماضي، أكدت منظمات حقوقية سودانية لـ"رويترز" وجود أدلة على احتجاز قوات الدعم السريع أكثر من خمسة آلاف شخص في العاصمة الخرطوم، حيث يتعرض هؤلاء المحتجزين لظروف غير إنسانية. تنفي قوات الدعم السريع صحة التقارير، مؤكدة أنها تحتجز فقط أسرى حرب وأنهم يتلقون معاملة حسنة.

وبحسب المنظمات الحقوقية، فإن من بين المحتجزين (3500) مدني، بمن فيهم نساء وأجانب، بالإضافة إلى مقاتلين في عدة مواقع بالعاصمة الخرطوم. تقول المنظمات الحقوقية السودانية إنها لديها أدلة حول حالات وفاة نتيجة التعذيب وظروف احتجاز "مهينة وغير إنسانية".