29-سبتمبر-2024
احتفالات السودانيين بتقدم الجيش في الخرطوم

احتفالات السودانيين بتقدم الجيش في معركة العبور

استمرت احتفالات السودانيين في الولايات الواقعة تحت سيطرة الجيش حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، وشملت مدن بورتسودان وكسلا وحلفا الجديدة والقضارف وعطبرة.

امتدت احتفالات السودانيين إلى القاهرة، حيث خرج المئات في شارع رئيسي تراودهم أحلام العودة إلى الديار

كما شهدت القاهرة احتفالات لمئات السودانيين عقب تقدم الجيش في منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري أمس السبت، والتوسع نحو حي شمبات، مع تراجع قوات الدعم السريع بعد مرور (18) شهرًا على انتشارها في هاتين المنطقتين وتدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق.

جرت احتفالات السودانيين في القاهرة بشكل عفوي، حيث تجمع المئات في منطقة فيصل، وهي مناطق تجمع السودانيين في العاصمة المصرية، بعد لجوئهم إلى القاهرة بسبب الحرب في بلدهم. وردد المحتفلون هتافات "شعب واحد جيش واحد"، كما رددوا "النشيد الوطني السوداني" بصورة جماعية وفق مقطع فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان الجيش قد نشر مقطع فيديو لعبور قواته من أم درمان إلى الخرطوم بحري عبر جسر الحلفايا أمس السبت، وانتشر الجيش في الشوارع الرئيسية مع تقدم حذر نحو مناطق شمبات والشعبية.

تنتشر قوات الدعم السريع في المنطقة الواقعة بين الحلفايا وجسر النيل الأزرق جنوب مدينة الخرطوم بحري، ومن المتوقع نشوب معارك عنيفة خلال اليومين القادمين. تعتقد القوات المسلحة أن السيطرة على بحري تعني إيقاف القصف المدفعي من هذه المدينة إلى أحياء أم درمان، والذي استمر لعدة شهور وحصد عشرات الضحايا من المدنيين.

وصل قائد الجيش مساء السبت إلى مناطق العمليات العسكرية في منطقة لم يُعلن عن اسمها لأسباب أمنية، ويُعتقد أنها تقع بين ولايتي نهر النيل والخرطوم بحري. أعلن البرهان استمرار المعارك ضد قوات الدعم السريع وتضييق فرص انتشارها في جميع أنحاء البلاد. جاءت تصريحات البرهان عقب عودته من نيويورك، حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعقد لقاءات مع المبعوث الأميركي ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومستشار الأمن القومي الأميركي.

في مؤتمر صحفي من نيويورك، اتهم البرهان الإمارات العربية المتحدة علنًا بالوقوف وراء تسليح قوات الدعم السريع، داعيًا إلى وقف تدفق السلاح إلى السودان، وذلك بالتزامن مع اهتمام واشنطن بالملف السوداني ووضعه ضمن القوائم الرئيسية.

من الناحية الإنسانية، تعرضت مناطق الحلفايا وشمبات في الخرطوم بحري لتدهور غير مسبوق، جراء انتشار الجوع بين المواطنين وانعدام الدواء، وتفشي الملاريا والحميات. كما توقفت المرافق العامة مثل المستشفيات ومحطات الكهرباء والمياه والاتصالات قرابة عام ونصف.

يقول الجيش إنه سيحاول استعادة الحياة العامة سريعًا في منطقة الحلفايا بتأمين محيطها والتوسع إلى الأحياء المجاورة في الخرطوم بحري الواقعة شمال العاصمة، مع تقدم القوات المسلحة والمتطوعين أقصى شمال المدينة للسيطرة على مصفاة الجيلي للنفط.

في الاحتفالات التي عمت أرجاء بعض المدن الواقعة تحت سيطرة الجيش وخارج الحدود في العاصمة المصرية، يعبر مئات الآلاف من السودانيين عن أحلامهم بالعودة إلى الديار.

أدت الحرب إلى نزوح غير مسبوق بين دول الإقليم، حيث وصل قرابة ثلاثة ملايين شخص إلى دول الجوار، ونزح نحو عشرة ملايين شخص داخليًا في المدن الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحة.

نشرت حسابات موالية لقوات الدعم السريع على منصة "إكس" مقطع فيديو قالت فيه إنها ألحقت خسائر فادحة بالقوات المسلحة

أما قوات الدعم السريع، فقد ردت على إعلان الجيش التقدم نحو منطقة الحلفايا وعبور الجسر بين أم درمان والخرطوم بحري، مؤكدة أن قواتها لا تزال تسيطر على غالبية مناطق بحري، وتوعدت بالرد الحاسم.

نشرت حسابات موالية لقوات الدعم السريع على منصة "إكس" مقطع فيديو قالت فيه إنها ألحقت خسائر فادحة بالقوات المسلحة، وأشارت إلى أنها قضت على متحرك الجيش في منطقة مصفاة الجيلي شمال الخرطوم بحري مساء السبت.

سيطر الجيش على منطقة حجر العسل بولاية نهر النيل، وهي بلدة متاخمة لمصفاة الجيلي، عقب تراجع قوات الدعم السريع إلى محيط المنشأة النفطية الرئيسية في اليومين الماضيين.

تجري معارك الخرطوم بحري ومصفاة الجيلي ومنطقة حجر العسل ضمن عمليات عسكرية يقودها الجيش على الحدود الشمالية بين ولايتي نهر النيل وولاية الخرطوم. يقول المراقبون العسكريون إن القوات المسلحة حققت تقدمًا كبيرًا في بحري، ولا يزال يتعين عليها التوسع إلى منطقة المصفاة لإحكام الحصار على قوات حميدتي في الخرطوم بحري.