شنّ المستشار السابق بمكتب رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك - الدكتور أمجد فريد هجومًا شديد اللهجة على قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي). وكشف عن تفاصيل التسوية السياسية بين المكون العسكري وقوى الحرية والتغيير.
قال فريد إن طي صفحة الانقلاب لن يحدث بـ"إستراتيجيات الإخفاء والتعمية" ولا بالقبول بمزيد من سيطرة المليشيات على مستقبل السودان
وأوضح فريد في تغريدة على تويتر أن الحرية والتغيير لديها لجنة تواصل "رسمية" من ثلاثة أفراد مكلفة من مجلسها المركزي، لافتًا إلى أنها لم تتوقف عن اللقاء والتفاوض مع العسكر. وبحسب فريد، قطع أحد أفراد لجنة قوى الحرية والتغيير الذي أشار إلى علاقته "الوثيقة" بالدعم السريع المبنية على "التحالف الإثني" الذي قال إن قيادة الحرية والتغيير "تستخدمه وتعلمه جيدًا" - قطع اتفاقًا مع حميدتي يشمل دعم حميدتي لمسودة نقابة المحامين مقابل قبول الحرية والتغيير بمزيد من الاستقلالية لقوات الدعم السريع - وفقًا لفريد.
وأوضح فريد أن التفاوض الذي تجريه لجنة تواصل مكونة من الحرية والتغيير مع العسكر انتقل من الاجتماعات المنفصلة مع البرهان -التي قال إنها ضمت آخرين- انتقلت إلى اجتماعات مشتركة مع البرهان وحميدتي. وتابع فريد: "طلبت قوى الحرية والتغيير من الآلية الرباعية التوسط لتقريب مواقف البرهان وحميدتي للمساعدة في التوصل إلى اتفاق".
وانتقد فريد البيان الذي أصدرته قوى الحرية والتغيير أمس بشأن التطورات السياسية، قائلًا إنه يكشف عن إصرار التحالف على الاستمرار في طريق "التضليل والعبث بما لا يحتمل العبث في حياة شعبنا"، مضيفًا أن الاستمرار في الأكاذيب لن يجدي إلا في خدمة "مصالح ذاتية" - وفقًا لتعبير أمجد فريد.
وواصل فريد تعليقه على مجريات التسوية السياسية، مضيفًا أن التوافق العريض الذي يشمل قوى الثورة (وقوى الانتقال على حد تعبيره) يتطلب "الوضوح مع الناس". وخاطب فريد قادة الحرية والتغيير بقوله: "اخرجوا ما في السر إلى العلن بدلًا من بيانات خاطف اللونين التي تسوقونها".
وقال فريد إن طي صفحة الانقلاب لن يحدث بما أسماها "إستراتيجيات الإخفاء والتعمية" ولا بالقبول بمزيد من "سيطرة المليشيات على مستقبل البلاد"، طمعًا في دعمها للحصول على مزيد من النفوذ الذي يمهدون به لانتخابات ما بعد الفترة الانتقالية - على حد قوله. وجدد فريد دعوته لقادة الحرية والتغيير إلى الخروج للناس ومكاشفتهم -بدلًا عن تضليلهم- لنيل التأييد.
ويرى فريد أن استمرار قوى الحرية والتغيير في الإمساك بالعصا من المنتصف وحديثها عن اتصالات "غير رسمية" واستمرارها في "التفاوض السري" الذي قال إن الجميع يعلمه – يرى استمرارها "غير مفيد" وأضاف أنه لا يوجد سبب للإصرار عليه. ويعتقد فريد بأن السرية تضعف موقف المفاوضين وتنزع عنهم الدعم الجماهيري الذي قال إنه "سلاحهم الوحيد". ويمضي فريد بالقول إن الاستناد إلى التأييد "الأعمى" الذي يمنحه خطاب "التصعيد الشعبوي" سلوك "غير أمين"، محذرًا من أنه سيجعل من المستحيل خلق قاعدة قبول جماهيري لأي اتفاق يُتوصّل إليه سرًا.
أمجد فريد: الاستناد إلى التأييد الأعمى الذي يمنحه خطاب التصعيد الشعبوي سلوك غير أمين
ويؤكد فريد أن الرقابة الجماهيرية هي "أكبر ضامن". ويرى أن الاتفاقات والتفاهمات السرية لن تنتج سوى "مكاسب ذاتية مؤقتة" لمَن يدفعون بهذه العملية في السر - بحسب حديث المستشار السابق بمكتب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.