14-أكتوبر-2024
آثار القصف بالمستشفى السعودي

آثار القصف بالمستشفى السعودي (الصحة الاتحادية)

قال شبكة أطباء السودان إن سبعة أشخاص لقوا حتفهم بينهم طفلتين، وأصيب 14 آخرين جراء قصف الدعم السريع للفاشر مساء الأحد. القصف الذي استهدف الفاشر طال المستشفى السعودي بعاصمة ولاية شمال دارفور، التي تشهد موجة عنف من قبل قوات الدعم السريع التي تصعد انتهاكاتها ضد المدنيين.

أدانت وزارة الصحة الاتحادية بـ"شدة" الانتهاكات المستمرة التي تمارسها "مليشيات الدعم السريع" ضد المدنيين والمؤسسات الصحية في مدينة الفاشر

يأتي هذا التصعيد في ظل الحصار التي تفرضه هذه القوات شبه العسكرية على المدينة منذ نيسان/أبريل 2024، مخلفًا آثارًا مدمرة على مختلف القطاعات، لا سيما القطاع الصحي الذي يعاني من ضعف البنية التحتية وشح الموارد جراء انقطاع الإمدادات.

وأدانت وزارة الصحة الاتحادية بـ"شدة" الانتهاكات المستمرة التي تمارسها "مليشيات الدعم السريع" ضد المدنيين والمؤسسات الصحية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، مؤكدة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للأعراف والقوانين الدولية.

تتواصل الهجمات على المستشفيات والمراكز الصحية، وكان مستشفى السعودي في الفاشر ضمن المناطق المستهدفة بالقصف المدفعي، حيث تعرض لقصف بعدد من القذائف أطلقتها مليشيات الدعم السريع صباح الأحد، 13 تشرين الأول/أكتوبر 2024، مما أسفر عن استشهاد أحد الكوادر الطبية وإصابة آخرين بجروح بالغة. يُعتبر هذا المستشفى الوحيد العامل في المدينة، مما يفاقم الأزمة الصحية في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة، حيث يعتمد آلاف المدنيين على خدماته في ظل تدهور الخدمات الطبية ونقص الأدوية.

وزير الصحة بشمال دارفور إبراهيم عبدالله خاطر قال في تصريحات صحفية إن مليشيا الدعم السريع قصفت المستشفى السعودي بالفاشر بأكثر من 10 قذائف، مؤكدًا استمرار الكوادر الصحية في تقديم كل خدمات الصحة بالمدينة بالرغم من الاستهداف.

كما صرح وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في حكومة إقليم دارفور، بابكر حمدين، أن مليشيات الدعم السريع واصلت قصفها المتعمد للمستشفى السعودي في مدينة الفاشر، رغم القرارات والمناشدات الدولية. وذكر  في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية للأنباء، أن الهجوم الأخير أسفر عن إصابة (15) شخصًا من المرضى والعاملين، ما تسبب في تعطيل الخدمات الصحية. وأكد حمدين أن هذه الانتهاكات طالت المستشفى السعودي ومستشفيات أخرى في المدينة، التي تقدم الرعاية لشرائح هشة من المجتمع كالمسنين والنساء والأطفال، ووصف ذلك بأنه "تجاهل واضح للقانون الدولي".

وأضاف حمدين أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك السريع لمحاسبة هذه المليشيات على استهدافها المتكرر للمستشفيات والمرافق الخدمية، مشددًا على ضرورة توفير الحماية لتلك المؤسسات في الفاشر. كما أشاد بجهود وزارة الصحة في ولاية شمال دارفور، مثمنًا دور الكوادر الطبية التي تواصل تقديم الخدمات الصحية رغم التحديات المستمرة التي تفرضها ظروف الحرب والقصف المتكرر.

الحرب في السودان أثرت بشكل مباشر على القطاع الصحي، خاصة في إقليم دارفور الذي شهد عقودًا من النزاعات. ومع تصاعد العنف في الفاشر، أصبحت المستشفيات هدفًا مباشرًا للمليشيات، ما يضع المدنيين والعاملين في المجال الطبي في دائرة الخطر. وزارة الصحة الاتحادية أشادت بالجهود البطولية التي تبذلها الكوادر الطبية في المدينة، ووصفتهم بـ "الجيش الأبيض" الذين يواصلون أداء مهامهم في ظل ظروف قاسية ومخاطر جسيمة.

ودعت الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التدخل العاجل لوقف هذه الجرائم والانتهاكات التي تهدد حياة المدنيين وتعرقل تقديم الخدمات الأساسية، خاصة الصحية منها.

يذكر أن منظمات إنسانية كانت قد حذرت من تفاقم الأوضاع بمدينة الفاشر التي تحتضن أكثر من مليون مواطن، ومئات الآلاف من النازحين الذين فروا من هجمات الدعم السريع على المناطق المحيطة. معسكرات النزوح بالمدينة تشهد حالة من المجاعة وغياب الإمدادات الصحية، الأمر الذي دفع أطباء بلا حدود لتقليل التدخلات التغذوية للأطفال خارج المراكز الصحية التي تدعمها، الأمر الذي ينذر بتفاقم حالات سوء التغذية للآلاف من الأطفال.

تدافع عن مدينة الفاشر قوة مشتركة من الجيش السوداني وحركات الكفاح المسلحة المتحالفة معه، فضلًا عن مستنفرين من المدنيين ضد هجمات الدعم السريع، كما أنشأ المواطنون مخابئ تحت الأرض للاختباء من القصف المدفعي المستمر منذ أشهر، في ظل أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.