11-أكتوبر-2024
نازحون سودانيون

(أرشيفية)

حذرت منظمة أطباء بلا حدود من كارثة محيقة بالأطفال في معسكر زمزم للنازحين جراء عرقلة الصراع وصول الإمدادات منذ أشهر. كانت منظمات دولية قد أعلنت المجاعة في المعسكر الذي يستضيف مئات الآلاف من النازحين القدامى والجدد في آب/أغسطس الماضي، جراء الصراع المحتدم في المنطقة.

تحاول قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة الفاشر التي تستضيف معسكر زمزم للنازحين منذ نيسان/أبريل الماضي، الأمر الذي أسفر عن أزمة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة، ومئات الضحايا من المدنيين. تفرض الدعم السريع حصارًا على المدينة، وتمنع وصول الإمدادات والمساعدات.

2900 طفل محكوم عليهم بالموت

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها أجبرت على وقف العلاج لخمسة آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في مخيم زمزم للنازحين بشمال دارفور، بسبب عرقلة تسليم المواد الغذائية والأدوية والاحتياجات الأساسية لعدة أشهر.

ويعد الصراع الدائر في إقليم دارفور جزءًا من النزاع الأوسع نطاقًا الذي اندلع في السودان منذ عقود، مما أدى إلى موجات متتابعة من النزوح الجماعي ونقص الموارد الأساسية. تفاقمت الأوضاع الإنسانية في شمال دارفور بشكل خاص منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، حيث تسعى الأطراف المتنازعة للسيطرة على المنطقة الإستراتيجية، ما أثر على قدرة المنظمات الإنسانية على إيصال المساعدات للمحتاجين.

مع نفاد الإمدادات بنهاية أيلول/سبتمبر الماضي، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها اضطرت لوقف الرعاية الخارجية، بما في ذلك علاج (2900) طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم. وأصبحت المستشفى الوحيدة التابعة للمنظمة، التي تضم (80) سريرًا، المصدر الوحيد للرعاية للأطفال الأكثر عرضة لخطر الوفاة.

في ظل هذا الحصار المستمر، تدهورت الأوضاع في مخيم زمزم الذي يضم نحو (450) ألف نازح. وتشير التقارير إلى أن (30%) من الأطفال في المخيم يعانون من سوء التغذية، وسط تقديرات بوفاة طفل كل ساعتين بسبب مضاعفات ترتبط بالجوع وسوء التغذية.

الوضع الراهن دفع رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاتشاريتيه، إلى التحذير من "كارثة إنسانية" مطالبًا بضرورة التدخل السريع لتوفير إمدادات من المنتجات الغذائية والعلاجية. وأكد لاتشاريتيه أن المنظمة تدعو كافة الأطراف المعنية بالصراع، بما في ذلك قوات الدعم السريع والجيش السوداني والقوة المشتركة، إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المخيم.

بحسب بيان للمنظمة اطلع عليه "الترا سودان"، فإنه رغم وصول بعض الإمدادات الطبية المحدودة في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الكميات تظل غير كافية لتلبية احتياجات النازحين الذين يواجهون ظروفًا صعبة. ويعاني سكان المخيم من تزايد معدلات الوفيات بين الأطفال بسبب سوء التغذية، وسط استمرار الصراع الذي يعيق عمل المنظمات الإنسانية. كما أكد خبراء دوليون أن الأوضاع تتطلب توفير حوالي ألفي طن من المساعدات الغذائية شهريًا لسكان المخيم، وهو ما يعادل مائة شاحنة في الشهر.

تظل الأوضاع في ولاية شمال دارفور في تدهور مستمر، لا سيما في مدينة الفاشر ومحيطها. يذكر أن المبعوث الأميركي للسودان توم بيرييلو كان قد قال أمس الخميس، 10 تشرين الأول/أكتوبر 2024، إن "الفاشر على شفا الدمار الشامل والمدنيون يعانون بشكل مروع".