تتعرض مدينة الهلالية بمنطقة شرق الجزيرة، إلى حصار غير مسبوق بواسطة قوات الدعم السريع، وأصبح مصير نحو (70) ألف مواطن، ينتظر تحت رحمة جنود قوات حميدتي الذين يغلقون الطرقات ويشترطون المغادرة نظير مبلغ مالي يصل إلى مليون جنيه للشخص، أي ما يعادل (400) دولار أميركي.
عامل إنساني: التفاعل المحلي مع مجازر وحصار الهلالية وشرق الجزيرة دون المستوى خاصة القوى المدنية
يعتقد جنود الدعم السريع أن مدينة الهلالية موطن قائدهم المنشق أبوعاقلة كيكل، ومنذ 20 تشرين الأول/أكتوبر 2024، تحاصر المدنيين وتمنعهم من النزوح. كما توفي نحو (120) شخصًا نتيجة قتل مباشر برصاص قوات الدعم السريع والتسمم الغذائي.
وصف ناشطون إنسانيون ما يحدث في الهلالية بـ "حفلات الموت" نتيجة وفاة شخص بين الحين والآخر بمعدل (20) شخصًا في اليوم، وفي بعض الأحيان تصل الوفيات إلى (28) شخصًا في اليوم، وفق إفادات سامية عمر الناشطة الإنسانية في حديث لـ"الترا سودان".
تعتبر مدينة الهلالية الواقعة شرق ولاية الجزيرة من المناطق المعروفة بوجود كليات جامعية ومدارس عريقة وأسواق كبيرة، ويمتهن سكانها الزراعة بشكل رئيسي، إلى جانب العمل في مؤسسات الحكومة وتجارة الماشية.
يستدعي الفاعلون الإنسانيون والناشطون في منظمات المجتمع المدني وغرف الطوارئ، حلول قد تكون صعبة في نظر بعض المحللين، مثل مطالبة القوات المسلحة للتدخل وإنقاذ المدنيين المحاصرين في شرق الجزيرة، بما في ذلك مدينة الهلالية.
أصدرت وزارة الخارجية السودانية أمس، بيانًا يعتبر الأول من نوعه من مؤسسة رسمية، بالإعلان عن وفاة أكثر من (120) شخصًا في مدينة الهلالية شرق الجزيرة، متهمة قوات الدعم السريع بقتلهم جراء الحصار والتسمم الغذائي والقتل المباشر.
ترى سامية عمر، أن الجيش لا يمكنه إنقاذ المدنيين بوضعه الراهن، خاصة مع عدم وجود إرادة في المقام الأول، إلى جانب بقاء محور الفاو منذ شهور طويلة وهو يعتزم استرداد ولاية الجزيرة من قوات الدعم السريع.
تعتقد سامية عمر، أن وصول الجيش إلى مرحلة إنقاذ المدنيين المحاصرين بواسطة قوات الدعم السريع لم تأت بعد، مع الوضع في الاعتبار الحاجة إلى كفاءة التدخلات الخاصة في مثل هذه الأحوال، ولا يمكن تحديد عما إذا كانت هذه التدخلات يمكنها أن تحقق تقدمًا على الأرض أم لا؟.
ناشط: رغم إدانة القوى المدنية لهجمات الدعم السريع على شرق الجزيرة، لكن هذا يتطلب العمل المستمر لنزع الشرعية عن هذه القوات
بينما يقول مصعب محمد الهادئ الناشط في قضايا الانتهاكات بولاية الجزيرة، إن التدخل العسكري مستبعد. خاصة العمليات الخاصة بإنقاذ المدنيين، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة لا يمكنها البدء في العمليات العسكرية بولاية الجزيرة، قبل استعادة كامل ولاية سنار.
وينتقد الهادئ صمت الحكومة والقوى المدنية والأحزاب، فيما يتعلق بحصار مدينة الهلالية والمجازر التي وقعت شرق الجزيرة. وقال إن البيانات من بعض الدول من بينها مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والوكالة الدولية للمعونة الأميركية، كانت أكثر قوة من التفاعل المحلي مع هذه المآسي التي أدت إلى مقتل أكثر من 500 شخص بسبب هجمات قوات الدعم السريع خلال أسبوعين فقط.
وتابع: "رغم إدانة القوى المدنية لهجمات الدعم السريع على شرق الجزيرة، لكن هذا يتطلب العمل المستمر لنزع الشرعية عن هذه القوات، والمطالبة بتصنيفها كمنظمة إرهابية".ويشدد الهادئ على ضرورة تحرك جميع القوى المدنية السودانية لإحراج قوات الدعم السريع، والتنديد بالمجازر التي أودت بحياة أكثر من (170) شخصًا حسب الإحصائيات الصادرة اليوم الجمعة.