في كسلا الواقعة شرقي السودان يمكن للنازحين الذهاب إلى دور الإيواء التي أعدها شبان وفتيات يعملون على مدار الساعة لتوفير الطعام والمعينات لآلاف النازحين الذين وصلوا من ولاية الجزيرة عقب هجوم الدعم السريع منتصف هذا الشهر.
يقول خالد العامل في غرف الطوارئ في كسلا شرقي السودان إن الناس عندما يتحدون يستطيعون إيواء جميع المتأثرين بالحرب
يطلق المتطوعون مناشدة على الشبكات الاجتماعية مثل "فيسبوك" الأكثر استخدامًا بين السودانيين بشأن الاحتياجات والمطلوبات في دور الإيواء، وتأتي الاستجابة من المطاعم والأفراد والشركات وحتى الهيئات الحكومية.
ضمن خطط الشبان والفتيات لتوفير الطعام للمئات من النازحين في حي يقع وسط مدينة كسلا، كانت مناشدة واحدة كفيلة بتوفير أكثر من (200) وجبة لمركز نازحين في الولاية التي يفضلها آلاف النازحين بسبب توفر الأمان نسبيًا.
لا شيء يعكر صفو مدنية كسلا سوى المخاوف من تمدد القتال وتقدم قوات الدعم السريع، لكن هذه المخاوف تبددها وجوه عشرات الشبان والفتيات الذين يعملون دون استسلام للمخاوف، لتقديم الخدمة على مدار الساعة للمتأثرين بالقتال من الذين طرقوا أبواب مدينتهم.
يقول المستشار السابق في منظمة دولية علي الحاج إن الخدمات الإنسانية التي قدمها الشبان والفتيات في مدن كسلا وسنار والقضارف "تذهل حتى المنظمات الدولية"، لافتًا إلى استجابتهم "السريعة والكبيرة" لاحتياجات النازحين.
ومع ذلك فإن المخاوف تستمر أيضًا في ظل اعتقال السلطات الأسبوع الماضي لبعض الشبان من غرفة طوارئ سنجة بولاية سنار.
يقول خالد الذي يعمل في غرفة الطوارئ في ولاية سنار لـ"الترا سودان": "ينبغي ألا نخشى من شيء عندما نعمل في تقديم الخدمات الإنسانية في مراكز الإيواء أو حتى المحطات العابرة في الطرقات. وجدنا المئات يتحركون سيرًا على الأقدام الأسبوع الماضي وقدمنا لهم المياه والمشروبات الباردة والطعام".
يعتقد خالد أن كل شخص ينبغي أن يعمل، الجندي في مجاله، والناشط المدني في مساعدة المتأثرين بالقتال، بقدر استطاعته. "عندما يتحد الناس دائمًا يفعلون أكثر" – أردف خالد.
ونزح نحو (300) ألف شخص من ولاية الجزيرة عقب سيطرة الدعم السريع على الولاية منذ 19 كانون الأول/ديسمبر الجاري. وعانى أغلب النازحين من عدم توفر وسائل النقل خلال رحلة نزوحهم.
وتستمر الحرب بين القوات المسلحة والدعم السريع منذ ثمانية أشهر، وأودت بحياة (12) ألف شخص من المدنيين، وأدت إلى نزوح أكثر سبعة ملايين شخص داخليًا وخارجيًا.
وتعثرت مفاوضات السلام بين الجيش والدعم السريع مطلع هذا الشهر في منبر جدة. وتحاول "الإيقاد" جمع الجنرالين البرهان وحميدتي إلى طاولة واحدة لوقف القتال، وتأجل اللقاء الذي كان مقررًا اليوم الخميس إلى يناير المقبل لأسباب وُصفت بالفنية.